اعلان

"قتلوه قصاد عيني والناس بتتفرج".. "نعمة" تروي لحظات قتل "داعش" لزوجها في العريش.. نجلته: "ملناش حد يحمينا بعده" (فيديو وصور)

"سبتني لمين يا جمال تعالى شيل معايا المسؤولية.. 6 عيال كتير عليا قوي".. مين هايسأل علينا ملناش سند غيرك".. الدموع تملئ عينيها وتهرب بين الحين والآخر لتغرق وجهها.. جسدها يرتعش من شدة الوجع وهي تبلع ريق فمها لتحاول أن توقف شلال الدموع المُسال على خدها.. هي تعلم إنها لو انفجرت لغسلت الحسرة التي تنهش قلبها المعصور على زوجها الذي قُتل بين يديه على يد عناصر "داعش" الإرهابية بشمال سيناء.

لم تعتقد نعمة نبيه أندراوس، زوجة الشهيد جمال توفيق جرس.. الذي قتلته عناصر "داعش" الإرهابية، أمام عينيها وقت زواجها من الشهيد وهي تنتقل للعريش بفرحة العرس مع زوجها أنها ستعود به قانية إلى أسيوط بـ 6 أبناء تاركة روح زوجها بالعريش وتدفن جسده في أسيوط.

تجلس "نعمة" متشحة بالسواد تبكي دائما تلملم أشلاها الحزينة والمتبعثرة في كل مكان وتحاول أن تظهر بالصلابة من أجل تربية أطفالها، وتجمع ذكراها الجميلة مع جمال، لتعلم أبنائها صفات أبيهم الطاهرة.

ــاليوم الذي رحل فيه جمال

في يوم الخميس السادس عشر من فبراير الماضي، جهزت "نعمة" مع زوجها بضاعتهما، لتتوجه إلى سوق الخميس بوسط العريش، وتجلس "نعمة" بالسوق لترتب البضاعة.. وذهب جمال إلى المخبز ليأتي بالخبز، هذا هو روتين العائلة البسيطة الذي تؤديه يوميًا، لكن هذا اليوم اختلف عن غيره فقد ترجل أمامهما اثنين ملثمين ومسلحين من عناصر "داعش" أتيا للسوق ليس من أجل البيع أو الشراء ولكن من أجل قتل زوجها.

تقول "نعمة"، إن أحدهما وقف أمام زوجي وسأله "إنت جمال"، فأجاب "نعم يا بيه"، فسارع برفع مسدسه فوق رأس جمال وأطلق رصاصة أنهت حياته الجميلة مع أسرته، وازداد المشهد فزعا ورعبا داخل السوق وهرول الجميع ومن بينهم "نعمة" تاركة زوجها غريق في دمائه، اختبئت بمحل تجاري وكانت تتابعهما وهما يقلبان جسده على الأجناب حتى يتأكدوا من مقتله.

وأضافت "نعمة"، "بعد رحيل الإرهابيين خرجت أصرخ في الشوارع يا ناس حد ييجي يلحق جوزي قتلوه بالنار قدامي، الناس خافت تقرب منه، ذهبت للكمين الذي يبعد عنا 200 متر أشرح لهم ما حدث، فأجابوا منقدرش نتحرك إلا بأوامر"، مشيرة إلى أن سيارة الإسعاف وصلت بعد نصف ساعة ونقلت جثمان زوجها للمستشفي.

وأوضحت "نعمة"، "سمعت عن تهديدات (داعش)، والتسجيلات الصوتية اللي توعدوا فيها المسيحيين بالقتل، ومصدقتش إن ممكن ييجي علينا الدور لأننا ناس غلابة، عايشين كافيين خيرنا شرنا".

ـــ مساعدة جيرانها المسلمين لها

قالت "نعمة": "المسلمين قبل المسيحين وقفوا جنبي في المستشفى ولم يتركونني إلا بعد انتهاء أوراق الدفن"، مضيفة" عمري ما حسّيت إن فيه فرق بيني وبينهم كانوا زي أهلي".

وتابعت: "مسيحيين ومسلمين العريش وقفوا جنبي وقالوا لي (أحنا أهلك وناسك)، ورجالة وحريم بتبكي على زوجي".

- أبناء جمال: "كرهنا العريش بعد موت أبونا"

قال "يوسف": "قبل قتل والدي بأسبوعين الناس اللي معانا في السوق قالولنا إن في اثنين ملثمين جاءوا واحنا مش موجودين إلى مكان الفرش بتاعنا وبصوا عليه ورجعوا تاني، وفي الوقت ده والدي كان في زيارة للصعيد عن شقيقه وأنا اللي كنت فارش بالبضاعة، ولما رجع والدي من الصعيد وبلغناه قال متخافوش ربنا هايحمينا ولم يهتم بالأمر".

وأضافت "مريم" صاحبة الست سنوات: "أصحابي في العريش (يارا، وجنا، وندى، وإسراء،)، كنا بنلعب معاهم قدام بيتنا ووحشوني قوي بس أنا مش عايزة أروح هناك تاني عشان موتوا بابا وملناش حد هناك يحمينا بعده".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً