اعلان

أزمة جثث القصر العيني.. الحكومة تستورد "الجثث الصيني".. والجامعات الخاصة تلجأ لـ "الجثث البلاستيكية"

أرشيفية

"جثث التشريح".. أزمة حقيقية تمر بها كليات الطب على مستوى الجامعات المصرية، حيث يعاني الطلبة من نقص الجثث التي يحتاجونها في عمليات التشريح، خاصة وأنه يتم قياس مستوى طلبة كل كلية تبعا لعدد ممارستهم عمليات التشريح على جثث حقيقة وليس بلاستيكية كما يحدث الآن.

فتحت "أهل مصر" ملف أزمة الجثث بكليات الطب، للتعرف على الأبواب الخلفية التي يطرقها طلاب كليات الطب للحصول على عظام أو جثث حقيقية للتدريب عليها.

وقال "مصطفي. ص"، طالب بكلية الطب جامعة عين شمس بالفرقة الثانية، إن هناك بالفعل نقص شديد في عدد الجثث بالكلية، التي يتمرنون عليها لدراسة الشرايين والأوعية الدموية، موضحاً أن أغلب الجثث الموجودة حالياً بالكلية منذ أكثر من عامان، والتي أسودت بفعل الفورمالين الموجودة به للحفاظ عليها.

وأشار "مصطفى" إلى أن الإعلام أثر بالسلب على طلبة كلية الطب دون أن يدري، حيث صور أن طلبة كلية الطب من "نباشين القبور"، في حين أن الدراسة تطلب ضرورة تشريح الجثث على الواقع والتعرف على كافة تفاصيل الجثة، وذلك لتحليل المرض وأسباب الوفاة.

وأكد أن هناك العديد من الأشخاص بالخارج وخاصة بدولة الصين يقومون بالتبرع بجثثهم لطلبة كلية الطب بالجامعات المصرية، ويقومون بكتابة إقرار على أنفسهم، وليس معنى ذلك أن جثة هذا الشخص ليس لها قيمة، بالعكس يعتبر هذا الشخص أهم من الطبيب في أغلب الحالات لأنه أعطى فرصة للطلبة بكليات الطب التعلم بشكل صحيح.

التقط الحديث الطالب أحمد عصام بنفس الفرقة، حيث أكد أن طلبة كلية الطب معروفين أنهم طبقتين، طبقة "ولاد الناس"، وهذه الفئة من الطلبة من السهل لهم شراء أعضاء بشرية من مقابر السيدة عائشة بسهولة ويسر، نظراً لوصول سعر الذراع أو القدم الواحد إلى ما يقرب من 3 آلاف جنيه، أما بالنسبة لباقي الطلاب فيقومون بشراء عظام بلاستيك للتدريب عليها وأغلب العظام صيني ويصل سعرها إلى 500 جنيه، وليس لها نفس أهمية الجثة الحقيقة.

قالت "مروى. ف" إحدى طالبات القصر العيني، إنها تقوم هي ومجموعة من زملائها بشراء الأعضاء من بعض المقابر، والتي تصل إلى ما يقرب من 3 آلاف جنيه أو أكثر، تبعاً للعضو المراد شرائه والتدريب عليه، موضحة أن هناك تجار مخصصين لهذه التجارة فقط، ومعروفين بالاسم بين طلاب الكلية وليس من السهل خداعهم أو غشهم، مشيرةً إلى أن أسعار تلك الأعضاء أصبحت في زيادة مستمرة، وذلك لتأكد هؤلاء التجار من دفع الطلبة مهما كلفهم الأمر.

وأضافت "مروى" : "إننا كطلبة كليات الطب أصبحنا مثل تجار المخدرات نقوم بشراء الأعضاء في الخفاء ونقوم بتشريحها في أي شقة من شقق زملاءنا وبعد الانتهاء نقوم بإرجاعها مرة أخرى وبطريقة تجار المخدرات"، مشيرةً إلى ضرورة مراعاة الدولة "أننا نتعلم لنخدم أمة وجيل بالكامل، وليس من المعقول أن نتدرب علي جثث أكلها الفورمالين، وأسودت بفعل الزمن، وتدرب عليها ما يقرب من ألفي طالب كل عام".

أشارت "مروى" إلى أنه بعد الانتهاء من التشريح والتدريب على العضو: "نقوم بإعادته مرة أخرى للتاجر الذي قمنا بشرائه منه، ليدفن العضو مرة أخرى، موضحةً أن أغلب شراء الجثث يكون في الفرقتين الأولي والثانية فقط في أغلب الحالات، وفي حالة شراء أعضاء جديدة يكون هناك ما يقرب من 6 أو 7 طلاب مشتركين في جزء واحد، لأن أغلب الجثث الموجودة في مشرحة الكلية بالية إلى حد كبير من كثرة العمل عليها.

أكد أحد الأطباء بكلية طب قصر العيني، أنه لا يوجد نجاح لطالب سوي بالتشريح، وعلى جثث سليمة وغير موضوعة في الفورمالين كما هو موجود في أغلب كليات الطب، فوضع الجثث في الفورمالين يسبب سواد الأنسجة والأعضاء بسبب مواد الحفظ، والتي يمكن أن تستمر فيه لسنوات.

أشار الطبيب إلى أن هناك تجار مخصصين ومعروفين بين طلاب كلية الطب، يقومون في أغلب الحالات بتأجير أعضاء منفصلة وليس جثة كاملة كما يثير الأعلام، ويقوم الطلاب في اغلب الحالات بإعادة العضو مرة اخري الي التاجر بعد ان يكون قد انتهي من تشريحه للعضو.

مؤكدا أنه لابد وأن تساهم الدولة في حل تلك الأزمة، حيث انه في حالة ضبط أحد الطلاب وبحوزته أي عضو من جثة يتم محاكمة دون النظر الي انه يبحث عن العلم، وإن كان بطرق غير شرعية، حيث أن القوانين العقيمة هي التي جعلتنا " كالنعام " اسرق بس من ورايا ومن غير ما أشوفك.

فيما أكد الحاج محمد سمير أحد حراس المقابر بالسيدة عائشة ان هناك تربية كتير معندهمش ضمير وأسهل حاجة عندهم نبش القبور دون النظر إلى حرمة الميت، موضحا ان اغلب سرقة الجثث بتكون في مقابر الصدقة حيث يتم دفن جثث غير متعارف عليها من قبل الأهل والأصدقاء، وبالتالي يتم وضعها في مقابر الصدقة أو فئات من سكان العشوائيات.

الحاج سمير آثار نقطة في غاية الأهمية وهي أن أغلب الطلبة الذين كانوا يترددوا على المقابر المجاورة من فئة معينة من الطلاب قائلا ولاد ناس هاي كلاس خالص إنما العيال الغلابة ملهمش في شراء الجثث.

سمير أكد أن طلبة كليات الطب بيان عليهم وهما داخلين اصلا انما الشمامين والمتعاطين بيان عليهم برضة.

ومن جانبه أشار "ماهر. ك"، طالب بإحدى الجامعات الخاصة أنه بالفعل يقوم بشراء أعضاء حقيقة، عن طريق أحد العاملين بالكلية، حيث ان التعامل في الجامعات الخاصة سهل للغاية عن الجامعات الحكومية، والتي تعتبر التعامل مع الجثث جريمة لا تغتفر، الي جانب اسعارها التي تعتبر باهظة الثمن للعديد من الطلبة.

وأكد ماهر على أن أغلب الأطباء والأساتذة يؤكدون لنا في محاضراتهم ان التعامل مع الجثث البلاستيك غير مجدي كما يحدث في الجثث الحقيقة، وهذا صحيح بالفعل.

فيما أكد الدكتور أحمد عطية، رئيس جامعة 6 أكتوبر الخاصة، والتي تحوي بين كلياتها كلية طب، أن الجثث التي يتدرب عليها الطلبة بالكلية هي جثث بلاستيك وليست جثث حقيقة، وذلك لأنه نوع من الأخلاقيات التي لابد وأن تحترم للجثث الموتى.

عطية أكد أنه زار أكبر جامعات في العالم ومنها جامعة برشلونة، والتي وجد أن طلابها يتدربون على جثث بلاستيكية.

قال الدكتور فتحي خضير عميد كلية الطب جامعة القاهرة أنه لا يوجد جثث بالقصر العيني، والذي اضطرنا الي استيراد بعض الجثث من الخارج لسد هذا العجز، والذي تصل الي 120 ألف دولار للجثة الواحدة، تم مخاطبة الأعلى للجامعات، والذي امر بتشكيل لجنة لاستيراد خمس جثث.

موضحا أن طلبة هذا العام يتدربون على جثث العام الماضي، مشيرا إلى أن كليات طب القصر العيني وصلت في التصنيف الأمريكي "نيو إس نيوز"، والكيو إس الإنجليزي، وشنج هاي الصيني في المجموعة 251 على العالم من مجمل 2400 كلية طب معترف بينهم، رغم ان هناك أكثر من 20 ألف كلية طب في العالم، وهذا يعني اننا من 10% الاوائل على العالم في كليات الطب.

خضير أكد أن هناك 13 ألف طالب وافد تقدموا هذا العام للكلية، ولن يتم قبول سوي 250 طالب فقط، وذلك لرفع المستوي التعليمي بالكلية حيث أنه منذ عامان كان هناك 50 طالب علي الجثة الواحدة، ولكن هذا العام هناك 22 طالب فقط على الجثة، وهذا يضع طب القصر العيني في مقدمة كليات الطب في الشرق الأوسط بعد طب الملك سعود.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً