أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن علاقات مصر مع دول العالم تقوم على الشراكة لا التبعية، مشيرا إلى أن مصر تربطها علاقات استراتيجية ثابتة وراسخة مع دول العالم تحافظ عليها وتسعى إلى تطويرها.
وأوضح الرئيس السيسي، في حوار مطول مع رؤساء تحرير الصحف القومية استمر لـ420 دقيقة، أن هذه العلاقات الراسخة هي علاقات شراكة تقوم على الانفتاح وتبادل المصالح والرأي والحوار السياسي والاحترام المتبادل.
وأشار إلى أن الثقة في السياسة المصرية تزداد يومًا بعد يوم، كما يزداد الاستعداد للتعاون معها بمضي الوقت الذي هو عنصر حاسم في زيادة الفهم لسياستها ولحقائق الوضع في المنطقة، ونوه بأنه خلال العامين الماضيين لم يستطع أحد أن يملي على مصر شيئًا على غير ما تراه، وذلك لأن القرار الوطني المصري يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق.
جاء ذلك خلال الحديث الموسع الذي أدلى به الرئيس، الأحد، لرؤساء تحرير الصحف القومية "الأهرام والأخبار والجمهورية"، والذي ينشر الجزء الأول منه بعددها الصادر، اليوم الإثنين.
وانتقل الرئيس السيسي في حديثه إلى القضية الفلسطينية، حيث أكد موقف مصر الثابت من عملية السلام، ودعمها كافة الجهود التي تسعي إلى حل هذه القضية شديدة التعقيد، مشيرا إلى أن استمرار النزاع له تأثير سلبي بالغ على المنطقة، وأن الاتفاق له تأثير على مستقبل شعوبها.
وأضاف أن مصر كانت ولا تزال داعمة للجهود الأمريكية خلال السنين الماضية وحتى الآن، وداعمة لمبادرة السلام العربية، كما أعلنت تأييدها للمبادرة الفرنسية، لافتا إلى أن علاقات مصر مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تتيح لها أن تلعب دورًا محوريًا لإيجاد حل لقضية السلام.
وشدد الرئيس السيسي على ضرورة وسرعة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة داخل حركة "فتح"، وبينها وبين حركة "حماس"، وذلك لتهيئة المناخ الداخلي الفلسطيني للشروع في عملية التفاوض السياسي بين القيادة الفلسطينية وإسرائيل بهدف تحقيق السلام العادل الذي يعيد حقوق الشعب الفلسطيني.
وتناول الرئيس السيسي خلال حديثه مع رؤساء تحرير صحف "الأهرام والأخبار والجمهورية"، العديد من القضايا الهامة في المنطقة العربية؛ من بينها الأزمة السورية والوضع في اليمن وليبيا، والجهود التي تبذلها مصر من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى شعوب هذه الدول العربية الشقيقة والحفاظ على وحدة أراضيها.
وفيما يلي نص الجزء الأول من حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يتناول فيه القضايا العربية والإفريقية والدولية:
* قلت سيادتك مؤخرًا أن أدبيات السياسة الخارجية المصرية في العقود السابقة لم تعد مناسبة للوضع الحالي.. هذا الكلام يحتاج إلى تفعيل.. فهل المقصود هو تغيير في ثوابت العلاقات المصرية الخارجية. أم تغيير نهج كان سائدًا في التعامل؟
** الرئيس: المقصود إننا ندير علاقاتنا مع دول العالم في إطار الشراكة لا التبعية.. فمصر ليست تابعة لأحد.. نحن لدينا علاقات استراتيجية ثابتة نحافظ عليها ونسعى لتطويرها وهي علاقات شراكة تقوم علي الانفتاح وتبادل المصالح والرأي والحوار السياسي والاحترام المتبادل.. ونحن من خلال اتصالاتنا ولقاءاتنا بقيادة العالم. نعطي الفرصة للآخرين لتفهم ما يدور في مصر والمنطقة.. ولقد أثبتت الوقائع التي تشكل في المنطقة صدق الرؤية المصرية.. وصحة ما نطرحه من شواغل كانت من قبل لا تحظى بالقبول أو التفهم. ولكن الآن ثبت ما كنا نقوله. ورؤيتنا الحقيقية للواقع.. لذا فإن الثقة في السياسة المصرية تزداد يومًا بعد يوم. والاستعداد للتعاون معها يزداد بمضي الوقت الذي هو عنصر حاسم في زيادة الفهم لسياستها ولحقائق الوضع في المنطقة.. وأقول بكل وضوح أنه خلال العامين الماضيين لم يستطع أحد أن يملي علينا شيئًا على غير ما نراه. فالقرار الوطني المصري يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق.. بل أقول إننا عند إعلان بيان الثالث من يوليو عام 2013. حينما كنت وزيرًا للدفاع - فإننا وأقسم بالله - لم نستأذن أحدًا أو نخطر أحدًا أو ننسق مع أحد. فيما قررته الجماعة الوطنية وأعلنته علي الشعب.