اعلان

شيخ الأزهر: التراث الثقافي ذاكرة الأمة وحمايته واجب شرعي‎

الطيب
كتب : وكالات

أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على مسئولية الأزهر الشرعية باعتباره المظلة الكبرى للحفاظ على الثقافة والتراث والفكر الوسطى جيلا بعد جيل.

وأشار شيخ الأزهر - في كلمته أمام احتفالية يوم التراث العربي اليوم /الأحد/ بمقر الجامعة العربية، والتي ألقاها نيابة عنه الدكتور عبد الفتاح عبد الغنى العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر - إلى ما أصدره من بيانات إدانة لما ترتكبه الجماعات المتطرفة التى حلت محل الاستعمار فى القيام بتبديد تراث الإنسانية.

وقال "إن هؤلاء المجرمين يخالفون حكم الله تعالى، الذي أمر عباده بإعمار الأرض ونهى عن الإفساد فيها بعد إصلاحها، مشددا على أن التراث أمانة فى أعناق الأمة، داعيا إلى حشد طاقتها للمحافظة عليه وصيانته.

كما شدد على أن التراث العربي الثقافي يمثل ذاكرة الأمة ونتاج فكرها وقمة حضارتها، مؤكدا أن العناية به تؤشر إلى احترام عقول أجيال فكرت وأبدعت وطورت وأقامت حضارة تضاف إلى حضارات أخرى فى ظل تفاعلها القائم على التكامل والتآلف والتعاون فيما بين أبنائها على الرغم من اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وأجناسهم ومعتقداتهم.

ولفت الدكتور الطيب إلى أن التراث هو أحد أعمدة تأسيس النهضة ويشكل مرجعية مؤسسة للأمم، والتى تستند إلى ماضيها قبل حاضرها وبالحفاظ عليه تعيش قوية بكيانها، فضلا عن أنه يحدد هوية الأمة ويستدل به على مدى عراقتها فى التاريخ ومدى تأثيره فيها وتأثرها به.

وأوضح أن نهضة الأمم تقوم على ركيزتين أساسيتين، أولهما النظر فى تراثها والعمل على إحيائه وتجديده وهو ما حث عليه القرآن الكريم، وثانيها الإفادة من منابع الفكر الخارجي لدى الحضارات الأخرى.

ودعا إلى تكاتف مختلف الجهود للمحافظة على التراث بكل محتوياته من مساجد ومعابد وكنائس ودور علم وأضرحة وأسواق وحمامات وحواجز مائية وغيرها، بالإضافة إلى الحرف اليدوية والصناعات التقليدية والأزياء والفنون الشعبية المختلفة، إلى جانب التراث الفكرى والثقافى الذى يعبر عن إبداعات الشعوب العربية فى مختلف أشكال المعارف من فلسفة وأدب وتاريخ وشعر وزراعة وفقه وتشريعات قضائية وعلوم.

وأكد شيخ الأزهر أن الأمة العربية رائدة بتراثها الفكري ونتاجها الثقافى والفكرى ومجالات البحث عن العلوم والفنون، داعيا إلى حمايته من عبث المفسدين فى الأرض الذين هلكوا الحرث والنسل واعتدوا على آثار الأمم، وهو ما لا تقره الشريعة الإسلامية التى وصفتهم بالمفسدين فى الأرض.

وطالب الدكتور الطيب بالتنقيب فى التراث لمعرفة خصائصه وميزاته فى مختلف العصور والاهتمام بتجديده لتعزيز الهوية العربية والتأكيد على منظومة القيم والثوابت.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً