عداء غير مبرر بين رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال، ووسائل الإعلام، والذي ظهرت بوادره عند رفضه بث جلسات النواب على الهواء، لينتهي بهجومه على جريدة الأهرام، في موقف أثار دهشة الكثير من السياسيين والإعلاميين، خاصةً بعد تخلي لجنة إعلام النواب عن نصرة الصحافة وحريتها، وإعلان تضامنها مع "عبدالعال" بل الهجوم صراحةً على جريدة الأهرام نصرةً لرئيس المجلس.
وفي هذا السياق يرصد "أهل مصر"، رد فعل لجنة إعلام النواب وكذلك بعض الصحفيين على هجوم "عبدالعال" على جريدة الأهرام.
هجوم "عبد العال" على الأهرام
شن الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، هجومًا حادًا على مؤسسة الأهرام الصحفية ومجلس إدارتها بسبب موقفها من أزمة النائب محمد أنور السادات.
واتهم "عبد العال"، الصحيفة بأنها تشوه البرلمان، قائلا: "الغريب إننا احنا اللي بنصرف على الجريدة وفي الآخر بتشوه البرلمان".
وأكد أن المؤسسة الصحفية لا تدار بشكل إيجابي، مشيرًا إلى أن قانون الهيئات الإعلامية بعدما يرى النور سيحسم الموقف بالنسبة لكل هذه المؤسسات.
بلاغ للنائب العام
وفي موقف غير متوقع، انتقد النائب نادر مصطفي،أمين سر لجنة الإعلام والثقافة والآثار بمجلس النواب، رئيس مجلس إدارة الاهرام.
وقال نادر: "لم أتخيل أن يكتب صحفي مصري هذه السطور القليلة عديمة المهنية التي قرأتها اليوم، حيث يتهم عالم جليل من خيرة علماء الوطن -على عبدالعال - ليس بخبرته أو علمه ولكن بمنصبه الرفيع في علمه".
واستطرد قائلًا: "ماحدث فاجعة غير موضوعية، وإذا أردت أن تنتقد شخصًا يجب أن يكون لديك مبررات، ووصل التطاول بأنه يقول لا يحلم أن يمر من أمام الأهرام - في إشارة لما قاله رئيس مجلس إدارة الأهرام بحق على عبدالعال".
وأضاف مصطفى، قائلًا: "مصر كلها تمر من أمام الأهرام ويستطيع أبسط مواطن أن يدخل في أي جريدة قومية ويفعل مايشاء لأنها مملوكة للشعب".
وطالب مصطفى، الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، بتقديم بلاغ للنائب العالم ضد هذه التجاوزات، مضيفًا: "عندما تحدث عن مؤسسة صحفية قومية يتم إداراتها بشكل مهين للأمة المصرية والإعلام المصري ولمهنة غاية في الأهمية في الوقت الذي تتعرض مصر لأبشع هجمات إرهابية دولية".
"بكري" يهاجم الأهرام
وفي السياق ذاته، شن النائب مصطفى بكرى، هجومًا حادًا على رئيس مجلس إدارة الأهرام أحمد السيد النجار، والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، بسبب ما وصفه بتطاول النجار على رئيس مجلس النواب، ومانشيت جريدة المقال الصادرة اليوم التى تضمنت عبارات وصفها بكري بأنها جريمة في حق الشعب المصري والبرلمان.
وأكد بكري، أن مجلس النواب يؤمن بالحرية الكاملة للصحافة ولكن عندما يتطاول أحد على المجلس فهذا أمر مرفوض، بالإضافة إلى جريدة المقال التي تحدثت عن أن أفضل إخراج لجهاز الأمن الوطني هو إخراجه للبرلمان المصري والقنوات الفضائية، قائلًا:" هذا لا يمثل نقدًا ولا احترامًا للبرلمان ويمثل سبًا وقذفًا فى حقنا واستباحة لكل المحرمات".
ولفت بكري، إلى أن رئيس مجلس إدارة الأهرام اتهم رئيس البرلمان باتهامات ظالمة ووصف رئيسه بأنه يتحدث حديث الصغار، مؤكدًا أن البرلمان ليس فقط مستهدفًا بالألفاظ، ولكن يساعدون على هدم المؤسسات، مطالبًا بضرورة تقديم بلاغ للنيابة العامة ضدهم من قبل رئيس المجلس.
"الأهرام" مرتبطة بحضارة مصر
ومن جانبه، قال رئيس المجلس علي عبد العال، إن الدستور أكد حرية الصحافة ونحن ننحاز لهذه الحرية، والبرلمان يكن كل احترام وتقدير لمؤسسة الأهرام التي يرتبط اسمها بحضارة مصر، مشيرًا إلى أن الأزمة تكمن في خبر نشر على بوابة الأهرام بصورة سيئة وغير صحيحة، وكان من الأولى لإدارة المؤسسة أن تقوم بإجراء ضد من قام بنشر هذا الخبر غير الصحيح.
ولفت عبد العال إلى أن الأهرام مؤسسة تخرج منها الكثير الذين يعملون فى الصحافة الأجنبية، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن ما صدر من الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، لا يخرج عن كونه أمرًا يشكل جرائم يحاسب عليها القانون، ولكنه تم في جريدة مجهولة "البرلمان لا تهزه مقال من هنا أو هناك".
الأهرام ترد
وفي تحد واضح لهجوم "عبدالعال"، أعادت الأهرام نشر تقرير منذ أكتوبر الماضي حول أخطاء "عبدالعال" في اللغة العربية، بعنوان "9 أخطاء لعبد العال كل دقيقة.. رئيس البرلمان يهين اللغة العربية بـ165 خطأً خلال كلمته اليوم".
ورصدت "الأهرام" في التقرير 165 خطأً لغويًا لرئيس البرلمان المصري، خلال كلمته التي ألقاها في الاحتفالية المقامة بمدينة شرم الشيخ، يوم 8 أكتوبر، بمناسبة مرور 150 عامًا على تأسيس مجلس النواب.
مهاترات صغار
في أول تعليق له، عقب هجوم رئيس مجلس النواب، الدكتور علي عبدالعال، على صحيفة الأهرام، قال أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام: "ليس أمامي سوى الرد وبشكل رسمي، فما عاد في قوس الصبر منزع"، قائلًا: "لا أنزلق عادة إلى الرد على مهاترات الصغار".
وعلَّق النجار: "عندما يتعلق الأمر بمسؤول لا يطيق أن تقوم الصحافة بدورها الرقابي والنقدي والكاشف للحقائق وهو جوهر دورها، وعندما يتعلق الأمر أيضا بمسؤول لا يزن الكلمات قبل إطلاقها بغير علم بشأن مؤسسة عظيمة لم يحلم البعض أن يدخلها أو حتى يسير أمامها فليس أمامي سوى الرد وبشكل رسمي فما عاد في قوس الصبر منزع.. للصبر حدود وقد تم تجاوزها بالفعل".
رسالة لـ"عبد العال"
فيما وجّه هشام يونس، رئيس تحرير البوابة الإلكترونية، رسالة قوية لـ "عبدالعال"، قائلًا: "رسالة إلى الدكتور علي عبدالعال.. سيادتك تتعامل مع اللغة العربية كما يفعل جرار زراعي في طبق بيض بلدي أو فيل هائج في محل زجاج".
وتابع: "سيادتك لا تعرف أن: *المبتدأ يكون دائما مرفوع وليس أحيانا، *المفعول به دائما منصوب وليس غالبا، *الصفة تتبع الموصوف دائما وليس مزاج سيادتك، *حروف الجر تكسر ما بعدها لكنها لا تجر "أذيال الخيبة"، *الحال منصوب بالفتحة وليس على الجدران.. كان لها أخوات بس مش من آدم وحوا".
واختتم هشام حديثه قائلًا: "الملخص: الفاعل دائما هو "الشعب" وسيادتك مجرد "مضاف إليه".