عقب التطورات التي شهدها العالم الدولي الآونة الأخيرة بشأن ملفي ليبيا واثيوبيا، والتصريحات التي تلقاها الجانبين المصري والليبي والأثيوبي، خرج وزير الخارجية سامح شكري في لقاء مع وكالة "أسوشيتد برس" لوضع النقاط فوق الحروف في قضيتي ليبيا وأثيوبيا، بعد تعنت الجانب الأثيوبي بشأن مفاوضات أزمة سد النهضة، ومن المحتمل أن يؤدي ملء سد النهضة الإثيوبي الكبير إلى جلب النزاع المستمر منذ سنوات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول المشروع الضخم البالغ 4.6 مليار دولار إلى مرحلة حاسمة، وقالت إثيوبيا إن الكهرباء التي سيولدها السد شريان حياة حاسم لانتشال الملايين من الفقر، مع بداية موسم الأمطار في يوليو ، جلب المزيد من المياه إلى النيل الأزرق ، أحد روافد النيل الرئيسية ، وتريد إثيوبيا البدء في ملء الخزان.وتطاول الجانب الليبي المتمثل في حكومة الوفاق الوطني وتركيا على مصر عقب تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الاخيرة.
اقرأ أيضاً: اجتماع طارئ في اسطنبول لعرقلة المساعي المصرية لإنهاء الأزمة الليبية
مصر تريد تدخل مجلس الأمن
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري لوكالة أسوشيتد برس، إن مصر تريد من مجلس الأمن الدولي "الاضطلاع بمسؤولياتها" ، ومنع إثيوبيا من البدء في ملء سدها الكهرومائي الضخم الذي بني حديثًا على النيل الأزرق الشهر المقبل دون اتفاق. متهما المسؤولين الإثيوبيين بإذكاء العداء بين البلدين.
لقاء سامح شكري
أعلنت إثيوبيا يوم الجمعة أنها ستبدأ في ملء خزان السد في يوليو حتى بعد فشل الجولة الأخيرة من المحادثات مع مصر والسودان في الأسبوع الماضي في التوصل إلى اتفاق يحكم كيفية ملء السد وتشغيله، وطلبت مصر رسمياً من مجلس الأمن التدخل في رسالة في نفس اليوم.
وأضاف شكري"إن مسؤولية مجلس الأمن هي معالجة تهديد وثيق الصلة بالسلام والأمن الدوليين، وبالتأكيد فإن الإجراءات الأحادية التي تتخذها إثيوبيا في هذا الصدد ستشكل مثل هذا التهديد".
وأكد "شكري " أن الولايات المتحدة في وقت سابق حاولت التوسط في صفقة ، لكن إثيوبيا لم تحضر اجتماع التوقيع في فبراير واتهمت إدارة ترامب بالانحياز إلى مصر، و في الأسبوع الماضي ، غرد مجلس الأمن القومي الأمريكي على تويتر بأن "257 مليون شخص في شرق إفريقيا يعتمدون على إثيوبيا لإظهار قيادة قوية ، وهو ما يعني إبرام صفقة عادلة".
انتهاك مبادئ سد النهضة 2015
وحذر شكري من أن ملء الخزان دون اتفاق من شأنه أن ينتهك إعلان المبادئ لعام 2015 الذي يحكم محادثاتهم - ويستبعد العودة إلى المفاوضات.وقال "نحن لا نسعى إلى أي عمل قسري من قبل مجلس الأمن ،في رسالة من ثلاث صفحات إلى المجلس ، طلبت مصر منها إعادة إثيوبيا إلى المحادثات من أجل "حل عادل ومتوازن" وحثها على الامتناع عن الأفعال الانفرادية ، محذرة من أن ملء السد دون صفقة "يشكل واضحًا وحاضرًا خطر على مصر "بتداعيات" تهدد السلم والأمن الدوليين. "
وأكد شكري أن الحكومة المصرية لم تهدد بعمل عسكري ، وسعت إلى حل سياسي ، وعملت على إقناع الشعب المصري بأن إثيوبيا لها الحق في بناء السد لتحقيق أهدافها التنموية، مضيفاً أنه بشأن العمل العسكري "لم تقم مصر أبداً، على مدى السنوات الست الماضية ، حتى بإشارة غير مباشرة إلى مثل هذه الاحتمالات".
لكنه قال إنه إذا لم يتمكن مجلس الأمن من إعادة إثيوبيا إلى المفاوضات وبدأ ملء ، "فسوف نجد أنفسنا في وضع يتعين علينا التعامل معه، عندما يحين الوقت، سنكون صريحين وواضحين للغاية في الإجراء الذي سنتخذه."
ودعا الولايات المتحدة وغيرها من أعضاء مجلس الأمن ، إلى جانب الدول الأفريقية ، للمساعدة في التوصل إلى اتفاق "يأخذ في الاعتبار مصالح الدول الثلاث".
ماهي النقاط الشائكة في أزمة أثيوبيا؟
قال وزير الخارجية المصري على إثيوبيا أن تتراجع عن النقاط المتفق عليها من قبل، حيث كانت النقاط الشائكة في المحادثات هي كمية المياه التي ستفرج عنها إثيوبيا في اتجاه مجرى النهر من السد في حالة حدوث جفاف لعدة سنوات وكيف ستحل إثيوبيا ومصر والسودان أي نزاعات مستقبلية.
وتابع لقد كنا في العديد من المناسبات مرنين ومريحين، لكنني لا أستطيع أن أقول إن هناك إرادة سياسية مماثلة من جانب إثيوبيا، وهذا الشهر، عقد وزراء من الدول الثلاث مفاوضات استمرت سبعة أيام عبر الفيديو ، لكن المحادثات اختتمت يوم الأربعاء دون اتفاق، لم يتم تحديد موعد للعودة إلى الجدول.
الحوار كامل لوزير الخارجية المصري
واستكمل شكري خلال لقائه بالوكالة الأمريكية قائلاً :" إن مصر تؤكد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق، ولكن يجب التفاوض بشأنه بحسن نية، إن أي صفقة مستقبلية على حصص مياه النيل يجب أن تأخذ في الاعتبار أن إثيوبيا لديها مصادر مياه أخرى إلى جانب النيل".
الحل العسكري الملاذ الأخير في ليبيا
وبشأن ليبيا أكد وزير الخارجية سامح شكري أن الحل العسكري في ليبيا سيكون الملاذ الأخير لمصر لحماية أمنها وتأمين حدودها وسط تصاعد التوترات في المنطقة، ضيفاً أن مصر تسعى لتعزيز الحل السياسي في ليبيا، مضيفاً: "ندعو إلى ضبط النفس في ليبيا، إلى ذلك أوضح أن: "حكومة الوفاق لم تحسن قراءة موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي"،وتابع: "نأمل بالتزام الوفاق بولايتها التي نص عليها اتفاق الصخيرات".
رفض محاولة توسع تركيا
قال شكري: "ننسق مع القوى الدولية والإقليمية الفاعلة في ليبيا"، مشدداً على أن "الحل العسكري هو الخيار الأخير لمصر للدفاع عن أمنها".
إلى ذلك أكد: "نرفض محاولة توسع تركيا في ليبيا"، مشيراً إلى أن "أنقرة تتوسع في سوريا والعراق وليبيا مخالفة الشرعية الدولية".
وأضاف: "ننسق مع تونس والجزائر ولدينا رؤية مشتركة بشأن ليبيا"، لافتاً إلى أن "الوقت حان للعمل الجدي لإرساء الاستقرار في ليبيا".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
