تعد "راجستان" أحد أهم ولايات الهند المشهورة منذ آلاف السنين، وتشتهر بصناعة المجوهرات التي تحمل في طياتها سحر الفلكور والتراث الهندي، فهي غنية وعريقة في التاريخ والفنون والثقافة، وهي أرض المحاربين والنساء الفاتنات والأناقة الملكية والألوان الخلابة.
وترتفع "راجستان" في حصون أمبراطورية "رملية" تُزيّن القصور بسحر رومانسي أخّـاذ، ويزيد من سحرها مؤدُّو الأغاني الريفية، ألوانها وحرفياتها ذات جمال نادر يوازي جمال الفتيات داكنات البشرة وصلصلة حليهن وهن يَتَبَخْتَرْنَ بدلال، ويعيش زائر "راجستان" مغامرة فريدة في مناسبات عدّة على مدار السنة هي جزء من حياة الولاية، ولكل مناسبة احتفال: "بداية موسم جديد، وقت الحصاد، طقوس دينية ومهرجانات أخرى متنوعة من قلب تراث وثقافة راجستان".
وتعد "جايبور" عاصمة ولاية راجستان شمال غربيّ الهند، وهي أكبر الولايات مساحةً، حدودها الغربية جزءٌ من حدود الهند مع باكستان، وتعرف بالمدينة الوردية أو الزهرية، وسميت بذلك نسبة إلى بيوتها المسقوفة بالقرميد الأحمر وانتشار الاشجار المزهرة فيها.
وتتميز "جايبور" بحصون شاهقة وقصور رائعة الجمال ومعابد فاخرة وحدائق خلابة، وهي اكتست طوال عهدها بأجواء راجستان ونكهتها فكان كبيرًا فيها تأثير الحقبة المغولية، وتشبّعت بحضاراتها وتقاليدها، ولا تزال حتى اليوم.
وهي من أهم مدن ولاية "راجستان" التي تلقب بالمدنية "الملكية" بسبب ما تتمتع به أرضها من كنوز الأحجار الكريمة المنتشرة في سهولها وأعماق وديانها وأحواض أنهارها، ويطلق الهنود علي جايبور " ولاية الحلي والمجوهرات ".
في "جايبور" تزدحم المحلات بما لديها من أحجار كريمة متنوعة ومختلفة الألوان والأشكال، حيث ينتشر بها الياقوت والمرجان والتوباز، أنها مدينة تزخر بمعارض المجوهرات الكلاسيكية ذات السمع التراثية الشعبية وتتنوع حليها ما بين المشغولات الفضية الانيقة والمجوهرات المطعمة بالاحجار الكريمة وشبه الكريمة وغيرها من المشغولات، ويتقن صناعها الترصيع بالماس الحر واللؤلؤ الطبيعي في إطار من دقة الصياغة وجودة الترصيع.
"جايبور" حافلة بالصاغة والحرفيين المهرة، القادرين على صقل وتقطيع الاحجار الكريم وتحويها إلى تصميمات متنوعة، فقد اتقنوا فن تشكيل الاحجار الكريمة والكريستال مستوحين شكل الحيوانات المنتشرة في البيئة البكر من الفيلة والبلابل والببغاوات والعرائس بملابسها الشعبية.
جايبور مدينة المجوهرات التراثية
تزخر هذه المدينة الوردية بالمشغولات الذهبية التراثية والتي يندر وجودها في أي مكان أخر، حيث تنتشر بها موضة صياغة قطعة الحلي التي توضع علي الراس وتسمي " الجودامان " وهي عبارة عن مشبك مصنوع من الذهب الاصفر المرصع بالالماس، ليضم الشعور لطويلة الداكنة المعروف بها أهل الهند.
ما تشتهر بصناعة سوار " الباجوند " وهو مصنوع من الذهب الاصفر عليه نقوش فلكورية، وأيضًا صناعة " التاجدي " وهو عبارة عن حزام من الذهب تشده النساء حول خصرهن، بالاضافة إلى قطعة أخرى تسمي " البودلا "، وهي حلية من الذهب مطعمة بالاحجار الكريمة، وتضعها نساء "جايبور" على غطاء الرأس "الطرحة الحريرية"، لتتدلي وتزين الجبهة، هذا وتعد المجوهرات المرصعة باللؤلؤ من أكثر المجوهرات الشعبية في جايبور.
تعتمد جايبور على العديد من المناهج الفنية في تصميم الحلي والمجوهرات، ومنها " المينا كاري " والكوندان ".
مجوهرات راجاستان التقليدية
كما تشتهر "راجستان" بحليها المذهلة من العصور القديمة، والشعب الراجاستاني يرتدون المجوهرات من مختلف المعادن والمواد التقليدية، وقد ارتدى النساء الأحجار الكريمة، كانت تستخدم حلى الفضة والذهب للتخييط الديكور الداخلي للستائر ووسائد المقعد وللحرف اليدوية الخ.
كما استخدم Rajasthanis الأغنياء الراجاستانيين، الذهب والأحجار الكريمة الفضة، بترصيع السيوف والدروع والسكاكين والمسدسات والمدافع، والأبواب، والعروش وما إلى ذلك، مما يعكس أهمية الحلي في حياة الراجاستاني.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
