اعلان

بعد قطيعة 6 أشهر.. وزير خارجية السعودية يزور مصر.. وخبراء: "محاولة لتشكيل جبهة لمواجهة النفوذ الإيراني"

وزير خارجية السعودية
كتب : أحمد سعد

لا تبدو العلاقات المصرية السعودية في أوج الود خلال الفترة الأخيرة، بعد أن بلغ الخطاب الإعلامي، خاصة المصري مرحلة متقدمة من الحدة عقب قطع شركة أرامكو السعودية للإمدادات البترولية التي كانت تمد بها القاهرة دون تقديم أي مبررات، قيل حينها بأن تصويت مصر على قرار لا يتفق مع التوجه السعودي كان سببا في هذا الجفاء، لكن مراقبين يرجعون الأمر إلى أسباب أكثر تعقيدا مما هو ظاهر، ذلك أن مصر حسبما يرى البعض أخذت تغير دفة الإبحار نحو سوريا وإيران، إضافة إلى علاقة خاصة تجمعها مع موسكو منذ أمد.

ومنذ هذا الجفاء، لم يحدث أي زيارات رسمية متبادلة بين البلدين، ولم تطرح على الساحة تعاون مشترك حقيقي بينهما لحل الأزمات المتراكمة التي تشهدها المنطقة.

وفي مفاجئة أعلنها النائب مصطفي بكري، في تصريحات صحفية أمس، قال إن القاهرة تتأهب لزيارة وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الأسبوع المقبل، مؤكداً أن هناك مسؤولون مصريون زاروا المملكة العربية السعودية، وآخرون من الرياض زاروا القاهرة، للتحضير للزيارة، مشيرًا إلى أن حديث الملك سلمان لوزير الثقافة المصرى حلمى النمنم فى مهرجان الجنادرية كان له صدى طيب فى إزالة أى توتر.

وتابع بكري، أن الملك سلمان يؤكد من خلال زيارة الجبير للقاهرة عن عمق العلاقات بين البلدين والتأكيد على الثوابت الواضحة الخاصة بعلاقة مصر بالسعودية، إذ تعد الدولتان جناحى الأمة العربية فى الوقت الحالى، موضحا أن هذه الزيارة تسقط رهانات كل من راهنوا على الخلاف بين السعودية ومصر، وتؤكد أن رهانهم خاسر، مشددا على أن الخلاف بين السعودية ومصر يؤثر بالسلب على الأمن القومى العربى بالكامل، مشيرًا إلى أن زيارة "الجبير" لمصر تأتى بعد زيارته للعراق فى سابقة هى الأولى منذ سقوط صدام حسين.

زيارة الجبير لمصر، سبقتها زيارته إلى بغداد، وأكد خلالها، على أن السعودية والعراق يواجهان آفة الإرهاب، وإن المملكة تقف على مسافة واحدة من جميع العراقيين، وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي، إبراهيم الجعفري، أن السعودية تتطلع إلى بناء علاقات مميزة مع العراق، وأن هناك رغبة في العمل معاً في الحرب على الإرهاب.

الأمر في مضمونه حمل دلالات عدة، من بينها أهداف الممكلة العربية السعودية من تقوية العلاقات المشتركة مع الدول السنية بالتحديد، إلى جانب تطور الأوضاع في المنطقة، بالتزامن مع دعوات ترامب السابقة بتأسيس ناتو عربي، تتقدمه المملكة للقضاء على النفوذ الإيراني ومواجهة الخطر الإرهابي.

وفي سياق متصل قال الدكتور رفعت سيد أحمد، الخبير والمحلل السياسي، إن زيارة الجبير لمصر، ستدعم العلاقات بين البلدين في ظل توترها، إلا أنها بالتأكيد تحمل أهداف سياسية أخرى، غير معلنة، مشيرا أن تصريحات الجبير خلال زيارته للعراق الأخيرة، انصبت بشكل كامل على مجابهة الإرهاب، والعمل على التعاون المشترك للقضاء على التطرف الديني، مؤكدا أن السعودية تسعى لاستعادة زعامتها بين دول المنطقة للوقوف أمام الخطر الإرهابي.

وتابع سيد أحمد، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن الزيارة ربما تعنى بداية صفحة جديدة بين الدولتين، وتجنيب الأزمات السابقة، والذى اتضح في تصريحات مسؤولي الممكلة في الفترة الماضية عن مصر، مؤكدا أن السعودية تعلم جيدًا أن مصر في موقف قوة، لاستغنائها عن التمويلات السعودية التي تضغط مصر عليها، فمن الممكن أن تبدء بالصلح مع مصر.

وعلق الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، على  زيارة الجبير إلى مصر، قائلاً" بداية جيدة لعودة العلاقات إلى وضعها الطبيعي"، مشيرا إلى أنه ليس هناك خلاف قوي بين البلدين يؤدي لمرحلة القطيع أو عدم التعاون، نظرًا لأهمية العلاقات بين البلدين في المنطقة، فعملية بدء السعودية بالصلح ليس أمرًا مستبعد من أجل صالحها أولاً.

وتابع نافعة، أن العمل المشترك لمواجهة الإرهاب، هو أحد الأهداف الأساسية التي تسعى لها السعودية في زيارتها الأخيرة للدول السنية، نظرا لأنها تأتي بالتزامن مع التوصيات العالمية بإنشاء تحالفات جديدة بين الدول العربية والعالمية للقضاء على الجماعات الإرهابية، ووضع حد للخطر الإرهابي في المنطقة.

وأوضح الدكتور محمد محي الدين المحلل السياسي، أن تخوف الجانب السعودي من انتشار وتزايد النفوذ الإيراني، والذي طالما مثل خطرا ملحوظا للمملكة بس أغلب دول المنطقة، دفع السعودية لمحاولة إعادة العلاقات بينها وبين الدول السنية بالتحديد، لتوحيدهم كيد واحدة في مواجهة الخطر الإيراني ومجابهة الإرهاب.

وأكد، في تصريحات له، أن المملكة السعودية تعلم دور مصر جيد الاستيراتيجي والجغرافي في المنطقة، خاصة في مواجهة إيران التي امتدت يديها في المنطقة وتحول أن تزرع الفتن بها، وتحاول النيل من السعودية، فعملية البدء بالصلح أكيد من أولى خطوات السعودية مع مصر لعدم توسع الفجوة واشتعال الحرب في المنطقة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً