اعلان

الأمم المتحدة توثق شهادات لأيزيديين نجوا من فظائع "داعش" شمالي العراق

كتب : وكالات

وثقت الأمم المتحدة، في تقرير لها، شهادات لأيزيديين نجوا من فظائع ارتكبها تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق، منذ هجومه على قضاء سنجار في شهر أغسطس عام 2014.

ورصد التقرير روايات تحدثت عن ممارسة التنظيم على نحو منهجي واسع لعمليات قتل وممارسات عنف واسترقاق جنسية ودروب من المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة وحالات إكراه على تغيير الديانة والتهجير القسري، من جملة انتهاكات أخرى للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

ويضم التقرير، الذي أعدته بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتلقت وكالة أنباء الشرق الأوسط، روايات من الذين كانوا ضمن 308،315 شخصا غالبيتهم من الأيزيديين، وفروا من قضاء سنجار قبل عامين.

وقُدر عدد الأيزيديين الذين ما زالوا نازحين عن ديارهم بحوالي 360 ألف شخص، وهم يعانون من نقصٍ خطير في خدمات الرعاية النفسية التي هم في أشد الحاجة إليها.

وتحدثت النساء، اللاتي قابلهن موظفي الأمم المتحدة، عن تعرضهن للبيع لمرات متعددة وانتزاع أطفالهن الرضع والصغار منهن.. وروت إحداهن كيف تم بيعها إلى عنصر من "داعش" سوري الجنسية ويبلغ من العمر 26 عامًا، والذي هددها بقتل بناتها.. وتم شراء وبيع امرأة أخرى لستة من الرجال على التوالي، وقد استطاعت أن تنقذ ابنتها البالغة من العمر سبع سنوات من براثن رجل أراد اختطافها، ومحاولة منها للحفاظ على سلامة ابنتها حلقت شعرها وأهدابها وألبستها حفاضة أطفال وطلبت منها أن تتظاهر بأنها مختلة عقليا، ولكنها تمكنت في نهاية الأمر من الفرار بمساعدة أحد المهربين.

ويضم التقرير روايات عدة عن رجال تم فصلهم عن النساء، وعن حالات قتل جماعي للرجال الذين يقعون في الأسر، ففي إحدى الحالات تم الإبلاغ عن قتل 600 رجل في قضاء تلعفر، وفي حالة أخرى أُكرِه أفراد من الطائفة الأيزيدية على اعتناق الإسلام وهُدِّدوا بالقتل إن رفضوا ذلك.

وأشار التقرير إلى أن الانتهاكات والاعتداءات التي ارتكبها تنظيم "داعش" قد ترقى إلى "جرائم حرب" وجرائم ضد الإنسانية و"إبادة جماعية"، داعيًا حكومة العراق والمجتمع الدولي إلى بذل كل جهد ممكن من أجل وضع حدٍ لانتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها التنظيم الإجرامي، وتأمين خلاصٍ آمن لهؤلاء المدنيين.

ولفت إلى الحاجة الماسة للدعم النفسي والاجتماعي وغيرها من أشكال الدعم، وعلى وجه الخصوص للناجين من العنف والعبودية الجنسية، ويتعين القيام بكل ما هو ممكن لتوفير الظروف الآمنة والحياة الكريمة للأيزيديين إلى جانب النازحين من الطوائف الأخرى، في سبيل عودتهم إلى مناطقهم الأصلية.

على صعيد متصل، قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش إن التقرير يكشف بجلاء الأسلوب الممنهج الواسع النطاق الذي اتبعه تنظيم "داعش" في ارتكاب الفظائع المروعة بحق الأيزيديين والطوائف العرقية والدينية الأخرى، مشيرا إلى أن حوالي 3،500 من النساء والفتيات وبعض الرجال غالبيتهم من الطائفة الأيزيدية، بالإضافة أيضا إلى عدد من الطوائف العرقية والدينية الأخرى لا يزالون أسرى في قبضة "داعش".

وأضاف كوبيش "بعد مرور عامين على سقوط نينوى، لا تزال الطائفة الأيزيدية مستهدفة من قبل تنظيم داعش، فالآلاف من النساء والرجال والأطفال، إما أنهم قد لقوا حتفهم، أو باتوا مفقودين، أو أسرى بأيدي التنظيم حيث يتعرضون لعنف جنسي وجسدي غير مسبوق. ومع توفر مثل هذا الدليل، فإن المحاسبة الكاملة وعلى النحو الصحيح لمرتكبي هذه الأعمال البشعة أمر بالغ الأهمية".

من جانبه، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، إن الشهادة التي سجّلها التقرير يجب أن نتخذها نداء عال الصوت يوجه إلى كافة أعضاء الأسرة الدولية بأن عليهم "ألاّ يدّخروا جهدًا في التأكد من محاسبة الجناة في هذه الجرائم الشنيعة، وأن يبعثوا برسالة واضحة مفادها أن لا أحد يمكنه ارتكاب مثل هذه الجرائم والإفلات دون عقاب".

وأعرب عن القلق البالغ إزاء الأثر الفادح الذي يحدثه الصراع الحالي على المدنيين، لاسيما المنتمون إلى طوائف العراق العريقة والمتنوعة دينيًا وعرقيًا، متابعا "التجارب التي رواها الناجون والموثقة في هذا التقرير، تميط اللثام عن الأفعال اللاإنسانية والوحشية التي ارتكبت على نطاق أوسع مما يتخيله العقل، وتشكل تعديًا خطيرًا ومتعمدًا على أهم حقوق الإنسان الأساسية، وإهانة للإنسانية بأكملها".

يذكر أن "الأيزيدية" هي مجموعة دينية يبلغ قوامها في العالم قرابة مليون شخص، 750 ألفا منهم في العراق، حيث يعيشون قرب الموصل وسنجار في محافظة نينوى شمال غربي العراق. وتعيش منهم مجموعات أصغر في تركيا وسوريا وجورجيا وأرمينيا وألمانيا.

ويشكو الأيزيديون من عدم اهتمام العالم الغربي بهم واستغلاله قضيتهم وعدم تحركه لوقف أعمال تهجيرهم عن وطنهم الأم العراق وهو ما لا يخدم قضيتهم. وينتمي الأيزيديون عرقيا إلى الكرد ذوي الجذور الهندو-أوروبية مع أنهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائي المتكون من ثقافات عربية وسريانية، فأزياء رجالهم قريبة من الزي العربي والأزياء النسائية من السريانية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً