اعلان

"أمه الجدة".. شعر ياسر أبو جامع

ياسر أبو جامع
كتب :

مفتتح:

الجدة

عقل البيت الموزون

ماتت زعلانة

علشان بتها وآخر نبتة أرضها

دكتور الوحدة قالها:

"أرضك بور"

نامت زعلانة

صحيت نادرة للرحمن الصوم

وحالفة م تخطى على أرض

يملكها واهب الفرحة والكرب.......

"أمه الجدة"

يا أمه

عقلى أمر من شوارع المدينة فى يوم السوق

كل الفكر

مد أقدامه ورايح جاى فى الراس

والشوق ليكى أمر إحساس يا أمه الجدة...

يا أمه

فين حكاويكى تحت القمارى

وأنا نايم على رجليكى

ومتهيألى إن حكايتك دايرة فوق الغيمة

وإنى بتفرج والسما سيما

وأما كبرت

لقيت حكاويكى قايسه الأرض

وقارية الناس يا أمه الجدة

- "أفندية بت عيتلة" ماتت

وخالتى زينب هى اللى خدت أبو يا من وحدته،

وهى اللى ضفرتلى شعرى ليلة الحنة وأنا بت 11 عام

وهى اللى كحلت لى عينى بالمرود

بعد م حنت لى

وحنتلى كفى وكوعى ورجلى

وغمضت يدها ع الفرحة وخبطتنى فى كتفى

وقالت لى:

"بكرة هتكونى مرة يا قارشة أمك

لا تبوحى بفرحك ولا همك

وتراعى لبيتك ولراجلك

إوعى يبات ف ليلة مهاجرك"

ودمعت عينها م الفرحة وزغرتت، وأنا قلبى حس بشى غريب-

خجلت جتى وقالتى بفرحة:

-كت عيلة صغيرة

ومش خابرة هو اللى بيحصل بين المرة وراجلها

عيب ولا مش عيب

لكن أقولك أنا خفت،

مات جدك وأنا فى التاسع

شايلة ف بطنى الواد اللى رزقنى بيه الله بعد خمس عيال

راجلين وتلاتة بنات،

روحه زغرتت وحلوق عويلاته مفتوحة

كان حنين قوى يا وليدى وإيده مفروطة..

عمره م شال للغدر قروش

والموت غدار

ولا يعرفشى مين معاه ومين معهوش،

كل اللى بتاجى ساعته يموت

وحدى ربيتهم من بيع الفراخ وخضار السوق-

وتقول الجدة وعيونها ترقرق بالدمع،

وأنا أطرطق ودنى وأحاول أجمع صورة الجد من وسط الغيم،

عمر الصورة م كملت يا أمه

جدى مات

قبل ماتوصل لبلدنا الكامرا

أو يدخلها النور.......

شرب الفقر من كيعانها

وشبعت م الشقى طول العمر

تصحى من الفجر

قبل م تصحى الزرتزير

قفص الفراخ ع الراس

و فى الإيد إيد واحدة من البنات

والواد ع الباط

وتطلع ع السوق

السبت

فى سوق السبت

الأحد

فى سوق الأحد

طول الأسبوع في سوق

عليكى عقب شقاوة يا جدة

تتولدى فى بلاد فقرانة

مفيهاش عطلة للأسواق

-غلبونى العيال يا واد بتى,

خالك كان ضريان* يهرب م المدرسة, وأنا كان بدى أعلمه.. مش عوزاه يطلع مزروعة فى ايده العتلة يقلع بيعا أوتاد الله، ويتنقل بكاسوره من العقبة*، للسمدون، لكلابشة يكسر فى حجار أسوان الصوان,

والتانى

كان يخجل ياجى معايا السوق

كان يستعار يشيل قفص الفراخ الفاضى.. وأنا عزراه,

م أنا يا وليدى لولا اللقمة ووش المرحوم اللى بيضحكلى كل م أغمض عينى م أنا شيلاه,

لكن مقسوم

واللى مقسوم له الشقى يلقاه...-

عليكى عقب شقاوة يا جدة

تتولدى فى بلاد فقرانة

كَلْ جنبتها حصير الحلف

و كَلْ من عمرها كل رواق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ضريان: متعود

-العقبة، السمدون، كلابشة: مناطق جبلية بأسوان

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً