تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى حوار امتد لعدة ساعات مع 3 من رؤساء تحرير الصحف القومية، إلى المواقف الرسمية الخاصة بالتعامل مع الأوضاع فى اليمن وسوريا وجهود دعم الجيش الوطنى الليبى فى مواجهة الجماعات المتطرفة.
وفى رسالة واضحة، أكد السيسى عمق الروابط بين مصر وأشقائها العرب فى الخليج، وقال إن مصر تسهم بقوة فى الوصول إلى تسويات فى سوريا واليمن وليبيا من منطلق الحرص على الأمن القومى المصرى والعربي. وأثنى على مسار العلاقات مع الأشقاء فى دول الخليج، وقال إن اختزال العلاقات فى قيام تلك الدول بتقديم منح للدولة المصرية أمر «غير صحيح».
وأكد الرئيس أن هناك أربعة مبادئ رئيسية تحكم علاقة مصر بالعالم الخارجى هي: الشراكة وليس التبعية والثوابت التى لا تتغير والأسلوب المنفتح والمتوازن على الجميع فى إطار من العلاقات الاستراتيجية الثابتة التى نحافظ عليها وتبادل المصالح والرأى والاحترام المتبادل.
وقال الرئيس، إن الثقة فى السياسة المصرية تزداد يوما بعد يوم والتعاون مع مصر تزداد وتيرته بمضى الوقت، مشيرا إلى أن الوقائع التى تشكلت فى المنطقة تؤكد صدق الرؤية المصرية فيما يجري، خاصة فى ظل الشواغل المصرية التى لم تكن مفهومة أو مقبولة من قبل.
وأشار السيسى إلى أن العامين الماضيين أكدا بوضوح أن أحدا لم يستطع أن يملى على مصر شيئا غير ما تراه، قائلا إن القرار الوطنى المصرى يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق.
وحول تطورات عملية السلام فى الشرق الأوسط، قال الرئيس إن موقف مصر ثابت وهى تدعم كل الجهود التى تسعى إلى حلحلة القضية شديدة التعقيد، موضحا أن مصر مازالت داعمة لكل الجهود فى السنوات الماضية وحتى الآن.
وكشف الرئيس فى حواره النقاب عن أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد أبدى استعداده لاستقبال كل من الرئيس الفلسطينى ورئيس الحكومة الإسرائيلية فى موسكو لإجراء محادثات مباشرة.
وحول الموقف المصرى من النزاعات فى دول الجوار المصرى، قال الرئيس إن مصر فى سياساتها تقوم على مبادئ أساسية هي: عدم التدخل فى شئون الآخرين ودعم إرادة الشعوب والحلول السلمية.
وفيما يخص الموقف المصرى مما يجرى فى اليمن، قال الرئيس إن مصر لا توجد لها قوات برية فى أى بلد فى المنطقة وإن القوات البحرية المصرية تقوم بتأمين حرية الملاحة فى الممر الملاحى فى باب المندب وتأمين وصول السفن إلى قناة السويس، فضلا عن عناصر من القوات الجوية تعمل مع أشقائنا فى السعودية.
وتطرق الرئيس إلى العلاقات مع دول الخليج العربية، فقال إن العلاقة خاصة مع السعودية والإمارات «مستقرة وثابتة» مضيفا أن مصر حريصة على ذلك مثلما يحرص الأشقاء فى الخليج على توطيد هذه العلاقة أيضا.
وأكد الرئيس أنه لا يمكن اختزال العلاقة مع دول الخليج فى مجرد الدعم المقدم منها لمصر، وقال إن هذا الاختزال للعلاقات «غير صحيح».
وحول العلاقات مع القارة الإفريقية، قال الرئيس إن مصر قد بدأت عهدا جديدا فى إفريقيا خاصة تطوير العلاقات مع دول حوض النيل. وأشار السيسى إلى أن هناك تقديرا إفريقيا كبيرا للتعامل المصرى العقلانى مع ملف سد النهضة الإثيوبي. وأوضح الرئيس أن المفاوضات بشأن الدراسات الفنية الخاصة بسد النهضة والتعاون الثلاثى مع السودان وإثيوبيا يسير بشكل مطمئن للجميع.
وعن تطورات العلاقات مع واشنطن، قال الرئيس السيسى إن العلاقات المصرية – الأمريكية هى علاقات إستراتيجية تقوم على «ثوابت» يحرص الطرفان عليها، مشيرا إلى أن الجانب الأمريكى أكثر فهما اليوم لحقائق الأوضاع فى مصر بعد ثلاث سنوات من ثورة 30 يونيو وهو ما يجعل مستقبل هذه العلاقات «جيدا».
وحول العلاقات مع روسيا، شدد الرئيس على أن العلاقات «راسخة» و»قوية» ولها طبيعة خاصة وأبعاد تاريخية وسياسية واقتصادية.
وحول الاتفاق النهائى لإنشاء محطة الضبعة النووية، قال السيسى إن هناك نقاطا صغيرة يجرى التفاوض بشأنها. وقال إنه من المنتظر التوقيع هذا العام على الاتفاق بين البلدين.