اعلان

زاهي حواس: جميع آثار المطرية "مكسرة".. واللوادر كانت ضرورية لاستخراج رمسيس" (حوار)

الدكتور زاهى حواس

دافع الدكتور زاهي حواس، وزير الأثار الأسبق عن الأثريين "أصحاب الكشف عن تمثال رمسيس الثاني بالمطرية" بحكم أنه سبق له العمل في هذه المنطقة وعلى معرفة تامة بالصعوبات التي تواجه كل من يبحث عن القطع الأثرية هناك، إلا أنه لم ينكر وقوع العديد من الأخطاء خلال عملية رفع تمثال رمسيس الثاني.

كما كشف من خلال حواره لـ"أهل مصر" أسرار منطقة المطرية التي تجعل أجواء العمل شديدة الصعوبة والخطورة فيها وإلى نص الحوار..

ما تعليقك على طريقة استخراج الأثار في المطرية؟

أريد التأكيد أن أي عمل أثري لابد أن يحدث فيه أخطاء، منطقة المطرية يوجد فيها ألاف المساكن التي يوجد أسفلها أثار، بينما القطع الأثرية تقع تحت الماء بمترين، نحن نطلق عليها "حفائر إنقاذ"، أرفض الهجوم على الأثريين الذين يعملون بمنطقة المطرية، وأرفض من يتحدث بجهل عن أن هناك طبقات خرجت من الحفائر نتيجة اخراجها بهذه الطريقة، سمعنا الكثير من الروايات الغير حقيقية خلال الأيام الماضية.

هل كان لك سابق تجربة في البحث عن الأثار في منطقة المطرية؟

بكل تأكيد.. لقد عثرت على مقبرتين تحت المياه في هذه المنطقة، وكنا نستخدم ماكينات لسحب المياة لكننا نتفاجأ بأنها تعود من جديد، لم يكن هناك حل إلا استخدام المعدات الثقيلة، وبحكم أنني على معرفة تامة بكل تفاصيل منطقة سوق الخميس بحكم العمل الذي أديته هناك، حيث حفرت في المنطقة وأخرجت بقايا معابد رمسيس الثاني وتحتمس الثالث وإخناتون.

ما الصعوبات التي واجهتها البعثة المكلفة باستخراج الأثار من المنطقة بوجهة نظركم؟

وقعت مصيبة في سوق المطريقة عام 2012، وذلك عندما تم بناء سوبر ماركت أربعة أدوار، وهو ما أثر على المنطقة، فلابد من استخراج الأثار باستخدام اللودر والمعدات الثقيلة، ومن المفترض أن يكون هناك حذر أكثر من جانب البعثة، والأخطاء التي وقعت أنهم لم يصنعوا حيز أمام المنطقة لإبعاد المواطنين، ولم يحافظوا على رأس التمثال خلال عملية رفعه.

لماذا تدافع عن المشرفين على هذه العملية؟

لا يمكن أن ينكر أحد أن ما فعلوه يمثل أكبر دعاية لمصر على مستوى العالم، الجميع الأن يتحدث عن الكشف، لا يجب أن نسلط الضوء على الأخطاء، دعنا نشير إلى أن الأخطاء تقع في كل مكان وزمان، وأنا الوحيد الذي قمت بالحفر في منطقة المطرية وبالتالي أعرف طبيعتها، فمن يعمل هناك يتعرض لمياة جوفية غير عادية، فإذا كان قد وقع خطأ بسيط في عملية النقل، فإنه ليس من المنطقي إهدار الدور الذي قام به المشرفين عى المهمة، أعرف أنه كان يجب ربط رأس التمثال بالأحبال، وكان يجب ألا تلمس شوكة اللودر رأس التمثال، لكن هذا الكشف جاء في وقت دفع العالم كله للحديث عنه والاهتمام به، لم ينكر مسؤول واحد في وزارة الأثار بوقوع أخطاء، كما أكد الدكتور خالد العناني وزير الأثار بأنه سيحاسب المخطئين، لكن لا يمكن أن ننكر أنه منذ 6 سنوات لم يحث كشف مثل هذا، وكان الوقت مناسب، حيث جاء ميسي وويل سميث وغيرهما من النجوم لزيارة مصر، هذا الكشف سيعيد السياحة إلينا مرة أخرى.

هل تؤيد وجهة النظر التي تطالب بإيجاد سكن بديل لأهالي المنطقة التي يوجد فيها هذه الأثار للحفاظ على التاريخ؟

لا يمكن حدوث ذلك، حيث أننا نتحدث عن ألاف الأسر، هذا مشروع تهجيري تكلف الدولة ملايين الدولارات، يوجد قانون يسمح للدولة بمراقبة كل من يهدم منزله، لقد أخرجنا من أرض المحامين مقبرة من الأسرة 26، كما أخرجنا من أسفل منطقة فيلات مقابر من أسفل المياة، أخرجنا معابد من سوق الخميس، كل ما يمكن التأكيد عليه أن هذه هي حالة المطرية، لا يمكن أن نفعل شىء أكثر من ذلك، أتحدث عن معرفة لأنني سبق لي الحفر في هذه المنطقة، وأخرجت مقبرتين وبقايا معادن، وأعرف طبيعة المنطقة، أعترف بوجد أخطاء مثل وضع بطانية على رأس التمثال، وهذا لا يصح، كما تركوها بدون حراسة، وأخرجوها بشوكة الكراكة، لكن لا ننكر أن هذا الكشف "قالب الدنيا" ونحن هنا نهاجم الوزارة.

هل ترفض موقف البرلمان الذي يتجه لاستدعاء وزير الأثار بسبب هذه الواقعة؟

لا أفهم ما الذي يدفعهم للقيام بذلك، أي كشف ضخم في العالم يكون تحت المياة لابد وأن يقع فيه أخطاء، لا يمكن أن يخرج بدون أي مشكلة، لكن لم تؤثر كل هذه الأخطاء على التمثال، هذه أخطاء غبية، ولم يركز فيها الأثريين، لم يحدث تشويه للأثار المصرية كما يتحدثون، الرأس طلعت سليمة والجسم سيخرج غدًا بوزن 7 أطنان، لقد تواصلت معهم وأخبرتهم بوجود أخطاء، لكن أؤكد أن حفائر الغنقاذ في أي مكان وزمان لابد أن يخلف أخطاء، نحن نخرج رأس تمثال من مسافة 2 متر تحت المياة.

لماذا خرج التمثال كأجزاء منفصلة؟

جميع الأثار التي أخرجتها من هذه المنطقة لم تكن سليمة، كان يتم تكسير الأثار في نهاية العصر الروماني، وفي بداية العصر المسيحي كانت تقوم بتكسير التماثيل باعتبارها من الأوثان، هناك أدلة علمية تؤكد ذلك، وما أتحدث فيه لا يعد تقليلًا من المسيحيين لكنهم كانوا ينظرون لهذه التماثيل على أنها وثنية، أخرجت ثلاثة معابد من هذه المنطقة لا يوجد فيها تمثال واحد كامل.

ما الفترة التي يستغرقها فريق العمل للعثور على بقية أجزاء التمثال؟

لابد أن تستغرق وقت طويل، لأن القطع تحت المياة ويتم استخدام ماكينات لشفط المياة لكنها تعود مرة أخرى، أخرجت مقبرة من المياة عملية صعبة جدا والرجل الأثري الألماني على مستوى عالي أخطأ وكلنا أخطأنا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً