يقع سر شهرة "ساقية أبو شعرة " بمركز أشمون بالمنوفية فى آلة مكونة من أربعة قوائم خشبية تتوسطها أسطوانة دائرية يطلق عليها " النول"، انتشرت صناعة السجاد اليدوي في القرية منذ عام 1955 أو ما يقرب من 60 عاما عن طريق أحد أبناء القرية الذي عاد بخبرته التي اكتسبها في هذا المجال من القاهرة، وقام بتعليم الشباب والصبية ومنذ ذلك الوقت أصبح "النول" من المكونات الرئيسة لكل منازل القرية لصنع أروع شىء من الممكن أن تراه عينيك وهو السجاد اليدوي.
بينما ازدهرت صناعة السجاد اليدوي في مصر في عهد المماليك ويعد السجاد المملوكي من أفضل أنواع السجاد وهو نوع مميز جدا وأجود من السجاد الإيراني ومن هذا الوقت انتشرت الصناعة في قرى عديدة في مصر ولكن "ساقية أبو شعرة" احتلت مركزا هاما في هذة الحرفة ويذكر أحد سكان القرية أن الرئيس السابق حسني مبارك أثناء زيارته لفرنسا في عام 2010 وجد في قصر الإليزيه سجادة معلقة على أحد الحوائط، مكتوب عليها "نسجت في ساقية أبو شعرة" حيث اندهش من هذا وأثناء عودته توجه مباشرة إلى القرية ومن ذلك الوقت زدات شهرة عاصمة صناعة السجاد اليدوي في مصر.
في مصنع "مسعد عمران" للسجاد اليدوي تمر صناعة السجاد اليدوي بأربعة مراحل قبل بيعها إلى التاجر أو إلى المستهلك مباشرة فالمرحلة الأولى هي إعداد النول من خلال تثبيت الخيوط التي يتم نسج السجاد عليها وشراء المواد الخام ويتم استيراد المادة الخام وهي الحرير الطبيعي من الخارج وخاصة الصين.
والمرحلة الثانية هي اختيار التصميم المطلوب وتفريغ الرسمة على ورق الرسم البياني ليسير عليها العمال أثناء عملية التصنيع.
أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الصناعة والغزل حيث يقوم الصانع بصباغة الحرير الطبيعي الأبيض بالألوان المطلوبة ويقوم الحرفي ببداية عملية التصنيع على النول المثبت عليه الخيوط حيث أن العقدة الواحدة تستخدم فردتين من الخيوط المثبتة على النول حيث يقوم الحرفي بتدخيل الخيط إلى الفردة الأولى ثم إلى الفردة الثانية ومن ثم حكمها حتى لا تفك وقطع باقي الخيط بالموس، وعند نهاية الخط من العقد لابد من ترسيته بالدفن وتعديل المسطرة التي تفصل بين فردي العقدة.
وعند غزل الرسمة على النول يقوم الحرفي بالنظر إلى الرسمة ويرسم الخطوط بألوان خيوط الحرير المطلوبة بطريقة عرضية وليست أفقية حيث أن خطوط الرسم البياني هي خطوط النول وهذه المرحلة تأخذ عدة شهور وتعتمد على المهنية والسرعة للحرفي.
وهناك عدة قطاعات للرسمة حيث أن الرسمة التي تظهر على السجاد ليست مرسومة على رسم بياني واحد بل عدة قطاعات حسب ارتفاع السجادة، وإذا حدث خطأ في الرسمة يقوم الحرفي بفك العقد الخاطئة وغزلها مرة أخرى.
المرحلة الرابعة هي مرحلة التجهيز والغسل والكي ولا تتم في القرية بل في القاهرة في منطقة كرداسة في الأغلب.