تحولت أولى رواياته "رصاصة فى القلب" إلى فيلم في عام 1944، وكما تم إنتاج رواية "الرباط المقدس" في فيلم عام 1960، وفى عام 1966 تحولت رواية "ليلة الزفاف" إلى فيلم قام ببطولته أحمد مظهر، وسعاد حسنى، وبعده فيلم "الخروج من الجنة" عام 1967 وقام ببطولته فريد الأطرش، وهند رستم، ، وفيلم "الورطة" عام 1972 بطولة مديحة كامل، ويوسف شعبان ، وفيلم "أريد هذا الرجل" عام 1972 وقام ببطولته أحمد مظهر، وفاتن حمامة.
لم تكن تلك الروايات الوحيدة التي كتبها الأديب المصري الراحل توفيق الحكيم، فهو كتب أيضاً فيلم "المرأة التى غلبت الشيطان" عام 1973 بطولة شمس البارودى، ونور الشريف، وفيلم "العش الهادئ" عام 1976 بطولة محمود ياسين، وبرلنتى عبد الحميد، وسمير غانم، وفيلم "حكاية وراء كل باب" عام 1979 بطولة فاتن حمامة، احمد رمزي، و"الرسالة" عام 1979 بطولة عبد الله غيث، ومنى واصف.
اسمه توفيق إسماعيل الحكيم، ولد عام 1897 بمدينة الإسكندرية لأب من أصل ريفي يعمل في سلك القضاء ويعد من أثرياء الفلاحين وأم تركية أرستقراطية كانت ابنة لأحد الضباط الأتراك المتقاعدين، "الفجر الفني"، وكانت والدة الحكيم سيدة متفاخرة بأصلها التركي وكانت تقيم العوائق بينه وبين أهله من الفلاحين فكانت تعزله عنهم وعن أترابه من الأطفال وتمنعهم من الوصول إليه، ولعل ذلك ما جعله يستدير إلى عالمه العقلي الداخلي.
حصل على شهادة الباكالوريا عام 1921، كما التحق بكلية الحقوق بسبب رغبة أبيه ليتخرج منها عام 1925، وعمل بعد ذلك بمكتب أحد المحامين المشهورين، لفترة زمنية قصيرة، وتمكن والده من الحصول على دعم أحد المسئولين لإيفاده في بعثة دراسية إلى باريس لمتابعة دراساته العليا في جامعتها فغادر إلى باريس لنيل شهادة الدكتوراه خلال الفترة من 1925 وحتى 1928، في باريس.
خلال تواجده في باريس، زار توفيق الحكيم متحف اللوفر وقاعات السينما والمسرح، واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة إذ اطلع على الأدب العالمي وفي مقدمته اليوناني والفرنسي فانصرف عن دراسة القانون، واتجه إلى الأدب المسرحي والقصص، وتردد على المسارح الفرنسية ودار الأوبرا، فاستدعاه والداه في سنة 1927 أي بعد ثلاث سنوات فقط من إقامته هناك، وعاد الحكيم صفر اليدين من الشهادة التي أوفد من أجل الحصول عليها.
وخلال الثورة المصرية في عام 1919 شارك مع أعمامه في المظاهرات وقبض عليهم واعتقلوا بسجن القلعة إلا أن والده استطاع نقله إلى المستشفى العسكري إلى أن أفرج عنه.
تولى الحكيم، عددًا من الوظائف، حيث عمل وكيلا للنائب العام في 1930، بالمحاكم المختلطة في الإسكندرية ثم في المحاكم الأهلية، وفي سنة 1934 انتقل إلى وزارة المعارف ليعمل مفتشًا للتحقيقات، ثم نقل مديرًا لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل مديرًا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي.
استقال في عام 1944، ثم عاد ثانية إلى العمل الحكومي عام 1954 مديرًا لدار الكتب المصرية وفي نفس السنة انتخب عضوًا عاملًا بمجمع اللغة العربية وفي عام 1956 عيّن عضوا متفرغا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة.
في عام 1959 عيّن كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس، ثم عاد إلى القاهرة في أوائل سنة 1960 إلى موقعه في المجلس الأعلى للفنون والآداب ثم عمل بعدها مستشارًا بجريدة الأهرام ثم عضوًا بمجلس إدارتها في عام 1971.
حصل الحكيم على العديد من الجوائز أهمها قلادة الجمهورية عام 1957، جائزة الدولة في الآداب عام 1960، ووسام الفنون من الدرجة الأولى.
وعن أبرز المواقف في حياة الحكيم، كان ذلك الذي حدث بينه وكوكب الشرق أم كلثوم، والذي قال عنه الحكيم : "كانت ام كلثوم تقوم بحملة تبرعات من أجل النهوض بنقابة الموسيقيين وبالتالي جاء الدور عليا، فطلبت مني أن اتبرع بمبلغ 5 جنيهات فقمت على الفور بإعطائها المحفظة التي أضع فيها أموالي وعندما (فتشتها) وجدتها خالية لا يوجد بها أي مبالغ.
ويتابع الحكيم أنني كنت أقوم بإخفاء النقود في (جراب ) نظارتي وعندما علمت كوكب الشرق بهذه الخطة أصابتها الدهشة وعلقت بقولها (يا خبر انت حاطط الفلوس في عينيك !).
ورحل الأديب توفيق الحكيم في يوم 26 يوليو عام 1987 بالقاهرة تاركا ورائه ثروة أدبية تم تحويل العديد منها إلى أعمال سينمائية ومسرحية.