اعلان

"الروبوتات" خطر يهدد البشرية

الروبوتات
كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة "جارديان" البريطانية عن دعوات لفرض "ضريبة الروبوتات" لتزايد المخاوف من تأثيرها على البشر، وفي وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، ناقش البرلمان الأوروبي فرض ضريبةٍ مشابهة داخل دول الاتحاد الأوروبي.

وقالت الصحيفة إن الخطر الحقيقي للروبوتات لا يتمثل في كونها ستقتلنا جميعًا، ولكن في قيام الروبوتات بتضخيم الفوارق الاقتصادية إلى حدٍ سيجعل الحياة غير صالحةٍ للعيش بالنسبة للغالبية العظمى.

وحتى الآن، لم تتسبب هذه الظاهرة في خلق أزمة، ويرجع هذا إلى أن التشغيل الآلي يخلق فرص عمل ويقتل أخرى في الوقت نفسه، ومثال على ذلك هو صرافو البنوك، بدأت ماكينات الصرف الآلي تظهر في السبعينات، لكن أعداد الصرافين الكلية زادت منذ ذلك الوقت، فبعد أن خَفضت ماكينات الصرف الآلي من تكاليف تشغيل الفروع، فتحت البنوك فروعًا أكثر، وهو ما أدى إلى زيادة أعداد الصَرَّافين ككل.

ورغم سوء الأوضاع، يهددِ التشغيل الآلي الشامل بجعل الأوضاع أسوأ، وإذا كنت ترى أنَّ اللامساواة هي مشكلة معاصرةٌ الآن، تَخيل عالمًا يصبح فيه الأغنياء أكثر ثراء دون الاعتماد على بشر، تحرر رؤوس الأموال من الأيدي العاملة لن يعني فقط نهاية العمل؛ بل نهاية الأجور أيضًا.

وإذا لم يكُن هذا السيناريو قاتمًا بما فيه الكفاية، فتخيَّل احتمال ألا يقود التشغيل الآلي الشامل فقط إلى إفقار الطبقة العاملة، ولكن إلى إبادتها. ففي كتابه "Four Futures: Life After Capitalism"، توقَّع بيتر فرايز أنَّ الجحافل التي ليس لها أهمية اقتصادية خارج أسوار وأبواب منتجعات النخبة لن يتم التساهل معها فترة طويلة. فهذه الجحافل ستفقد صبرها مع الوقت، وهو ما سيجعلها تثور. وكتب فرايز: "ماذا سيحدث عندما تُشَكِّلُ هذه الجُموع خُطورةً على النخبة دون أن تكون طبقةً عاملةً ذات أهميةٍ للحاكمين؟ سيتوصل أحدٌ في نهاية المطاف إلى فكرة أنَّه من الأفضل التخلُّص منهم". ومنح فرايز هذا المستقبل اسمًا مُخيفًا ملائمًا: "الإبادة الجماعية"، عالمٌ به "حرب إبادة جماعية يمارسها الأغنياء بحق الفقراء".

وأظهر تقرير أصدرته مؤسسة الإغاثة العالمية (أوكسفام)، في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، أن أغنى 8 رجالٍ في العالم يمتلكون ثروةً تعادل ما يُملكه نصف الجنس البشري. لك أن تتخيَّل شكل هذه الأرقام بعد أن يتطوَّر التشغيل الآلي.

وفي وقتٍ من الأوقات، سيُصبح بإمكان عددٍ قليلٍ من المليارديرات التحكُّم في نسبة 100% من ثروات المجتمع. لذلك، فإنَّ فكرة توزيع الثروة بين الجموع بدلًا من احتكارها بواسطة عددٍ قليل لا تبدو فكرةً متطرفة، وما زال بإمكاننا إعادة توزيع الثروات ونحن في حاجةٍ ماسةٍ إلى ذلك، قبل أن تقتلنا جميعًا رأسمالية الروبوتات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً