اللغة النوبية لغة جميلة ودافئة، وهي في الأصل مزيج بين العربي والسواحيلي، لهجة شرق أفريقيا، والصومال وأثيوبيا، ويستخدمها المحس والسكود والحلفاويون والدناقلة في السودان، والفاديجا والكنوز في مصر، وتعتبر اللغة النوبية القديمة الأم المباشرة للغة النوبيين.
يتركز النوبيون فى محافظة أسوان وينقسمون إلى فصيلين هما، كنزى وفاديجا، وكل منهما له لغته الخاصة التي تختلف تماما عن الأخرى، ولا يمك التحدث بلغة الفاديجا مع شخص ينتمى إلى فصيلة الكنوز والعكس، وكل فصيل منهما يعتز بلغته إلى جانب حبهم لأصالتهم، وقد تعرضت النوبة لعدة عمليات تهجير في القرن العشرين، وذلك بعد غرق عشرات القرى نتيجة بناء خزان سد أسوان.
الأغانى النوبية سبب فى الحفاظ على اللغة بعد التهجير
هجرة النوبيين من مكانهم الأصلي جنوبي خزان أسوان ووجودهم في بيئة جديدة وهجرة الكثيرين إلى المدن الكبرى كان له تأثير كبير على تراجع استخدام اللغة النوبية، لكن ما زال للأغنية النوبية الأثر الأكبر في الحفاظ على اللغة، وقد نشطت الأغنية النوبية، مبادرات واسعة لإحياء اللغة من خلال إطلاق قنوات تلفزيونية تبث بالنوبية وإقامة متاحف تتحدث عن عادات النوبة ولغتها، إلى جانب تكثيف الأبحاث حول أساليب كتابة اللغة وتدريسها.
تعرف على لغة النوبة.. الكنوز والفاديجا
"الكنوز" هي لغة أهل شمال النوبة القديمة من منطقة قرى وجزر الشلال القديمة شمالاً في أسوان لحدود قرى دنقلة وبعض قرى حلفا جنوباً، أما "الفاديجا" فيتحدث بها النوبيون داخل الحدود المصرية من شمال حلفا لمنطقة الشلال.
كلمة فاديجا إدغام لكلمتين نوبيتين: "فا = الحوض" وتدل على الوعاء الجغرافي لمجموعة بشرية والتي يقابلها الآن عند العرب كلمة عشيرة أو قبيلة وينطقها البعض با، ثم "ديج = 5" والألف التي في نهاية الكلمة هي أداة التعريف، ويمكن أن نقول إن كلمة فاديجا تعني الأحواض الخمسة أوالقبائل الخمس لأبناء نب ابن كوش ابن حام، منها أربعة أحواض بين مصر والسودان، والقبيلة الخامسة هي التيجراي، وهي العماد الأساسي لدول إريتريا وأثيوبيا وأوغندا، حتي إن زعماء هذه الدول حاليا من تلك القبيلة، وهم مسيحيون يتبعون بابا الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، لأن المرسوم البابوي في مصر لم يزل اسمه "بابا الإسكندرية والنوبة"، فيما خرجت القبائل الأربعة النوبية من هذه العباءة بحكم إسلامها، إلا أن الخامسة ظلت تحتها لاستمرارها في المسيحية.
وكلمة "كنزى"، والشاهد فيها كل المراجع الأجنبية، هي رحلة لفظ بدأت بـ"تاكنسي" ثم "كنسي" واستقرت في "كنزي" وتعني رماة الحدق، ونلاحظ أن هناك ثمة تشابها بين سكان شمال النوبة وجنوبها في اللكنة، مما يدل على أنها لغة خاصة بالحدود، ومعروف أن ساكني الحدود هم العسكر، فلقد كانت لغتهم هي اللغة العسكرية النوبية، ومما هو مستقر أن للعسكر في أي دولة لغة وشفرات خاصة خلاف لغة القوم.