«انتهى عصر العواجيز» شعار رفعه شباب جماعة الإخوان، اليوم الثلاثاء، في موجة جديدة من التمرد على قيادات الجماعة في الخارج، ربما لتجديد دماء الجماعة - أو لمزيد من إراقة دماء المصريين- وذلك بعد تكرار العمليات الإرهابية التي تبنتها جماعات مسلحة تابعة للجامعة الفترة الماضية.
وأعلنت جبهة الشباب بجماعة الإخوان، التي كان يقودها «محمد كمال» وتم قتله من قبل قوات الأمن - قبل شهرين - تحديها للقيادات التاريخية للجماعة - مجلس شورى الإخوان بالخارج، بعزل محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، ومحمود حسين، القيادى بالجماعة، من إدارة شؤون التنظيم، وتكوين مكتب إرشاد مؤقت للجماعة.
قال الدكتور سعد الدين إبراهيم، إن الصراع الدائر داخل جماعة الإخوان بين الجبهتين الرئيسيتين، سوف يحسمها من يملك مفاتيح الخزنة، ويمد الجماعة بالتمويلات، وذلك بطبيعة الحال مرتبط بالتنظيم الدولي للجماعة بالخارج.
وأضاف "إبراهيم" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" إن الصراع يدور بين الجبهتين حول المصالحة، فهناك جناح في الجماعة يرغب في المصالحة، وهو يتطلع للعودة مرة أخرى للحياة السياسية، وعلى الجانب الآخر، هناك جناح يرى أن عمليات العنف - التي انتهجها ذلك القطاع مؤخرًا - ظنًا منها أن ذلك يعيد الجماعة إلى السيطرة، ويضغط على الدولة.
وقال "إبراهيم" أنه برغم الجدل الواسع داخل الجماعة ومحاولة الجبهة المتشددة الظهور بأنها صاحبة الصوت الأعلى، فإن الجماعة يمكنها حسم ذلك من خلال الانتخابات الداخلية، متوقعًا أن الكفة ستميل في النهاية إلى الجبهة المؤيدة للمصالحة لان هذا هو التوجه لمن يدير التنظيم بالخارج.
وعلى الجانب الأمني، قال العميد محمود قطري، الخبير الأمني، إن تحرك شباب جماعة الإخوان ضد القيادات سيتسبب في إرهاق اجهزة الأمن المصري، خاصة وأن تلك القيادات الشابة غير معلومة لدى الأمن، وذلك في ظل القصور في قطاع الشرطة في الوقت الراهن.
وأضاف "قطري" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أنه من المتوقع استمرار العمليات الإرهابية والتي تعتمد على "إرهابيين هواة" وهم أفراد من شباب الجماعة اقتنعوا مبدأ مواجهة الدولة بالعنف، والتي خرجت منها جماعات مثل حسم وغيرها، مؤكدًا أنه رغم ظهور تلك الجبهة إلا انه من المؤكد هزيمتها، فانشقاقات الجماعة تعني حتمًا انهزامها، وهذه قد تعد فرصة تاريخية للدولة ليقضي الرئيس السيسي على الجماعة بشكل أقوى ممها فعله عالزعيم الراحل بد الناصر.
وقال محمد منتصر، المتحدث الإعلامي باسم جبهة الشباب، إن مجلس الشورى -السلطة التشريعية للجماعة- والذي انتُخب وسط خلافات العام الماضي، قرر فى اجتماعه في القاهرة، بأصوات الأغلبية، عزل «عزت» ومحمود حسين من إدارة الجماعة، على أن يتولى مجلس شورى المنتخب قيادة التنظيم حتى موعد إجراء انتخابات جديدة لمكتب الإرشاد الشهر المقبل، مع احتفاظ محمد بديع، المرشد العام للجماعة، وجميع أعضاء مكتب الإرشاد السجناء بموقعهم.