لازالت إثيوبيا تحاول بشتى الطرق وضع مصر على طريق العداء معها لكسب تعاطف عالمى فى بنائها لسد النهضة بشروطها الخاصة، لتنتقص من الحقوق المصريين فى مياه النيل، ضاربة بالعلاقات التاريخية والثقافية عرض الحائط، برغم كل المحاولات المصرية لقطع الطريق على أصحاب المصالح فى الإيقاع بينها وبين الدول الشقيقة.
تطورت إثيوبيا فى هجومها على مصر لتعلنها صريحة، اليوم الإثنين، واحدة من الأطراف الأجنبية التى تساعد العناصر الأجنبية المسلحة فى أديس أبابا لضرب الاستقرار الإثيوبى، حيث زعم جيتاتشو رضا المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، أن هناك دول متورطة بشكل مباشر في تسليح تلك العناصر وتمويلها وتدريبها، و ياتى على راس هذه الدول مصر وإريتريا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تم فرض حالة الطوارئ في إثيوبيا، وهو القرار الذى يعتبر خطوة أخرى في إطار تشدد موقف الحكومة، عقب أشهر من الإحتجاجات بمختلف أنحاء البلاد،واستدعى وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية برهاني كرستوس، السفير المصري في أديس أبابا أبوبكر حفني، وذلك للتشاور حول تطورات القضية الأخير المتعلقة بقضية الأمور ومحاولات اتهام مصر بدعم هذه الجماعة المحظورة.
بدوره قال لمستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن إثيوبيا استدعت السفير المصرى فى أديس أبابا، على خلفية إذاعة فيديو على التليفزيون الإثيوبى، يظهر فيه شخص يتحدث باللهجة المصرية وسط مجموعة من الإثيوبيين، وصفهم التليفزيون بأنهم تابعين لجبهة "تحرير الأورومو" المعارضة، محرضين على الدولة الإثيوبية.
وأضاف أبو زيد، فى تصريحات صحفية، أنه كان من الواجب للسفير المصرى تأكيد المبادئ الثابتة للخارجية المصرية التى تتأسس على عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول، خاصةً مع الدول الشقيقة والصديقة مثل إثيوبيا، وأن المرحلة الأخيرة شهدت تطورات فى العلاقات الثنائية بين البلدين، وإجراء زيارات متبادلة، فالرئيس عبد الفتاح السيسى زار أديس أبابا وتحدث أمام البرلمان الإثيوبى، خلال توقيعه على اتفاق إعلان المبادئ.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إن السفير أبوبكر حفني أكد للمسؤولين فى إثيوبيا على مبدأ مصر الثابت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، لاسيما الدول التي تربطها مع مصر علاقات وروابط خاصة على المستويين الرسمي والشعبي مثل إثيوبيا، وإن ما تم نشره غير صحيح تماما ويسعى للوقيعة بين البلدين، وإن هناك بعض الأطراف تسعى للوقيعة بين القاهرة وأديس أبابا من خلال دس الفتنة بين الطرفين، خاصة بعد التطورات الإيجابية الأخيرة التي شهدتها العلاقات بين البلدين.
بدوره قال السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية السابق، إن هناك عددا من الثوابت للخارجية المصرية التى تأسست على عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول، خاصةً مع الدول الشقيقة والصديقة مثل إثيوبيا، نافيا أن تكون لمصر أى علاقة بالاحتجاجات الداخلية فى اثيوبيا.
وأكد هريدى، أن تلك التصريحات الإثيوبية ضد مصر ما هى إلا محاولة جديدة منها للتهرب من مسئوليتها اتجاه قية المياه وسد النهضة وفقا للاتفاقيات الدولية، مشددا على ضرورة ألا تنساق اثيوبيا وراء وكالات الاعلام المغرض وعليها التأكد من أسباب الاحتجاجات بدلا من إلقاء التهم جزافا.
وقال السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية السابق، إن التصريحات الإثيوبية ضد مصر لها سببين، أولهما هو محاولة ايجاد أى طرف أجنبى ليصبح هو سببا فى الاحتجاجات الداخلية لها لتفقد شرعيتها دون الاعتراف بوجود مشاكل داخلية بأثيوبيا وخاصة فى نظام الحكم.
و أضاف بيومى، أنه طبقا لقواعد الدبلوماسية المصرية لا يمكن أن تتدخل مصر فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى، خاصةً مع الدول الشقيقة والصديقة مثل إثيوبيا، مستبعدا تماما أن تكون مصر أحد أسباب الاحتجاجات فى أثيوبيا.
وأشاد مساعد وزير الخارجية السابق، بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للسودان و مباحثاته مع نظيره السودانى عمر البشير، مؤكدا على عودة العلاقات المصرية الأفريقية بشكل قوى فى الفترة الماضية بفضل جهور الرئيس السيسى.
و أكد بيومى، أن مباحثات الرئيس السيسى و البشير، من المرجح أن تشهد ملف سد النهضة و علاقة مصر والسودان بأثيوبيا فى ظل اشتعال الاحتجاجات هناك والاتهامات التى تم اطلاقها جزافا ضد مصر.