من المتوقع أن يثير فيلم" دكر بط" الذي تم تغيير عنوانه إلى "بشتري راجل" للفنانة نيلي كريم أن يثير جدلًا واسعا في الشارع المصري ليس ذلك فقط، بل من المتوقع أن تثار حوله أزمة دينية كبيرة، بل الأدهي من ذلك من المتوقع أن تُرفع ضد نيللي كريم والقائمين علي الفيلم قضايا متعددة الأشكال، خاصة أن الفيلم يتطرق لظاهرة شاذة وغريبة علي مجتمعاتنا وهي الإنجاب عن طريق شراء حيوانات منوية بعقد زواج، ليس فيه أية حقوق شرعية، فالصفقة عبارة عن رغبة فتاة في الإنجاب دون زواج رسمي وعلاقة شرعية، بل تعقد كتابها عند المأذون فقط، ثم تقوم بأخذ الحيوانات المنوية من هذا الرجل لكي تنجب طفل أنابيب.
الفكرة غريبة وشاذة عن المجتمع المصري والعربي، ومن الواضح أن الفكرة مستوردة من الخارج، ويتم تطبيقها وتعميمها في مصر من خلال إلقاء الضوء عليها من خلال هذا الفيلم الغريب الفكرة والمضمون، فالكل يعلم قوة السينما فهي القوة البيضاء للدول، وفكرة صناعة فيلم سينمائي حول هذه الفكرة تحديدًا فلها أكثر من احتمال إما أن الفيلم مصنوع لأهداف أخرى أهمها نشر الفكرة في مصر والعالم العربي المهووس حاليا بكل ماهو غربي بالإضافة إلي الحرية التي يتبناها الجميع، ومن نتائج ذلك انتشار الفكرة في طبقة معينة، وبعد ذلك من السهل تعميمها، أما لاحتمال الضعيف فالفيلم يعد باكورة إنتاج دينا حرب في مجال السينما، لهذا بحثت عن فكرة غريبة وصادمة فوجدت ضآلتها في فيلم" بشتري راجل" وردود الأفعال ستكشف الكثير عن هذا الفيلم الغريب الذي كانت بداية دعايته أغرب دعاية في تاريخ السينما المصرية.
أحدثت حملة تحمل عنوان "بشتري راجل" جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، بعد أن بثت فتاة تُدعى شريهان نور الدين، مقطع فيديو تعلن فيه رغبتها من أجل شراء حيوانات منوية لأي رجل؛ لإنجاب طفل.
وأكدت "نور الدين" خلال الفيديو أنها تريد أن تصبح "سينجل مازر"، وعرضت مبلغًا خياليًا من الدولارات نظير ذلك، وقالت: "أحلى حاجة فى الدنيا الأطفال.. لو أقدر كنت جبت دستة، بس أنا ماتجوزتش قبل كده، ولا عايزة أتجوز، أنا ناجحة جدًا فى حياتى العملية، عايشة عيشة مريحة ومش محتاجة حد يسندني ماديًا.. بس بخاف قوي من الوحدة الحل الوحيد اللي قدامي إنى أبقى أم".
وتابعت: "ابتديت أسأل على موضوع تجميد البويضات علشان أطول المدة اللي أعرف أحمل فيها، المهم وأنا بعمل تحاليل اكتشفت إن عندي مشكلة بتخلى نسبة حملي ٤٠٪، وإن كل ما الوقت بيعدى فرصتي فى الخلفة بتقل، فقررت أعمل عملية تلقيح صناعي مع شخص مستعد يتبرع بحيواناته المنوية بمقابل مادي.. الموضوع هيمشي رسمي.. مأذون وأنبوبة معمل ومأذون.. أنا بس عايزه طفل من غير لا غرام ولا انتقام".
وفي مفاجأة فجرتها الإعلامية لميس الحديدي، كشفت أن "شريهان" الفتاة التي نشرت "بوست" على مواقع التواصل عن رغبتها في شراء "حيوانات منوية" ليست حقيقة، لكنها قصة فيلم اسمه "بشتري راجل" تقوم ببطولته الفنانة نيللي كريم، وأن هذا الفيديو المنتشر ليس إلا دعاية من نوع جديد.
وتجسد نيللي كريم في فيلمها الجديد "بشتري راجل"، المقرر عرضه في عيد الحب، شخصية فتاة تدعى "شمس"، وتعمل موظفة في أحد البنوك المصرية، وهي امرأة ذات شخصية عملية صارمة وحادة الطباع، وأيضًا معقدة من الرجال نتيجة تجارب سابقة، لكنها ترغب في الإنجاب.
وتفكر "شمس" في طريقة شرعية تنجب بها غير الطريقة التقليدية، فيقع حظها مع "بهجت"، الطبيب البيطري المتعثر ماديًا، وهو في أواخر الثلاثينيات من عمره، وذو شخصية عفوية وتلقائية، وطمعا منه في مقابل مادي لزواجه الصوري منها، يتجاوز "بهجت" مضطرًا عن صرامة شمس، وحدة طباعها.
وفي لقاء جمع أبطال العمل نيللي كريم والفنان محمد ممدوح ومنتجة العمل دينا حرب مع الإعلامية لميس الحديدي، في برنامجها "هنا العاصمة"، أكدت المنتجة أن فيلم "بشتري راجل" أول عمل إنتاجي لها، مشيرة إلى أنها تجربة صعبة للغاية لأن السوق ليس له أمان، وكشفت عن مفاجأة كبرى بإعلانها أن نيللي كريم ساعدتها بالأموال لإنتاج الفيلم.
وأضافت "حرب" أنها عندما قامت بعمل "بوست" يحمل نفس اسم الفيلم عن سيدة باسم شيريهان، كانت متوقعة أن يأتيها رد فعل شديدة للغاية لكنها تمسكت بالفكرة لأنها كانت تؤمن بأنها أنسب دعاية لهذا العمل الفني؛ لأن طرح فكرة الفيلم من خلال هذا الفيديو قبل عرض الفيلم جعلتها تبدوا كأنها تعرض مشكلة طبيعية، سوف تخفف بعض الشيء من حدة النقد الذي سيواجه الفيلم.
ومن جانبه قال محمد ممدوح، أحد أبطال الفيلم، أنه شاهد ردود فعل واسعة على الفيديو المنتشر، لكنه لم يخاف من تلك الردود باعتبار أنها ستعمل على التشويق للفيلم، وهو غرض الحملة، وأكد أن هذا الأمر سوف يسبب نجاحًا كبيرًا للفيلم.
يشارك في بطولة فيلم "بشترى راجل" إلى جانب نيللي كريم، كل من "محمد ممدوح، ولطفي لبيب، وليلى عز العرب، وأحمد حاتم، ومن إخراج محمد علي، وسيناريو وحوار إيناس لطفي، وإشراف وائل حمدي، وإنتاج دينا حرب".