يهدد انخفاض قيمة الحديد من المستورد استمرار إنتاج مصانع الحديد في مصر، حيث تسود حالة من الغضب الشديد بين أصحاب مصانع الحديد بسبب تعرضهم لنزيف من الخسائر يوميًا نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج المحلي للحديد مقابل إنخفاض قيمة المستورد من الخارج، مما دفع البعض إلى اتخاذ قرار تعطيل خطوط إنتاجهم بشكل جزئي في محاولة لإيقاف نزيف الخسائر اليومي التى تتكبده مصانعهم.
تراجع أسعار الحديد
وشهدت أسعار حديد التسليح تراجعًا ملحوظًا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث سجلت منتجات مجموعة عز الدخيلة 8600 جنيه للطن تسليم المصنع، وبيشاي 8500 جنيه، وحديد الجارحي 8550 جنيه، وحديد المراكبي 8450 جنيه، والجيوشي للصلب 8400 جنيه، وحديد سرحان 8300 جنيه، وعنتر ستيل 8250 جنيه للطن، وفى غضون ذلك سجلت أسعار الحديد المستورد 8300 جنيه في المتوسط للطن.
الواردات المصرية
وعلى صعيد آخر، أعلنت غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، أن الواردات المصرية من الحديد المستورد سجلت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة دخول مايزيد عن 450 ألف طن حديد مستورد من أوكرانيا وتركيا وكذلك الصين.
تشكيل اللجنة الاستشارية
وانطلاقًا من الأزمة التي ضربت مصانع حديد التسليح في مصر، والتي تهدد الصناعة المحلية، تقدمت غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات برئاسة جمال الجارحي، بالعديد من الشكاوي إلى جهاز مكافحة الدعم والإغراق والوقاية من الممارسات الضارة فى التجارة الدولية، لبحث تلك الأزمة، مما دفع المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، إلى تشكيل اللجنة الاستشارية للتحقيق في تلك الشكاوي، وينتظر المنتجون قرار اللجنة والتي من المتوقع صدوره خلال أيام.
ورطة حقيقية
ومن جانبه، أكد طارق الجيوشي، عضو غرفة الصناعات المعدنية، ورئيس مجموعة الجيوشي للصلب، أن مصانع حديد التسليح في ورطة حقيقية وبعض أصحاب المصانع وجدوا أنفسهم مجبرين على وقف خطوط الإنتاج والبعض الأخراضطر لغلق مصانعه وتسريح ما به من عمالة، في محاولة من جانبهم لإيقاف نزيف الخسائر اليومي التيي تتكبده المصانع.
وأضاف الجيوشي، أن تكلفة الإنتاج سجلت خلال الآونة الأخيرة ارتفاعات غير مسبوقة، في ظل موجة ارتفاع الدولار في الفترة التي أعقبت قرار الدولة بتعويم الجنيه المصري، لافتًا إلى أن مدخلات إنتاج المصانع "البيلت" تم توريدها وفقًا للأسعار القديمة للدولار التي تجاوزت 19 جنيه.
وأوضح، أن الانخفاض الشديد في سعر الحديد المستورد أجبر منتجي الحديد على خفض الأسعار على الرغم من ارتفاع التكلفة الإنتاجية وهو الأمر الذي يعلمه الجميع، مشيرًا إلى أن المصانع مضطرة لذلك لتصريف ما لديهم من مخزون من المنتج النهائي من حديد التسليح.
وطالب الجيوشي، بضرورة تدخل الدولة بشكل عاجل لحماية استثمارات مصانع حديد التسليح المحلية، في ظل هجمات وصفها بالمنظمة من الحديد المستورد الذي ارتفعت كمياته بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى أن المنتجين ينتظرون صدور قرار فرض رسوم إغراق إضافية على الحديد المستورد، حتى تكون منافسة عادلة داخل السوق المحلية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
