اعلان

معركة بلاط الشهداء.. فرصة حقيقية لم يستغلها المسلمون لفتح أوروبا

صورة ارشيفية

هل تخيلت يوما أن يغزو الإسلام بريطانيا ودول أوروبا بالكامل منذ الفتح الاسلامي الأول، إنه ما كان قريب المنال لولا أخطاء بسيطة أطاحت بحلم كبير، إنه الحلم الذي كان من شأنه تغيير وجه العالم وكتب التاريخ.

سنحت للمسلمين فرصة كبيرة أثناء معركة أطلق عليها اسم معركة بلاط الشهداء، وهي المعركة التي دارت في شهر رمضان عام 732 ميلادية، في مكان بين مدينتي بواتييه وتور الفرنسيتان، حيث كانت قوات الدولة الأموية تحت قيادة عبد الرحمن الغافقي وقوات الفرنجة بقيادة القائد الشهير شارل مارتل.

استطاعت القوات العربية وقتها تحقيق فوزا كبيرا على القوات المعادية من الفرنجة جعلتهم يتقهقرون، ولم يصمد جيش شارل كثيرا أمام جيش عبد الرحمن الغافقي بل تراجع ولم يصمد إلا دقائق حسب روايات المؤرخين.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث أطمئن جيش الإسلام لانتصاره وتقهقر العدو ولم يهتم لمتابعة فلول الجيش المعادي وتراجعوا سريعا للحصول على الغنائم التي تركها الفرنجة في خطأ فادح يذكرنا بما حدث في غزوة أحد من المسلمين، واستغل شارل الفرصة وجمع أشلاء جيشه وعاد لينقض على جيش المسلمين الضخم ويهزمه هزيمة شنعاء.

حصل شارل مارتل بعد الفوز على جيش المسلمين على لقب المطرقة، وقتل عبد الرحمن الغافقي، واعتبر المؤرخون هذه الهزيمة هدية من السماء لصالح شارل مارتل الذي لم يكن يملك سلاح فرسان وكان الأضعف بالتأكيد، وقالوا إن هذه المعركة لو اكتملت لانتشر الإسلام ببساطة في كل فرنسا والبلاد المحيطة بها، ولما تم الاحتفاظ بالمسيحية ديانة رسمية في كل أوروبا، وبسبب هذه الهزيمة، تم إيقاف المد الإسلامي في هذه المنطقة، وتحدد مصير هذه القارة بالكامل بعد تأسيس المملكة الكارولنجية في نفس المكان.

وأكد مؤرخو أوروبا أنه لولا هزيمة العرب في هذه المعركة لرأيتم القرأن يتلى في جامعات كامبريدج وأكسفورد.

الخطأ الثاني الذي حرم المسلمين من الانتشار في إنجلترا والمناطق المحيطة بها هو ما ذكرته المصادر بعد اختلاف أحد ملوك بريطانيا مع بابا الكنيسة الكاثوليكية، وهي الطائفة التي كانت تتبعها بريطانيا في هذا الوقت، واشتعل الخلاف بين الطرفين لا يستطيع أي منهما إعلاء كلمته للنصر على الآخر فما كان من البابا إلا إصدار قرارا بتحريم الزواج مع البريطانيين، فوضع الملك في حرج شديد ونصحه المقربون بضرورة الرد السريع.

وكان بين مستشاريه معتنقا للإسلام ونصح الملك بالاستعانة بملوك الأندلس للرد على قرارات البابا التي تهين سلطته كملك للبلاد، ولم يتخاذل الملك حيث أرسل في طلب بعض المشايخ من ملوك الأندلس لنشر تعاليم الإسلام في بريطانيا ليكون أكبر وأعنف رد يمكن أن يوجهه نحو البابا.

لم يصدق ملوك الأندلس رسائل ملك بريطانيا واعتقدوا أنه يهذي ولم يبادروا بإرسال ما طلب من مشايخ واستغرق الأمر شهورا، حتى وصلت الأخبار لبابا الكنيسة الكاثوليكية وعرف خطورة ما يرمي إليه الملك فبادر بإصلاح الأمور وأصدر أمرا بإيقاف القرار السابق بتجريم وتحريم زواج البريطانيين والكاثوليك، وهنا كانت الفرصة الثانية التي ضيعها التخاذل من انتشار الاسلام في بريطانيا الدولة التي اشتهرت بأن الشمس لا تغيب عنها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً