دعوات عديدة أطلقها الشباب من دول الخليج العربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإعلان رفض التكلفة الباهظة للزواج التي تكبدهم مشقة لا تتناسب وظروفهم الاقتصادية برغم مستوى المعيشة الجيد الذي يعيشون فيه.
وكشفت مديرة إدارة التوجيه والإرشاد الأسري في صندوق الزواج أن متوسط تكاليف زفاف الشاب في الإمارات تتجاوز 500 ألف درهم معظمها قروض من البنوك، مشيرة إلى أن هذه التكلفة لا تتضمن سوى حجز قاعات العرس والأطعمة والمشروبات والفرق الموسيقية، إضافة إلى مجوهرات العروس وتجهيزاتها وملابس العروسين، وذلك من دون احتساب تكاليف أو قيمة الحصول على منزل أو تأثيثه، برغم أن عدد المستفيدين من منح الصندوق تجاوز 60 ألفا، لكن من الواضح أن هناك مبالغة لا مبرر لها من قبل معظم المواطنين عند إقامة أفراحهم للتباهي أمام الآخرين، وأضافت أن القيم السلبية لاتزال تسيطر على الإنفاق الأسري في الدولة مما يعيق التطور المجتمعي.
وأكدت البحوث التي أجراها الصندوق إلى أن الإنفاق على المهور والأعراس يحتل مرتبة متقدمة على غيرها من أوجه الإنفاق، وأن الدافع إلى ذلك ما هو رغبة في المباهاة والتفاخر الاجتماعي، وتختلف تكاليف العرس من إمارة لأخرى وكذا من منطقة لأخرى داخل الإمارة الواحدة وان كان النمط السائد هو الإنفاق ببذخ، حيث تختلف تكاليف العرس في أبوظبي عنها في الفجيرة، ومثلا إذا تم حجز قاعة في فندق من فنادق أبوظبي فإنها ستكون ضعف تكاليف حجز القاعة نفسها في الفندق نفسه في الإمارات الشمالية.
أما متوسط قيمة المجوهرات التي يقدمها العريس لعروسه فهي تقدر بأكثر من 100 ألف درهم في الإمارات، لذلك يلجأ الشباب للقروض البنكية للظهور بمستوى الشخص الثري خلال العرس، برغم الموافقة في حالات كثيرة على السكن مع الاسرة وعدم التمسك بشرط المنزل المستقل، ويفضل الشاب في الامارات اختيار أفضل وأغلى القاعات مهما كانت بعيده عن منزل الأسرة مهما تكلف ذلك من مبالغ مالية طائلة قد تتجاوز 500 ألف درهم تصل إلى مليون درهم عند بعض العائلات وتشجع الفتيات الأمر بشدة.
أما في المملكة العربية السعودية فلا يختلف الأمر كثيرا حيث أصبح التواصل الاجتماعي سلاح الشباب لمحاربة ارتفاع تكاليف الزواج من مهور وهدايا وتجهيزات العرس وغيرها تصل في المتوسط لمائة وخمسين ألف دولار، ورغم أن معدلات دخل الناس في الخليج تعد الأعلى عالميا إلا أن الشباب الخليجي يعاني الأمرين حين يفكر في تجهيزات الزواج.
والمهور في السعودية غير محددة بحد أقصى حيث تصل المهور لنصف مليون دولار ولكن ليست المهور هي المشلكة الاساسية حيث تفضل الأسر التي تقبل بمهر أقل أن تكون التكلفة الحقيقية في الكماليات اللازمة للزواج حيث يتم فيها مراعاة التباهي بين العائلات، وكلما زادت كمية الذهب كلما أصبح العريس مطمعا وأسرته للمزيد، حيث يعرف الشعب السعودي بالمرفه منذ المهد، لذلك يجب أن تكون الاعراس هنا مناسبة لهذه المقولة مهما كلف العريس الأمر.
بعض الأعراس تتم في دولة أخرى مثل الدوحة التي يتكلف حفل العرس فيها ما بين 300 و500 الف درهم، وتصر العادات الخليجية على الانتصار حيث تشترط بعض العائلات أن يتم شراء الذهب للعروس ولشقيقاتها ووالدتها وجدتها لأمها أيضا، وأقل مهر في السعودية هو 25 الف دولار بلا حد أقصى وبعكس شعوب كثيرة يكون المهر لديهم أقل بنود الزواج يصبح الأمر كابوسا في العادات السعودية، بينما تتكلف بطاقات الدعوات بين 11 و15 الف دولار ويتم عمل مجموعة من الصور الخاصة بالزفاف تبدأ تكلفتها من 5 الاف دولار.
تأجير القاعة في الفنادق السعودية يبدأ من 55 الف دولار في حين تكون الزينة والاضواء الخاصة بها لها سعر منفصل يبدأ من 18 الف دولار، أما الطعام والشراب فليس مهما فيه عدد المدعويين لأن في معظم الحالات يتم الاتفاق على طعام يكفي عدد 500 فرد في حين يكون المدعوين 300 فقط ولا يهتم العروسان بهذا الأمر الأهم أن يكون الطعام سخيا باهظ التكلفة.
وفي قطر تم رفع سقف حفلات الزفاف والأعراس من 20 إلى 50 الف كحد أدنى برغم إنشاء صندوق لمساعدة الشباب على الزواج بمنح القروض الميسرة، وتجهيزات العرس تتكلف ما يقرب من 350 الف درهم، في حين تصر كثير من العائلات على ان يكون الالماس هو الشبكة هدية العروس، أما المهر فيبدأ من 80 الف درهم، أما قاعات الاحتفال فتبدأ من 50 الف وتحتوي 300 كرسي فقط دون زينة أو اضواء، أما اسعار الكوشة فهي ليست ضمن هذه التكلفة حيث تكون تكلفتها منفصلة.