اعلان

بالصور.. كتراكت أسوان الفندق الأسطوري

كتب : وفاء علي

أعرق 10 فنادق تاريخية على مستوى العالم.. نزلائه من الرؤساء والمشاهير والأثرياء

يقف فندق أولد كتراكت بمدينة اسوان شامخا ليحكي تاريخ حقبة زمنية تتجاوز الـ128 عاما حيث شهد محطات تاريخية تجسد معاني كثيرة بداية من هروب العائلات الإنجليزية من القاهرة في الحرب العالمية الثانية مع اقتراب روميل من العلمين ومرورا بمراحل بناء السد العالي ثم مباحثات السلام في يناير 1974 والتي شهدت جولات مكوكية لوزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر وأخيرا اجتماع دعوة إحياء مكتبة الإسكندرية بحضور زعماء العالم بقاعة 1902.

وحرص رؤساء مصر وزعمائها علي الإقامة فيه في بعض الأحيان بداية من الرئيس جمال عبد الناصر ومرورا بالزعيم الراحل أنور السادات وأخيرا حسني مبارك.

كما تم تصوير العديد الأفلام السينمائية داخله ومن أشهرها "إنت حبيبي" لشادية وفريد الأطرش و"الناس والنيل "ليوسف شاهين و"أرض الأحلام " لعماد حمدي ومديحة يسري وفريد شوقي والحقيقة العارية لماجدة وزوجها إيهاب نافع وأخيرا المسلسل الشهير جراند أوتيل.

إنشاء أولد كتراكت

أنشئ الفندق عام 1899 مع امتداد خطوط السكة الحديد إلي أسوان مما زاد من الإقبال السياحي علي المدينة الساحرة وقتها لزيارة معالمها والتمتع بطقسها الشتوي المشمس.

معني كتراكت

شيّد الفندق على صخرة غرانيتية تطل على نهر النيل في مدينة أسوان ومن هنا جاءت تسمية الفندق "كتراكت"، والتي تعني التقاء النيل بالحاجز الغرانيتي.

وافتتح الفندق العتيق كما يطلق عليه البعض في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في عام 1899 وهو اليوم أحد أعرق 10 فنادق تاريخية حول العالم.

وظهر أول إعلان له في جريدة الايجيبشيان جازيت عام 1889 وعندما زاد الطلب العالمي عليه فلم تجد إدارة الفندق أمامها سوي ابتكار طريقة جديدة تستوعب زيادة عدد النزلاء وهي إقامة خيام للإقامة وذلك بعد أن انتشرت شهرة الفندق فاضطرت إدارته إلي مضاعفة غرفه "60 غرفة" لتصل إلي 120 غرفة وبالرغم من أن العمارة بُنيت على الطراز الفيكتوري إلا أن التصميم الداخلي للفندق يمتاز بالطابع الشرقي.

زوار الفندق من الرؤساء والمشاهير

يحمل "اولد كتراكت "سجلا خاصا بضيوفه ونزلائه من شخصيات عالمية شهيرة مثل أجاثا كريستي الروائية والأديبة الإنجليزية فهي لها جناح خاص بالفندق يحمل اسمها ويعتبر مزارا سياحيا.

وداخل كتراكت أسوان، كتبت روايتها الشهيرة "جريمة علي النيل" مستوحية أحداثها من شرفتها المطلة علي النهر والتي تحولت بعد ذلك إلي فيلم سينمائي، جري تصويره بداخل الفندق فقد كان "النيل" ملهمًا لخيالها وربما كان ملهمًا لخيال الكثيرين، حيث يقع الفندق في منطقة تفوق القدرة علي الوصف فالشريان يمر عبر منطقة ضيقة محصورة بين جبلين من الصخر الجرانيتي، الذي يجذب الأنظار وعلي بعد أمتار قليلة منه توجد حديقة مدرجة اسمها حديقة فريال، نسبة إلي الملكة السابقة التي كانت تعتاد النزول في الفندق مع بقية أفراد العائلة المالكة أسرة محمد علي.

وكان من زوار الفندق أيضا القيصر الروسي "نيكولاي الثاني" وعالم‏ ‏الأثار‏ ‏الإنجليزي ‏"هاورد‏ ‏كارتر" الذي اكتشف ‏مقبرة‏ ‏ توت‏ ‏عنخ‏ ‏أمون، والملك فاروق ملك مصر والرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران والملك محمد الخامس ملك المغرب والأميرة ديانا ملكة القلوب.

وقد حرص الفندق منذ ذلك الوقت على استضافة علية القوم ومشاهير العالم على مر السنين، كان أشهرهم "أغاخان الثالث" الذي واظب على زيارة الفندق كل عام للعلاج من مرض الروماتيزم، وكانت أولى زياراته للفندق عام 1937 حيث قضى شهر العسل في الجناح الجنوبي في الدور الثاني وبعد ذلك اختار مدفنًا له علي مرمي الفندق.

وفي فندق كتراكت كان أنور السادات الرئيس الأسبق لمصر يلتقي ضيوفه ويقضي أيامًا في الشتاء فيه وفيه التقي وفودًا وزعماء من جميع البلدان، وفي أروقته جرت المفاوضات مع "هنري كيسنجر" وزير الخارجية الأمريكي حول الكثير من القضايا.

ويشمل الفندق قصر كتراكت الأصلي وجناح النيل، حيث يحتوي القصر على 76 غرفة وجناحًا، أكبرها جناحا "أجاثا كريستي" و"سير ونستون تشرشل"، بالإضافة إلى أن جميع الغرف والأجنحة بالقصر، والتي يبلغ عددها 45 جناحًا، مصممة على الطراز الفيكتوري، وتمتاز بمساحتها الكبيرة، بخلاف بهو القصر المستوحى من المعمار البيزنطي.

أما جناح النيل فهو مقسم إلى 9 طوابق وتشمل 62 غرفة وجناحًا أشهرها وأكبرها جناح "أغاخان"، وتتمتع جميع الغرف بالإطلالة الساحرة على النيل وضريح "أغاخان" والقصر.

التراس

وعن تراسه وشاي العصاري لا يمكن لقلم أن يرصد مشهد غروب الشمس والنيل ينساب في سلاسة بين الصخور الجرانيتية السوداء القاتمة وأمامه مقياس النيل الفرعوني وجزيرة ألفنتين بجمالها وعراقتها وأصالتها حيث يمكن للضيوف والنزلاء رؤية غروب الشمس وهي تنزل في حضن الجبل، المترامي والبعيد بلا مدى.

الجناح الملكي

فالجناح الملكي لا يضاهيه أي جناح فندقي في العالم ونزلائه هم أغني أغنياء العالم

وكان الجناح المفضل لدي الملك فؤاد ملك مصر والسودان في زمنه وكان من ضيوفه ونزلائه النحاس باشا، زعيم الوفد، ورئيس وزراء مصر الأسبق فقد كانت أسوان وما زالت "المشتي" المفضل لدي المشاهير في العالم، يذهبون إليها قاصدين هذا الفندق العريق صاحب الشهرة التاريخية.

مطعم 1902

ويضم أولد كتراكت مطعم أسطوري شهير والذي حضر افتتاحه في 10 ديسمبر عام 1902 الخديوي عباس حلمي حاكم مصر، وديوك كونوت الابن الثالث للملكة فيكتوريا، واللورد وليدي كرومر، والسير ونستون تشرشل، و"جود إيرد" الذي استغل الفرصة ليرسي حجر أساس خزان أسوان.

ويتمتع المطعم بطابع أندلسي فريد، ذي قبة ترتفع على الأرض بنحو 57 قدما، والعواميد مستوحاة من مدفن السلطان قلاوون بالقاهرة، أما الزخارف فمستوحاة من جامع ابن طولون في القاهرة أيضا وصمم المطعم ليستوعب 200 ضيف، كما يضم مكانا غير مرئي مخصص للأوركسترا.

ويقول عبد الناصر صابر نقيب المرشدين السابق بأن ما لا يعرفه الكثيرون بان مطعم 1902 بفندق أولد كتراكت يُعد من أعرق وأشهر عشرة مطاعم فى العالم والمطعم يقدم بإحترافية المطبخ الفرنسى والعثمانى والشامى وبالطبع المصرى.

وأضاف "حضر افتتاح المطعم عام 1902 الخديوي عباس حلمي الثاني حاكم مصر"، موضحا بان مشاهير العالم على مر أكثر من مائة عام تناولوا طعامهم في مطعم 1902 مثل الملك فاروق وونستون تشرشل وقيصر روسيا نيكولا الثانى بالإضافة إلى الأغاخان والبيجوم حيث أقام هناك للتداوى من مرض الروماتيزم الذى أعاقه عن الحركة فجاء إلى أسوان على كرسى متحرك وبعد عدة زيارات لأسوان والدفن فى رمال غربها عاد لبلاده ماشيا على قدميه.

ويضيف أما الرئيس الفرنسى ميتران فكانت له رحلة سنوية إلى أسوان فى الشتاء ولم يكن يقيم إلا فى الأولد كتراكت وغيرهم كثير من مشاهير العالم الذين يأتون فى بعض الأحيان بأسماء مستعارة تجنبًا للإزعاج كما حكت له إحدى الأميرات.

وتابع بان الخدمة فى المطعم وفى كل الفندق تتجاوز السبع نجوم وقد تعلمت الكثير فى فنون السياحة والضيافة والتعامل مع السائحين من شخصية عظيمة وهو مسيو ريتسس وهو يونانى مصرى وكان مديرا للأولد كتراكت ثم ونتر بالاس بالأقصر ثم كليهما.

وأضاف بأن مستوى الخدمة فى كتراكت في منتهي الرقي فالتعامل بين أفراد طاقم الضيافة بين بعضهم البعض بلغة العيون وبالهمس وبكل إحترام للضيف مع عزة نفس وإحترام للذات يتميز بها أبناء أسوان.

ونصح عبد الناصر زائري أسوان فى الشتاء وحتى وإن لم يسعدهم الحظ بالإقامة فى الكتراكت فمن الممكن تناول طعام العشاء فى.1902

وقال محمد ربيع الحبري مدير باخرة سياحية بأسوان بأنه عاصر من خلال عمله مؤتمر مكتبة اسكندرية بفندق اولد كتراكت عام 1990 وكان المؤتمر برئاسة سوزان مبارك واستمر لمدة 4 ايام وحضر المؤتمر الشيخ زايد والملكة صوفيا والملكة نور والسلطان قابوس وجريس كيلي اميرة موناكو واقامت في جناح اجاثا كرستي ومن السعودية الامير ترك بن عبد العزيز وولي عهد الكويت وقتها ومعمر القذافي وكان معه 6 فتيات أفارقة يقمون بحراسته.

وأضاف بأن معمر القذافي لم يقيم في الفندق ولكنه اقام في خيمة في الحديقة وطلب ناقة بكر وكان يفطر من لبنها كل صباح.

وتابع مكان من الحاضرين في ختام المؤتمر الرئيس الفرنسي "فرانسوا ميتران".

موضحا سبب زيارة الرئيس الفرنسي " فرانسوا ميتران " آخر سته اعوام قبل وفاته في 8 يناير 1996 إلي أسوان مرضه بسرطان الرئه فنصحه الاطباء الفرنسيون بالنقاهه في الشتاء بالذات وفي اسوان لجفاف جوها وكان حضوره دائما منتصف ديسمبر وقبل الكريسماس وبعد اعياد الميلاد وسمي التراس الكبير " البلكونة " الشهيرة في منتصف هوتيل اولد كتراكت باسمه ويضيف الحبري بأنه كان طاقم العمل وقتها من أبناء النوبة وكانوا مدرسة في تعليم أصول الضيافة، لافتا إلي أن بهو المطعم يضم الفضيات والأوني التي كان يقدم فيها الطعام للمك فؤاد وابنه الملك فاروق.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً