توقع كثير من المهتمين بدراسة الأديان أن يتسبب فيروس كورونا الذي اجتاح العالم في عودة فكرة الإيمان مرة أخرى بعد أن أدى التقدم العلمي المذهل الذي حققه الإنسان خلال العقود الماضية في تراجع فكرة الإيمان بعد أن شعر الإنسان بقوته على الأرض، وفي ظل انتشار جائحة كورونا وعجز العلم عن التصدي لهذا الفيروس الصغير الذي لا يمكن رؤيته بالعين عاد مهتمون بعلوم الأديان مرة أخرى، ومن النظريات الألهية التي عاد الحديث حولها مرة أخرى ما يعرف باسم هي النظرية التطبيقية في الإيمان وهي نظرية مبنية على المبدأ: أن حيث انه من الواضح أن الكون مبني على نظام معقد وعجيب، لابد أن يكون هناك مهندس الهي. وهو ما جاء له ذكر في قول الله تعالى : (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ) (يونس: 101) وعلى سبيل المثال، أن كان موقع الكرة الأرضية بضعة كيلومترات أقرب أو أبعد من الشمس، فلن تكون المكان المناسب للحياة الموجودة عليها وان كانت العناصر الجوية مختلفة ولو بمجرد كسور، لمات كل شيء موجود على الأرض. هو السبب في وجود جميع الأشياء. هذا الشيء " الغير مسبب" هو الله النظرية الرابعة هي النظرية الأخلاقية وفيها أن كل من بلاد العالم خلال التاريخ كان له نظام قانوني معين. كل منا لديه معرفة بالحق والباطل. القتل، السرقة، الكذب، الغش كلها صفات غير أخلاقية متفق عليها في جميع البلاد من أين أتت هذه المعرفة بالحق والباطل ان لم تكن من الله القدوس ؟
تقوم هذه النظرية على أساس أن بعض الناس يدعون انهم لا يؤمنون بالله لأنه شيء "غير علمي" أو "لأنه لا يوجد اثبات". وكانت حجة غير المؤمنين على الدوام أنهم يحتاجون أدلة مادية من أجل الإيمان، وهو ما أشار له القرآن الكريم في قول الله تعالى وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا . أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً . أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً. ولكن الحقيقة أن الناس يدركون أنهم حالما يعترفون بوجود الله يصبحون مسئولون أمامه وفي أحتياج الي غفرانه. إن كان الله موجود اذا نحن مسئولون عن افعالنا أمامه أن كان الله غير موجود فانه يمكننا أن نفعل أي شيء نريده من غير أن نهتم بالحساب مع الله. أنا أعتقد أن هذا هو السبب الأساسي للايمان بنظرية التطور - اذ ان من خلال الأيمان بهذه النظرية لا يحتاج الإنسان أن يؤمن بالله الخالق الله موجود والجميع يعلمون هذه الحقيقة، وبمحاولة اثبات عدم وجوده بمنتهي العنف فهذا الفعل في حد ذاته يثبت وجوده. فهناك أحداث معينة حدثت في حياتنا جميع لا يوجد لها أي تفسير أخر غير وجود الله بطريقة معجزية أنقذ الله حياتنا وغير مجراها ، وعلى ذلك فإن الايمان هو ليس قفزة عمياء في الظلام، بل هو اتخاذ خطوة آمنة الى حجرة يقف فيها 90 بالمائة من أفراد العالم ، وذلك ببساطة لأن نفس الملحدين الذي يرفضون الإيمان إلا بعد أن يحصلوا على دليل مادي ليس لديهم في الأصل أى دليل مادي على أن الكون خلق بدون خالق وليس لديهم دليل مادي على أنه لا يوجد إله.