في إطار تنشيط وتعزيز علاقات مصر مع العواصم الرئيسية حول العالم لدعم التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، ونقل رؤية مصر فيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية وسبل معالجة الازمات المختلفة فى منطقة الشرق الأوسط فى إطار من التفاهم والتنسيق المشترك، يتوجه وزير الخارجية سامح شكري صباح الأربعاء 11 يناير 2017 إلي العاصمة الألمانية برلين في زيارة تستغرق يومين.
وفي هذا السياق أكد المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، علي أن وزير الخارجية سوف يلتقى خلال زيارته إلى برلين بعدد كبير من المسئولين بالحكومة الألمانية والبرلمان (البوندستاج)، حيث تم إعداد برنامج زيارة كثف ومتكامل بالتعاون مع السفارة المصرية فى برلين، يعكس العلاقات المتميزة بين مصر وألمانيا وحرص الجانبين علي إعطائها دفعة قوية في مختلف المجالات خلال الفترة القادمة. وفى هذا الإطار، أوضح أبو زيد، أنه من المقرر أن يلتقي سامح شكرى مع نظيره الألماني فرانك شتاينماير، ومستشار الأمن القومي الألماني كريستوف هويسجن، ووزير الداخلية توماس ميزييه، ووزير الاقتصاد والطاقة ونائب المستشارة زيجمار جابرييل، بالاضافة الى وزير النقل والبنية التحتية الكسندر دوبرينت، ووزير التعاون الاقتصادي والإنمائي جيرد مولر، وفولكر كاودر زعيم الأغلبية بالبرلمان الألماني، وإيديلجارد بولمان نائبة رئيس البرلمان الألماني، فضلا عن إجراء عدد من اللقاءات الإعلامية مع وسائل الإعلام الألمانية الهامة مثل صحف زود دويتشة زايتونج، دي فيلت، فرانكفورتر ألجماينة، وكالة الأنباء الألمانية، كم سيجرى وزير الخارجية لقاء مع قناة N24 الإخبارية الألمانية واسعة الانتشار.
وذكر المتحدث باسم الخارجية، أن الزيارة تمثل تجسيدا عمليا للرؤية المصرية بضرورة الانفتاح علي الشركاء الرئيسيين، بهدف التشاور حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وأن طبيعة اللقاءات المقررة رغم قصر مدة الزيارة تعكس التقدير الألماني لمصر كشريك إقليمى هام تتطلع الى توثيق علاقتها به.
وأضاف المتحدث، بأن وزير الخارجية سوف يستعرض خلال لقاءاته المواقف المصرية من الأزمات الإقليمية في كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق والقضية الفلسطينية، شارحا مرتكزات الدور المصري الذي يقوم علي ضرورة التوصل إلي تسويات سياسية لهذه الأزمات بما يحقق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة، وأهمية إتاحة الفرصة للشعوب للتعبير عن إرادتها دون تدخلات او إملاءات خارجية، ومحورية دور الدولة ومؤسساتها الوطنية فى مواجهة انتشار ظاهرة التنظيمات والميليشيات وانحسار دور الدولة الوطنية، فضلا استعراض جهود مصر فى مجال مكافحة الارهاب وطرح الرؤية المصرية التى تنطوي علي مقاربة شاملة لمحاصرة هذه الظاهرة بمختلف جوانبها من حيث محاربة الفكر المتطرف وتجفيف منابع التمويل والتسليح للتنظيمات الإرهابية، وكذلك دور مصر في مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية والتي تحظي بأهمية خاصة لدي الجانب الألماني لما لها من تداعيات كبيرة علي المجتمعات الأوروبية.
واستطرد المتحدث باسم الخارجية، مشيرا الى أن المحور الاقتصادي يحتل مرتبة متقدمة علي جدول أعمال الزيارة، حيث سيحرص وزير الخارجية على استعراض مختلف جوانب برنامج الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي فى مصر، وما يواكبه من تحديات وطموحات، مع التركيز على البعد الخاص بتنشيط الاستثمار الأجنبي فى مصر على ضوء ان المانيا تعتبر من أهم الدول المستثمرة فى مصر، مثل استثمارات شركة سيمنز في مجال الطاقة والتي تصل قيمتها إلي ما يقرب من 9،65 مليار دولار، إلي جانب استثمارات أخري في قطاعات الإسكان والأنفاق والنقل والبترول والغاز، وتطلع مصر للدعم الألماني لخطة التنمية الاقتصادية والمجتمعية التي تتبناها الحكومة المصرية. وكشف أبو زيد عن ان وزير الخارجية سيبحث خلال الزيارة إمكانية عقد اجتماع للجنة التسيير المشتركة برئاسة وزيريّ خارجية البلدين، والتي تضم الوزراء المعنيين بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات، وذلك لتوجيه دفعة خاصة لبرامج ومشروعات التعاون بين البلدين.