أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم السبت، اتصالًا هاتفيًا، بالدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، للاطمئنان على حالة الموارد المائية والري على مستوى الجمهورية، وموقف الفيضان الحالي، وتشهد إثوبيا وخاصة العاصمة أديس أبابا، لتساقط الأمطار بغزارة، بنسبة تزيد عن العام الماضي بـ 90%، وهو ما أثار جدلًا وسط الخبراء المصريين، بشأن تأثير ذلك على سد النهضة – محل النزاع بين مصر وإثيوبيا-، فيما أثار خبراء آخرون بأن تلك الأمطار ربما تهدد بحدوث تسونامي تؤثر على المنطقة بأكملها، وتأثير ذلك على السد العالي وحصة مصر في المياه من نهر النيل.
«أخطار في إثيوبيا .. ومصر تستعد»
في تصريحات لعدد من خبراء الري، فإن إثيوبيا وخاصة سد النهضة الإثيوبي يواجه تحديات بأضرار بالغة، حيث قال أستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء وخبير المياه بالأمم المتحدة الدكتور أحمد فوزي دياب، إن القاعدة العلمية تؤكد أنه لا يجوز بناء أي منشأة في ظل الهطول الشديد للأمطار لأن الأمطار الشديدة تهدم كل شئ في طريقها، وأن الآثار السلبية لتلك الأمطار الغزيرة سوف توقف العمل لفترة طويلة في استكمال بناء السد وخاصة بناء الخرسانات، بالإضافة إلى أنها تؤدي لانهيار الأماكن التي لم تنته بنائها.
وقال الدكتور أحمد الشناوي خبير الموارد المائية والسدود بالأمم المتحدة أن الأمطار الغزيرة التي تهطل على إثيوبيا ستؤثر تأثيراً سلبياً على سد النهضة لأنه مبني على فوالق صخرية وهذه الفوالق عندما تمتلىء بالمياه تنهار الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة تتمثل في تسونامي جديد يضرب المنطقة كلها ويصل إرتفاعها 140 متراً خاصة وقيام الجانب الآثيوبي قد بدأ فعلياً في ملء السد في شهر يوليو الماضي.
الدكتور علاء النهري نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء، قال في تصريحات صحفية، إنه من المتوقع أن يستمر سقوط الأمطار بغزارة على غرب وجنوب إثيوبيا، وعليه فإن منسوب نهر النيل في إثيوبيا وجزئيًا في السودان قد ارتفع وسيرتفع الأسبوع المقبل، مما يؤدى إلى تفاقم أخطار الفيضانات في مناطق عديدة في شرق السودان وبعض الأماكن جنوب وغرب إثيوبيا، مؤكدًا أن الأمطار سيكون لها تأثير إيجابي للسد العالي، إذ إنها ستؤدي إلى عمل التوربينات بشكل طبيعي والحفاظ على المستوى الإستراتيجي من المياه، أما بالنسبة لسد النهضة ستؤثر على اكتمال الإنشاءات وتعطيلها لمدة لا تقل عن 5 أشهر.
المهندس إسلام ممدوح الخبير والمتخصص في شؤون بناء السدود المائية، فيرى أن هذه الأمطار الغزيرة التي تسقط على الهضبة الإثيوبية ليس لها أي تاثير على سد النهضة، وأن ما تشهده إثيوبيا والسودان من فيضانات وسقوط أمطار بغزارة هو شىء طبيعي ويحدث في كل عام في مثل هذا التوقيت.
الخبير المائي نادر نور الدين، قال إن الأرقام الصادرة حتى الآن من إثيوبيا حول الأمطار والفيضان غير مستقرة، وعليه فعلى مصر أن تكون حذرة، وأن ما حدث في السودان من ارتفاع منسوب المياه بنهر النيل لا يعني مصر في شيئ من قريب أو من بعيد لان مصر تحصل على المياه من إثيوبيا مثل مثل السودان.
وأضاف "نور الدين" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن هناك توافق بين السودان وإثوبيا، ظهرت في تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير بأن سد النهضة يمثل أهمية لإثيوبيا كما يمثل السد العالي للمصريين، وهو ما يلزمنا بالتعامل بحذر مع تلك التصريحات، فربما تكون حملة لامتصاص الغضب المصري مع اقتراب اكتمال بناء السد، خاصة وإن كانت إثيوبيا مصممة على بداية تخزين 14 مليار متر مكعب من المياه هذا العام، مؤكدًا أنه :"لا توجد أرقام تدل على أن الفيضان عالي لدرجة أنه يمكن تعويض الـ 9 سنوات الماضية، وعلينا الانتظار حتى نهاية أغسطس، والأخذ بمقاييسنا".
وأوضح نور الدين، أن الحديث عن انهيار سد النهضة بسبب الأمطار الغزيرة "مبالغة" حتى وإن حدث ضرر فإنه سيكون انهيار جزئي يمكن التعامل معه خاصة وأن إثيوبيا لديها 14 سد قبل ذلك، غير أن سد النهضة تشرف عليه أكبر الشركات العالمية، وهو ما يجب أن تراعيه مصر في التعامل مع الأمطار في إثيوبيا ولا يأخذوه بمحمل "الاحتفال".
وتابع الخبير المائي لـ"أهل مصر" المشكلة الأساسية أن الأمم المتحدة تتوقع تقلص الأمطار بنسبة 70% خلال دورة نهر النيل نتيجة التغير المناخي، وذلك في تقرير تغير المناخ "فكل 20 عام يحدث 7 فيضانات غزيرة وفي حالة حدوث واحد على النيل الأرزق ربما يسبب انزلاق السد الإثيوبي وتحمله المياه إلى السودان، وهذا ما تنفيه إثوبيا"، كما أن هناك تصريح لخبير دولي "اصفو بنيني" قال إن الحديث عن فيضان غزير توقف، كما أن إثيوبيا لم تتحدث عن أن معدلات الأمطار هذا العام مبشرة، لذلك علينا الانتظار.
«الفيضانات في إثيوبيا»
الفيضانات ليست شيئًا جديدًا في إثيوبيا، حيث أعلنت اللجنة الوطنية العليا لإدارة الكوارث في إثيوبيا أن 486 ألف مواطن مهددون بخطر الفيضانات في عدد من الأقاليم، بينها العاصمة أديس أبابا، بعد توقعات بهطول أمطار غزيرة خلال العام الجاري في أنحاء البلاد.
وقال مسؤول العلاقات العامة باللجنة الوطنية العليا لإدارة الكوارث دببي زودي إن حكومة بلاده خصصت 736 مليون دولار أمريكي لتوفير المساعدات الإنسانية لنحو 10 ملايين و200 ألف شخص متأثرين من الجفاف الناتج عن ظاهرة “النينيو”.
في 2014 قالت وزارة المياه والطاقة والري الإثيوبية، إن "فيضانات نهر أواش التي حدثت أمس تسببت في تشريد نحو 8 آلاف شخص في إقليم العفر، شرقي إثيوبيا".
وفي تصريحات للأناضول، قال المتحدث باسم الوزارة بزونه تولشا إن "الفيضانات التي نجمت عن هطول أمطار غزيرة بلغ مقياسها 45-91 مليمترا، تسببت في تدمير مزارع القطن وقصب السكر التي كانت تغطي أكثر من 5200 هكتار (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع)".
ويعتبر نهر أواش أحد الأنهار الرئيسية في أثيوبيا ويصب في بحيرة غاغوري المتصلة ببحيرات أخرى التي تنتهي ببحيرة أبي على الحدود مع جيبوتي، ويعد هو المنبع الأساسي الذي يغذي التجمعات المائية في مناطق أمهرة، أوروميا والمنطقة الصومالية.
في إبريل 2016، أعلنت وسائل إعلام رسمية فى إثيوبيا، مقتل 28 شخصًا جراء الفيضانات العارمة التى تشهدها مناطق نائية بالبلاد.
من جانبهم، قال مسئولو الأرصاد الجوية أن الغيوم الكثيفة في المحيط الهندي يمكن أن تؤدي إلى المزيد من الفيضانات خلال الأيام المقبلة، ذلك في الوقت الذي اتخذت فيه الحكومة تدابير وقائية لمساعدة الأشخاص في المناطق المتضررة.