قال المهندس "كريم نجار"، رئيس مجلس إدارة شركة "كيان إيجيبت للتجارة والاستثمار" والمدير التنفيذي لـ"الشركة المصرية التجارية وأوتوموتيف" (EATC)، إن تداعيات أزمة فيروس كورونا "كوفيد-١٩" ساهم في ارتباك كافة حسابات الوكلاء بالوقت الراهن، حيث لايقتصر تأثيره السلبي على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى العالمي بأكمله، مشيرًا إلى أن صناعة السيارات عانت بشدة من تدني الطلب على المركبات الجديدة لأدنى مستوياتها منذ عقود، كما تضررت السوق المصرية للسيارات بالتبعية بشكل كبير.
تداعيات كورونا على صناعة السيارات
وأضاف "نجار"، أن كبار صانعي السيارات حول العالم تضروا بصورة واضحة، بسبب التباطؤ الكبير في النمو الاقتصادي العالمي، إذ أجبرت إجراءات الإغلاق، التي طبّقتها معظم البلدان الأوروبية، شركات السيارات على إيقاف عمليات الإنتاج في الكثير من مصانعها هناك لأسابيع، مما أدي إلى انخفاض صادرات مكونات السيارات المحلية من الصين إلى دول الاتحاد الأوروبي بشكل كبير، كما أشارت التقديرات إلى أن التداعيات المالية لأزمة كورونا على صناعة السيارات في الاتحاد الأوروبي بلغت نحو 2.5 مليار دولار أمريكي.
وتابع حديثه، "قبل اندلاع شرارة الأزمة التي سبّبها فيروس كورونا المستجدّ، التزمنا بتوفير سيارات أوروبية فائقة الجودة بسعر مناسب، وذلك في أعقاب قرار الحكومة المصرية العام الماضي بتطبيق خطّة زيرو جمارك على السيارات أوروبية المنشأ. وفي الوقت نفسه، سجّلت بعض علاماتنا أرقامًا مبيعية قياسية في السوق المصرية في عام 2019. وكانت لدينا خطة تسويقية طموحة لشركة كيان إيجيبت تتمثّل في استحواذها على نسبة مبيعات تقدر بـ 6٪ من الحصّة السوقية لسيارات الركوب في مصر خلال الأعوام الثلاثة المقبلة."
وأوضح "نجار" أن سوق السيارات المصرية لم تكُن بمنأى عن أزمة الوباء العالمية؛ إذ أسهمت كلّ العوامل السابقة مع نقص المكوّنات القادمة مِن الصين، بالإضافة إلى قرار وزارة الداخلية المصرية بوقف استخراج وتجديد رخص قيادة المركبات في جميع وحدات المرور خلال شهري مارس وإبريل، إلى انخفاض حاد في مبيعات السيارات.
وأشار إلى أنه بالرغم مِن تدهور مبيعات السيارات الجديدة إلى مستويات غير مسبوقة داخل الشركتين، وانخفاض خدمات ما بعد البيع والصيانة إلى مستوى ٤٠٪ من حجم الإشغال المعتاد، حَرصنا منذ البداية على عدم الاستغناء عن أي موظف أو من ذوي الخبرات؛ إذ يأتي الحفاظ على وضع آمن ومستقر للكوادر في مجموعتنا على قمة أولوياتنا، كما قمنا أيضا بتمديد فترات الضمان لكل سيارات العلامات التجارية التي نمثلها حفاظًا على سلامة عملاءنا.
وأكد رئيس كيان إيجيبت، أن تعامل البنوك المصرية مع شركات السيارات بعد أن اتجهت البنوك إلى زيادة الفوائد وتركيبها على الشركات التي قامت بإرجاء سداد مستحقاتها الائتمانية وفقًا إلى قرار البنك المركزي الصادر في مارس الماضي والخاص بإزاحة جميع الأعباء المالية على الشركات والأفراد لمدة 6 أشهر، في محاولة لتخفيف وطأة التداعيات الناجمة عن أزمة فيروس كورونا المستجد، ودعا البنوك إلى التيسير على شركات السيارات ومدّ فترة السماح والتسديد وجعلها دون فوائد إضافية حتى لا تتأثر الاستثمارات الحالية والمستقبلية لهذه الشركات في السوق المحلية.
كورونا ساهمت في توجه شركات السيارات نحو التسويق الرقمي
وأوضح أن التأقلم والتكيّف مع أزمة فيروس كورونا المستجدّ هو أمر في غاية الأهمية حتى يمضي الاقتصاد قُدمًا إلى الأمام، لذا فإنه منذ بداية اندلاع شرارة الأزمة لجأ العديد من الصانعين حول العالم إلى إطلاق موديلاتهم الجديدة إلكترونيا التزامًا بسياسة التباعد الاجتماعي والحرص على تطبيقها، لقد باتت شركات السيارات تعتمد بشكل كبير على التسويق الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي، ناهيك عن تغيير سياساتها التسويقية التقليدية السابقة التي كانت ترتكز على إقامة المعارض والتجمّعات الكبيرة والتفاعل المباشر مع العملاء المستهدفين. باختصار، يُمكن القول إن التسويق الرقمي هو مستقبل صناعة السيارات."
وأعرب رجل الأعمال المصري عن امتنانه وتقديره لدور الحكومة ورئاسة مجلس الوزراء في التعامل مع تداعيات الأزمة الراهنة بقوله: "استجابت رئاسة مجلس الوزراء لمطالبنا في إعادة فتح وحدات المرور لاستخراج وتجديد رخص قيادة المركبات، ومِن ثمّ تشجيع عمليات شراء السيارات بعد توقّف تام، وهو الأمر الذي سنرى مردوده الإيجابي تدريجيًّا خلال الفترة المقبلة."
توقعات بارتفاع اسعار السيارات مجددًا
واختتم "نجار" رؤيته التحليلية لتداعيات أزمة مرض "كوفيد-19" بقوله: "على المستوى الشخصي أتوقّع بأن تمتدّ تداعيات الأزمة الراهنة على سوق السيارات المحلية حتى شهر أغسطس المقبل على أقل تقدير، كما قد تَشهد أسعار السيارات ارتفاعًا خلال الفترة القادمة، بفعل تراجع الجنيه المصري وارتفاع سعر الدولار والعملات الأجنبية بالإضافة إلى اتجاه شركات الشحن العالمية لرفع قيمة رسومها بنسبة 50٪ بسبب إرتفاع المخاطر خلال الأزمة الراهنة، موضحًا آلية العرض والطلب هي المتحكّم الرئيسي في أسعار السيارات."