سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على نيجيريا التى تعكف على تجديد سبل الحفاظ على البيئة عن طريق تبنى فكرة الملابس المصنوعة من الخامات المعاد تدويرها لاسيما بعدما انتهى اسبوع الموضة .
واتخذت نيجيريا هذه الفكرة حجة لتنظم عروض أزياء بصفة مستمرة على مدار العام حيث راق للنيجيريين فكرة الأزياء المصنوعة من الخامات المعاد تدويرها وعكفوا على استحداث الخامات الجديدة المستخرجة من عمليات إعادة التدوير.
وأطلق النيجيريون كلمة "تراشون" المستخرجة من كلمتى "تراش" أى مخلفات و"فاشون" أى موضة على هذه الصيحة الجديدة فى عالم الأزياء، وأصبحت المنافسة على قدم وساق بين أبوجا ولاجوس سواء فى الشوارع أو فى المنابر لتقديم عروض أزياء تستخدم فيها مواد إعادة التدوير مثل أوراق الصحف وشنط الأرز وأغطية الزجاجات وغيرها الكثير.
وقالت عايدة بيريل أحد مصمى الأزياء فى أبوجا، والقادمة من بوركينا فاسو والتى استقرت فى نيجيريا منذ 3 سنوات من أجل الترويج لأزيائها المصنوعة من المخلفات، إن هذا السوق بات واعدا، واعتبرت أن هذه الفكرة ليست حالا للقضاء على المخلفات التى تغطى كل مكان فى نيجيريا، إلا أنه لازال لديها بصيص من الأمل فعندما يتعلق الأمر بالموضة، فإن ذلك من شأنه جذب انتباه الشارع النيجيرى، مشيرة إلى أنها أفضل طريقة من أجل الاهتمام بالبيئة وحثهم الحفاظ عليها.
وتقدم بيريل مجموعاتها المصنعة بالكامل من المواد التى يتم إعادة تدويرها مثل الصحف وبواقى الأوراق التى تمزقها الآلات، كما تستخدم شنط الأرز البلاستيكية ومواد أخرى.
وكانت حركة "تراشون" قد بدأت فى منتصف الألفينيات فى نيويورك بهدف التصدى إلى الصناعة الملوثة للبيئة عن طريق خلق اتجاهات جديدة لاستخدام المخلفات مثل الأزياء، لكن فى نيجيريا يختلف الأمر عن نيويورك وباريس حيث تولى البلاد اهتماما كبيرا للأزياء، فضلا عن أهمية هذه الصناعة للبيئة مما جعل زمام الأمور فى قبضة يد مصممى الأزياء فى نيجيريا.
وانضم إلى عايدة ما يقرب من 12 مصمما للأزياء، معربين عن ولعهم بهذه الصيحة الجديدة فى عالم الموضة والتى من شأنها حث النيجيريين على الحفاظ على بيئتهم، إلا أنهم يأملون فى الحصول على دعم الحكومة من أجل إعادة تدوير المخلفات فى كافة أنحاء البلاد.
يذكر أن عمليات إعادة التدوير متواجدة منذ فترة فى نيجيريا، إلا أنها ليست محل اهتمام حيث لا يوجد فى نيجيريا سوى عدد قليل للغاية من آلات إعادة التدوير، لكن الغالبية العظمى من النفايات إما تحرق أو يتم تخزينها فى مقالب القمامة ولا يتم تدويرها إلا بطريقة عشوائية.
وتنتج نيجيريا، التى وصل تعداد سكانها إلى 180 مليون وهى أكثر دولة مأهولة بالسكان على مستوى القارة الأفريقية، نفايات أكثر من قدرة البنية التحتية على إعادة التدوير مما يشكل أزمة كبيرة.
وكشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن المدينة الأكثر تلوثا على مستوى العالم هى مدينة اونيتشا الواقعة على الضفة الشمالية لنهر النيجر جنوبى نيجيريا حيث تشكل أعلى نسبة كثافة سكانية ويصل مستوى الجسيمات الدقيقة فى المناطق الحضرية إلى أكثر من 500 ميكروجرام لكل متر مكعب.
تأتى فى المرتبة الثانية بعد مدينة اونيتشا، مدينة كادونا، وابا، ثم اوموهايا وهى على رأس قائمة المدن الأكثر تلوثا على مستوى العالم.