اعلان

في حواره لــ"أهل مصر"..وزير إيطالي سابق: أحزابنا استغلت أزمة "ريجينى"

قال وزير الشؤون البرلمانية الإيطالي الأسبق، جيان جويدو فوللونى، "إن قرار البرلمان الإيطالي الذي اتخذه بوقف إمداد مصر بقطع غيار الطائرات "إف ١٦" الحربية قرار غير مدروس؛ لأنه سيؤدي إلى "منحدر أعمى".

وأضاف "فوللونى"، أن أغلبية أعضاء البرلمان الإيطالي لم يضعوا فى الحسبان العلاقات التاريخية العريقة بين البلدين، وأنه كان على الدبلوماسية أن تلعب الدور الأكبر فى هذه القضية لعدم وصول الأمور إلى هذا النفق المظلم، وهذا هو نص الحوار:

- ما هو تعقيبك تجاه قرار وقف إمداد قطع غيار طائرات F16 لمصر؟

أنا منزعج للغاية من هذا القرار؛ فالعلاقات المصرية الإيطالية فى كل المجالات قوية للغاية، وهذا القرار أغرقنا فى متاهة كبرى، ويقودنا إلى منحدر أعمى، والبرلمان بدون شك يعبر عن رأي شعبى، ولكن فى هذه الأمور الشائكة يجب أن تلعب الدبلوماسية الدور الأكبر، لذلك أعتبر هذا القرار غريباً للغاية، فمصر هى من أكبر حلفاء إيطاليا فى الشرق الأوسط، ويجب أن يضع الدبلوماسيون فى مصر وإيطاليا نصب أعينهم العلاقات التاريخية والتجارية والاستراتيجية الكبرى بين البلدين.

- ألا ترى أن وقف امدادات قطع غيار الf16 يصب فى مصلحة الإرهابيين ,خاصة وأن مصر تستخدم تلك الطائرات فى مواجهة الجماعات الإرهابية؟

أوافقك تماماً، فالعلاقات بين مصر وإيطاليا استراتيجية فى الأساس، فالإرهاب يضرب فى كل مكان، ومصر اتخذت إجراءات حاسمة ضد الإرهابيين فى هذا الصدد، لذلك فإن قرار كهذا يعتبر أيضاً خطأ استراتيجيا.

- بعد قرارات التصعيد الإيطالية ومحاولات الحكومة المصرية الرد على خطوات التصعيد، ما هو مستقبل العلاقات بين البلدين فى وجهة نظرك؟

أرى أن الحكومتين ستتداركان هذا الأمر وستحافظان على العلاقات التاريخية، وقرار البرلمان من الممكن أن تراجعه الحكومة الإيطالية، فالمصالح المشتركة أكبر من أن يمسها قرار كهذا، وأعلم أنه فى الأيام الماضية كان هناك تحركا دبلوماسيا من الطرفين، كما أن الرأى الشعبي فى إيطاليا منقسم فى هذه القضية، فهناك من يطالب بحل جذري وواضح لمشكلة "جوليو ريجيني"، وهناك آلاف الخطابات التى أرسلت فى الساعات الماضية للبرلمان تحتج على هذا القرار وتصفه بالتحرك السلبي الذى لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيداً، فجميع المثقفين فى إيطاليا يخشون على مستقبل العلاقات التاريخية بين البلدين، ورجال الأعمال يخشون أيضاً على مصالحهم، والمصالح المشتركة بين البلدين أكبر مما نتخيل.

- هل هناك جهات إعلامية إيطالية مازالت تتخذ موقفا عدائياً ضد مصر؟

للأسف، ساهم نقص المعلومات فى تعقيد قضية "ريجيني"، التي أحدثت ضجة كبرى فى إيطاليا، خاصة فى الغموض الذى لاحق مقتله فى فبراير الماضي، لكن من ناحية أخرى يجب ألا تستجيب وسائل الإعلام لمؤامرات بعض المتطرفين فى إيطاليا، الذين لا يعلمون حجم العلاقات التاريخية بين البلدين؛ لذلك أرى أن وسائل الإعلام الإيطالية أخطأت فى ذلك، وبعض الحكماء والمفكرين فى إيطاليا يحاولون أن يتداركوا الموقف.

- هل اتخذت الأحزاب الإيطالية موقف "جوليو ريجيني" لتحقيق مكاسب سياسية فى الانتخابات البرلمانية القادمة؟

نعم للأسف، وهو شئ محزن للغاية، والأحزاب المعارضة فى إيطاليا يجب ألا تخلط هذه القضية بالدعاية السياسية.

- يرى البعض أن إيطاليا لم تتخذ موقفا تجاه جامعة كامبريدج البريطانية التى لم تبد تعاوناً واضحاً فى التحقيقات الخاصة بمقتل "ريجيني" فما هو رأيك؟

هذه الجامعة هى أساس المشكلة، فهي التى أرسلت "ريجيني" كباحث إلى مصر، وموقف الجامعة يثير الكثير من التساؤلات والشكوك، خاصة أننا لم نلمس منها موقفاً قوياً فى هذه القضية، وعليها أن تتعاون مع المحققين المصريين والإيطاليين بكل شفافية.

- ألا ترون تحامل البرلمان الأوروبي على مصر بخصوص قضية "جوليو ريجيني"؟

للأسف عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي لا يدركون حجم العلاقات الكبيرة بين مصر وإيطاليا، وأرى أن هناك جهات تحاول التأثير عليها سواء من الإعلام أو من أشخاص لها مصالح سياسية، لذلك أصف الشخص الذى لا يقدر حجم العلاقات القوية بالعدو الجاهل.

- قمتم بتشكيل مجلس العلاقات المصرية الإيطالية خلال زيارة الوفد الشعبى المصري لروما فى مايو الماضي، ما هو دوركم خلال المرحلة المقبلة؟

المجلس يتمتع بميزة كبيرة للغاية، وهى الخروج من قالب الرسميات، لذلك أرى أن دوره مؤثر الغاية بما أنه يحمل طابعاً شعبياً، ويضم المجلس شخصيات من مختلف الاتجاهات، لذلك أرى أن دوره سيكون بإصلاح ما حدث من خلافات على مدار الفترات الماضية للحفاظ على العلاقات التاريخية.

وفور اندلاع الأزمة، عقدنا اجتماعا موسعاً مع "كلاوديو باتشيفيكو" سفير إيطاليا السابق فى مصر، لبحث طرق إنقاذ العلاقات المصرية الإيطالية، واتفقنا على مخاطبة المجتمع الإيطالي بحملات إعلامية لإبراز مدى قوة العلاقات المصرية الإيطالية، كما أننا اجتمعنا مع الشركات السياحية الإيطالية لمطالبتهم بعدم توقف الرحلات إلى مصر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً