اعلان

أستاذ علم نفس: "الخبز والحرية يساويان حياة الإنسان" شعار المهاجرين

الهجرة غير الشرعية

قوارب قديمة متهالكة ومكدسة بأعداد كبيرة من راغبي الهجرة، هو مشهد متكرر في مصر من حين لآخر، حيث يستقل هؤلاء الشباب بعض هذه المراكب سواء للسفر بها إلى ليبيا ومن هناك إلى أوروبا، أو للسفر بها إلى قبرص أو اليونان مباشرة.

ويكاد لا يمر عام إلا وتسلط وسائل الإعلام الضوء على حادثة مروعة يتعرض لها فوج من الشباب المصري الحالم بالسفر إلى "شاطئ الثراء"، حيث تعود جثث هؤلاء إلى ذويهم بعد غرق قواربهم وضياع أموالهم وتلاشي أحلامهم مع أمواج البحر وغرق أحلامهم معهم.

ورغم كل ذلك فإن عصابات الهجرة غير الشرعية في مصر تميزت بابتداع بعض الأساليب الخاصة بها وهي إغراء الشباب ببعض الأوهام سواء الثراء أو الزواج من الاجنبيات وإقناعهم بتغيير مجرى حياتهم بشكل جذري.

وتعاني الكثير من الدول من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، لكن الدول الأكثر فقرا هي المتضرر الأكبر من هذه الظاهرة.

في رصد سريع لأبرز 10 حوادث هجرة غير شرعية في مصر خلال 10 سنوات الأخيرة لاحظنا ما يلي:

1- في نوفمبر من عام 2007م لقي حوالي 147 شاباً غرقهم قرب السواحل الإيطاليّة، وبعد ذلك الحادث بأيام، غرق مركب آخر قرب جزيرة كريت اليونانية في البحر المتوسط على متنه 100 شاب.

2- في يونيو 2008م، لقي 40 شاباً مصرعهم غرقاً، ونجا شخصان فقط، أحدهما شاب مصري تمّ انتشاله من المياه، حيث كان على متن القارب 150 شخصاً من بينهم 50 مصريّاً، واعتبر حوالي 100 في عداد المفقودين.

3- في مارس 2009م، لقي 10 أشخاص مصرعهم نتيجة غرق قارب انطلق من سواحل محافظة كفر الشيخ، وتمّ القبض على 24 منهم، وبعدها بأسبوعٍ انتشرت أخبارٌ تفيد بالقبض على سمسار الهجرة.

4- في يونيو 2011م، أنقذت القوات البحريّة المصريّة 81 مواطناً قبل تعرّضهم للغرق على متن مركبٍ للصيد أمام سواحل الإسكندريّة في محاولةٍ للهجرة غير الشرعيّة إلى إيطاليا.

5- في أغسطس 2012م، انتشلت القوات البحريّة المصريّة ضحايا الهجرة غير الشرعية أمام السواحل الليبيّة، وبعدها سلّمت ليبيا مصر ثلاثة من الناجين بعدما أعلنت عن نجاة 33 شخصاً وغرق 39.

6- في أكتوبر2013م، لقي 12 شخصاً حتفهم وذلك بعد انقلاب مركب الهجرة التي كانت تقلهم إلى إيطاليا، وقالت مصادر أمنيّة: "إنّ المركب كان على متنه ما لا يقلّ عن 100 شخص، وكانوا في طريقهم للسفر إلى إيطاليا".

7- في يوليو 2015م، غرق مركب هجرةٍ على متنه أكثر من 56 شخصاً ومعظمهم من المصريّين.

8-في مايو وأكتوبر 2015م، في مايو غرق 3 وأنقذت السلطات المصرية 31 آخرين كانوا على متن مركب هجرة، وفي أكتوبر من نفس العام، أعلنت السلطات المصريّة انتشال 10 جثث من البحر المتوسط بمنطقة البرلس، وتمّ إنقاذ 25 آخرين بعد سقوطهم في المياه أثناء سفرهم في هجرةٍ غير شرعيّة على متن مركب صيد.

9- في إبريل ويونيو وسبتمبر 2016م تم غرق 3 مراكب، ففي إبريل غرق 12 شخصاً على الأقلّ، وكان على متن المركب 105 شخصاً من جنسيّات مختلفة بينهم 18 مصريّاً، وفي شهر يونيو انتشلت القوات البحريّة 31 شخصاً من جنسيّاتٍ مختلفة، وعُثر على 9 جثثٍ متحلّلة الأجزاء، بينها جثة سيّدة مصرية.

10- أخيرا، في حادث مأساوي في مدينة رشيد تم غرق مركب تحمل اسم "موكب الرسول" قبل أمس الأربعاء، حيث كان على متن تلك المركب 600 شخص، وعلى أثر ذلك تم انتشال 166 جثة، وتعتبر تلك الحادثة من أبشع حوادث الهجرة غير الشرعية التي شهدتها مصر.

من جانبه أكد الدكتور "طه أبو حسين" أنه لا يوجد شيء اسمة هجرة غير شرعية وإنما تسمى هجرة غير قانونية، أي بدون تأشيرة، لأن حركه الإنسان حق مكفول للجميع، ولكن يجب أن يكون هناك قوانين تنظم تلك الأمور.

وأضاف أن للهجرة الغير قانونية دوافع هي:

1- ضنك المعيشة

2- ضنك الحرية

وقال: "إذا اجتمع الاثنان معاً تكون الهجرة الغير قانونية أكثر كثافة.

كما أضاف أن "المأكل والمشرب والحرية" هي أهم أساسيات الإنسان فإذا فقدهم الإنسان يضطر إلى البحث عنهم في مكان آخر من دون أي اعتبارات.

وأضاف أن الحكماء قد عبروا عن ذلك حينما قالوا: "الخبز والحرية يساويان حياة إنسان"، وقد تحدث القراَن الكريم أيضا عن ذلك حيث قال الله تعالى: "الذي أطعمهم من جوعٍ واَمنهم من خوفٍ".

فلا يختلف اثنان عاقلان على أن المأكل والحرية هما أهم مقومات الحياة، فإذا فقد إحداهما أو لم يتوفرا؛ يبحث الإنسان عن أرض غير الأرض، وضمير غير الضمير، وربما وطن غير الوطن، فكل هذه الأمور مرصودة تحت إجرام ووباء التضييق في العيش والحرية، حيث يستبسط الإنسان الغرق في البحر مقابل العيش في حياة كريمة ومحترمة حتى ولو هرب إلى الجحيم.

فهناك جانبان: "جانب عملي، وجانب عاطفي"، أما الجانب العاطفي فهو الذي يحكم نفسية الشخص ويتحكم في أفعاله، فالإنسان من الممكن أن يخوض مغامراتٍ خطرة نتيجة تحسين ظروفه، لأنه بدءً من سن 25 حتى 35 تكون الحالة العاطفية هي المسيطرة على الإنسان وعلى أفعاله، حيث يكون في صورة إنسان متفتح العينين لكنه في الحقيقة ميت لا يمتلك مال ولا سكن ولا زوجة ولا تعليم؛ ومن ثم يبحث عن أي شيء لتحسين ظروفه الاقتصادية حتى ولو كان ثمن ذلك حياته، فالآفاق الضيقة صنعت لهم حالة نفسية غير مستقرة تسمى بالشجاعة المتسلطة.

وأضاف أن هناك دور على الدولة ودور على المواطن، فدور الدولة أن توفر عملاً كريما للمواطن، وأن يعامل معاملة كريمة داخل المجمعات الحكومية، وأن تخفض الأسعار قدر الإمكان، وأن توفر الرعاية الصحية بالشكل اللائق له ولأسرته، وعلى الدولة أيضاَ أن تُفهم المواطن معنى الرعاية وتعرفه حقوقه وواجباته وتُعرف عضو الإدارة المحلية أنه يعمل تحت يد المواطن وأنه يقبض راتبة من الضرائب التي يدفعها المواطن.

أما دور المواطن فهو أن يقبل بالعمل المتوفر حتى ولو كان متدني في البداية، وأن يبذل قصارى جهدة في عمله.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
"أكسيوس": انتقال السلطة لإدارة ترامب سيعرقل مفاوضات غزة لشهور