تمكنت حملة "الشعب يأمر" التى أطلقها الإعلامى عمرو أديب أمس الاثنين، من تحقيق رواجا بين نشطاء مواقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" و"تويتر"، بعد دقائق من دعوته للتجار ورجال الأعمال بتخفيض أسعار السلع الغذائية فى الأسواق لمدة ثلاثة أشهر بنسبة 20%.
وتعد مبادرة "أديب" التى أخذت صدى واسع فى وقت قصير خير دعاية لبرنامجه الجديد الذي انتقل والذى يقدمه على شكبة قنوات "On" التي يملكها رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، حيث استغل الإعلامى امكانيات القناة الجديدة وعلاقات "أبو هشيمة" فى الترويج للمبادرة بين الفنانين والشركات فى لحظات على الهواء مباشرة بشكل مريب.
وحققت الحملة بعد دقائق من تدشينها، نجاحا ملحوظا من خلال انضمام نحو 6 الآف مشترك على الصفحة الرسمية لها فور تدشينها على "الفيس بوك" وتوالت المشاركات المؤيده لها، واحتل هاشتاج الحملة المركز الأعلى فى تويتر، كما أعلن عدد من رؤساء الصحف والمواقع الإلكترونية تضمنهم مع الحملة وعلى رأسهم اليوم السابع والشروق وأخبار اليوم ووكالة انباء أونا، فضلا عن الفنانيين مثال أحمد السقا وعلى ربيع ورشا المهدى.
سرعة استجابة رجال الأعمال ورؤساء تحرير الصحف والشركات لمبادرة أطلقها "أبو هشيمة" على لسان الإعلامى عمرو أديب، و هذا الصدى الواسع الذى أخذته المبادرة وسط حملة إعلامية ضخمة يثير الشكوك و الشبهات حول نوايا القائمين عليها، بسبب ابتعادهم فى وقت سابق عن تأييد مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى وسط سخرية نشطاء موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" وتجاهل الإعلام للأمر.
المبادرات كثيرة.. تختلف الرؤى وتتحد النوايا فى خدمة الشعب المصرى، فالأولى لرجال الأعمال الوقوف خلف مبادرة واحدة و الالتفاف حول الرئيس فى خدمة الشعب المصرى من خلال خفض الأسعار الغذائية، بمبادرة ترعاها الدولة ة تحت إشرافها.
اعتراض آخر على مبادرة عمرو أديب، سجله الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، موضحا أنه لا ضمان لتنفيذها، فمن سيراقب من؟ وكيف يُترك الأمر هكذا للفوارق الشخصية بين التجار، فيما يغيب قانون الرقابة والعدالة الذي من المفترض أن يحمي الفقراء من الجشع، لا أن يترك الأسعار لـ"ضمير" التجار، في سوق حر لا تعترف بلغة الضمائر.
ووصف عبده، المبادرة بأنها "كلام نظري" وخيالية دون دراسة لمتطلبات السوق والوضع الإقتصادى الحالى، متوقعا فشل المبادرة فى ظل عدم وجود رقابة حقيقية من الدولة على الأسواق وأسعار السلع الغذائية لتترك المستهلك فى مواجهة جشع التجار والمحتكرين.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن احتكار بعض رجال الأعمال لعدد من السلع الغذائية على رأسها السكر سبب رئيسى فى ارتفاع الأسعار فى ظل غياب الرقابة من الدولة على الأسواق، موضحا أن سوء إدارة الحكومة للأزمة الاقتصادية سبب رئيسى فى تفاقمها مما يمثل عبء على المواطن البسيط.
وأضاف عبده، أن الحكومة دائما ما ترضخ لرجال الأعمال دون تحديد بدائل أو توفير مناخ حقيقى للمنافسة والاستثمار لقتل فرص احتكار السلع، موضحا أن أداء المجموعة الاقتصادية فى الحكومة الحالية هو الأضعف فى تاريخ مصر.
وتسائل عبده، عن كيفية خفض قيمة السلعة بنسبة 20% فى الوقت الذى زادت تكلفة انتاجها قد ارتفع بنحو 60 % على المصنع نفسه خلال الفترة الأخيرة بسبب أزمة ارتفاع الدولار، مشددا على أن رجال الأعمال هو سبب أزمة غلاء الأسعار بسبب احتكارهم للسلعة الأساسية و كان من الأولى للإعلامى عمرو أديب مخاطبة الحكومة لمساندة المستهلك من خلال تشديد الرقابة على أسعار السلع فى الأسواق.