أجرت قناة "روسيا اليوم" الرسمية مقابلة مع رجل الأعمال السوري، فراس طلاس من دبي، أمس الثلاثاء، وهو نجل وزير الدفاع السوري السابق، مصطفى طلاس. واللافت أن القناة التابعة للكرملين أجرت المقابلة عن الفساد في النظام السوري في أعقاب الأزمة بين رئيس النظام، بشار الأسد، وابن خاله رجل الأعمال، رامي مخلوف. وجاءت المقابلة تحت عنوان "سورية.. خريف البطريرك" في إشارة إلى رواية الأديب الكولومبي، غابريل ماركيز، والتي يسخر فيها من منح الرتب العسكرية رفيعة المستوى لأولياء عهد الملوك المتسلطين وتبذير عائلاتهم وأتباعهم. وكان طلاس قد وصف في المقابلة بأن محمد مخلوف، خال الأسد، هو بطريرك الحاشية الحاكمة، فرد عليه المحاور بأنه "خريف البطريرك". واعتبر مراقبون أن إذاعة قناة روسيا اليوم لهذه المقابلة قد يكون بداية ضوء أخضر من جانب موسكو لإزاحة بشار الأسد من السلطة.
وشرح طلاس خلال المقابلة تراكم الثروة في يد عائلة الأسد ودور خال الأسد في إدارة مشاريع وأموال. وقال إن الفساد في سورية بدأ بعد حرب تشرين عام 1973 وتدفق الأموال الخليجية على الخزينة السورية تحت شعار دعم الصمود والتصدي. وبحسبه فإن محمد مخلوف استعان بخبراء من لبنان وبريطانيا، في تأسيس إمبراطورية مالية استندت إلى مبيعات النفط. ويرى طلاس أن الظهور المصور لرجل الأعمال رامي مخلوف، يؤشر إلى صراع لتقاسم الثروة بين أسرة بشار الأسد وعقيلته أسماء، وبين أسرة مخلوف التي ينبغي عليها التنازل عن جزء من ثروتها لصالح أسرة رئيس النظام. وتوقع طلاس اتساع الشرخ في النظام، وحذر من احتمال انقسام في القوات المسلحة، وفق مبدأ الولاء للجهة التي تدفع أكثر.
وأوضح طلاس أنه يعتقد أن المرحلة المقبلة "ستكون ثقيلة" على سورية بسبب تطبيق العقوبات الجديدة وفق قانون "قيصر" الذي أقره الكونغرس الأميركي الذي يعاقب الدول والشركات التي تتعامل مع الحكومة السورية. وليس من باب الصدفة أو العفويّة أن يوجّه طلاس ضيف القناة الروسيّة تحذيراته من قانون العقوبات الأميركيّ الذي يفضي بمعاقبة الشركات التي تتعامل مع النظام السوري، إذ إنه أشار في المقابلة إلى أن "روسيا يمكنها لعب دور الضامن لوحدة واستقرار وسيادة سورية. وإن القول إن لا بديل عن الأسد لم يعد واردًا في ظروف التردي المعيشي وتفشي الفساد".