جريمة إنسانية رصدها المحضر رقم 395 جنح قسم شرطة إمبابة لسنة2017، حيث تفحمت جثتان لطفلتين شقيقتين لم يبلغ عمر الأخت الكبرى سوى سبع سنوات والصغرى ثلاث سنوات، في وقت الفجر، وسط صراخ الأهالي المقيمين بشارع البراجيل، حيث شهد أهالي الشارع يومًا لم يستطع أحدا منهم أن ينساه، فقد شاهدوا طفلتين في مقتبل العمر تحولتا إلى قطعة فحم على شكل هيكل آدمي، بسبب إهمال والدتهما، وعدم مراعاتها لطفلتيها.
وتلقى اللواء خالد شلبي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إخطارا من المقدم محمد ربيع، رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة، بتلقيه بلاغا من غرفة النجدة، يفيد باندلاع حريق في شقة سكنية بالطابق الأول بشارع البراجيل دائرة القسم، وتم السيطرة على الحريق، وتبين تفحم جثتين للطفلتين نورهان عبد اللطيف عبدالعاطي البالغة من العمر سبع سنوات، تعاني من عدم اتزان إثر سقوطها من علو منذ فترة، وشقيقتها ريتاج البالغة من العمر ثلاث سنوات.
وبسؤال والدتهما رشا جابر محمد، البالغة من العمر 33 عاما، ربة منزل ومقيمة بنفس العنوان، قالت إنها تركتهما وذهبت لشراء طعام لهما، وبعد عودتها وجدت أن جثتهما تفحمت، وتحرر محضر بالواقعة رقم 395 جنح قسم شرطة إمبابة لسنة 2017، بإخطار اللواء هشام العراقي مساعد وزير الداخلية لمديرية أمن الجيزة.
ذهب موقع "أهل مصر" لمكان الحادث، ليجد مكان اندلاع الحريق في شقة بسيطة مكونة من حجرتين صغيرتين، بعقار مكون من ثلاثة طوابق، وتم العثور على الشقة متفحمة بالكامل، كما تم العثور على شعر أحد الطفلتين بعد تفحم جثتهما من شدة الحريق وطول وقت احتراقهما، دون أن يجدا من ينجدهما من الموت بهذه الطريقة البشعة.
وبسؤال" أم يوسف" إحدى جيران والدة الطفلتين، أوضحت أن إهمال والدتهما كان وراء إنهاء حياة الطفلتين، حيث أنها اعتادت على إهمال أطفالها، وتركهما في الشقة رغم صغر سنهما، مؤكدة أنه منذ عامين كانت البنت الكبرى نورهان تلعب في الشقة، وأثناء لعبها سقطت من أعلى العقار، وتم نقلها لمستشفي أبو الريش، ومن حينها وهي تعاني من شبه إعاقة وعدم اتزان بيدها.
وأضافت أن لدى الطفلتين أخ أكبر يدعي أحمد وشهرته "أحمد تيخة"، في الصف السادس الابتدائى، ونجا من الحادث لأنه معتاد السهر خارج المنزل.
وأشارت إلى أن والدة الأطفال تدخن السجائر والمخدرات باستمرار، وكثيرة الشجار مع زوجها، وتركت المنزل منذ شهر وذهبت عند شقيقتها، ولكنها عادت مؤخرا.
وأضافت أنه في يوم الحادث انبعثت رائحة حريق من الشقة، في الساعة الرابعة فجرا، وأسرعوا لإطفائه بالمياه ومطفأة الحرائق، وقاموا بإبلاغ رجال الحماية المدنية، دون أن يعرفوا إن كان هناك أحد بالشقة أم لا، وبعد السيطرة على الحريق تم العثور على جثتين للطفلتين متفحمتين، وبعدها حضرت والدتهما وأخدت تصرخ وتبكي لفقدانها طفلتيها.
ومن جانبه قال يوسف. م، أن والدة الطفلتين تتاجر في المخدرات هي وعائلتها، ورجّح أنها خرجت يوم الحادث لتشتري مخدرات لبيعها، مشيرا إلى أنه ليس هناك سبب لخروجها في الرابعة فجرا، وتفسيرها سبب خروجها بحجة أنها خرجت لتشتري طعاما لا يبدو منطقيا.
و قال عماد. ع أحد الجيران، أن الطفلة الكبيرة نورهان كانت معتادة الجلوس معه، ويوم الحادث قبل وفاتها بنحو ساعتين كانت جالسة معه وعند قيامه بتصويرها بهاتفه المحمول رفضت، وعادت لمنزلها، مشيرا إلى أنها من أسرة فقيرة، ولا يوجد أقارب لها، مؤكدا أن والدها مدمن مخدرات وقام ببيع هاتفه المحمول قبل ذلك لشراء مخدرات.