اعلان

المائدة المستديرة.. المستقبل والمصالح المشتركة بين مصر والصين (صور)

المائدة المستديرة
المائدة المستديرة

شهدت قاعة المجلس الأعلى للثقافة، مناقشات المائدة المستديرة والتي عُقدت في إطار الملتقى الدولي لبحث العلاقات المصرية الصينية عبر العصور.

رأس الجلسة الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وأدارها مقرر الملتقى الدكتور خلف الميرى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ورئيس قسم التاريخ السابق بكلية الأداب جامعة عين شمس، بحضور المستشارة الثقافية د. تشين دونغ يون، ومقررة لجنة التاريخ بالمجلس د. زبيدة عطا أستاذ العصور الوسطى وعميدة كلية الآداب بجامعة حلوان سابقًا، وبعض أعضاء لجنة التاريخ بالمجلس، بالإضافة للمشاركين فى الملتقى من الجانبين المصري والصيني، ومجموعة من المترجمين والباحثين، والمهتمين بالشأن الثقافي.

القيادة للدول ذات الحضارات العميقة

أوضح " د. عصام شرف " أنَّ العالم أمامه طريقين: الاستمرار في طريق العولمة المتوحش، أو النظر إلى تنوع الحضارات، مؤكدًا أحقية القيادة للدول ذات الحضارات العميقة مثل مصر والصين، موضحًا أهمية البُعد الثقافي في إستعادة الريادة.

وأشاد شرف، بدور الدبلوماسية الصينية، والتي تعتمد على عدم التدخل في الشئون الداخلية للبلاد، كما تعتمد العولمة الجديدة ذلك النهج، مطالبًا بضرورة تأجيل الخلافات وتعظيم المشترك، موضحًا أنَّ السياسة الصينية تؤمن بمفهوم الفوز المشترك، وعلينا تخطي الفجوات التنموية والربط بين الثقافات.

تقارب الرؤية وصدق النية

أشارت " د. تشين دي يونغ ( المستشارة الثقافية) " إلى أنَّ الرئيس الصيني قد أطلق العديد من المبادرات لأجل التعاون المشترك، وأبدت إعجابها بكلمة الدكتور عصام شرف، موضحةً أن الصين وجدت صعوبات في تفسير وضعها للعالم بصورة سهلة، ولمحت إلى أن العالم مؤمن بأن هناك حرب بين الصين وأمريكا، وأكدت على تقارب الرؤية وصدق النية في العلاقات بين الجانبين المصري والصيني.

الاستثمار ومشاريع التعاون بين البلدين

ورأى " د. تشانغ هونغ (عمار) " أنَّ الصين في حاجة إلى الاستثمار في مجالات توليد الكهرباء والطاقة النووية والبنية التحتية والصناعات الثقيلة والخفيفة، مشيرًا إلى أن الصين لم تجد تشجيعًا كافيًا من الجانب المصري في مجالات الاستثمار، بخلاف ما وجده من السودان في مؤتمر التعدين الدولي، إذ أنَّ مصر تمتلك كثيرًا من المعادن لم يتم استثمارها على النحو الأمثل.

وطالب " د.عمار " بإزاحة الحواجز من أجل تعميق العلاقات، وإيجاد الوسائل اللازمة للوصول إلى المعرفة، مؤكدًا على أهمية مشاريع الترجمة وعدم اقتصار التواصل بين البلدين على الجانب السياحي فقط، وخلق فرص للمعايشة مع السكان المحليين.

التواصل من خلال المعاني

عَلَّق " د.عصام شرف" على كلمة "د. عمار" قائلًا: نحتاج تسويق للعلاقة المصرية الصينية، وأحلم بعالم الشعوب من خلال تفعيل دور المجتمع المدني، فالعالم عبارة عن أشخاص وأشياء ومعاني، والتواصل دائمًا يحدث من خلال المعاني، كما أن المستقبل ليس زمنًا منتظمًا، ولكن واقع نصنعه بإختيار الأصلح والجيد من البلدان الصديقة.

أهمية التعاون مع الصين على المستوى التنموي

انتقدت مقررة لجنة التاريخ " د. زبيدة محمد عطا " فكرة " التصين " أو الإغراق التجاري الصيني، وطالبت بضرورة التعاون مع الصين في الجانب التنموي وليس الجانب التجاري الاستهلاكي، مشيدةً بتجربة التجميع التي قام بها " ماو " إبان الثورة الصينية عام 1945م.

وعَقَّب " د.عصام شرف" على كلمة "د. زبيدة" قائلًا: فلسفة الصين تغيرت في السنوات الأخيرة، ويبقى أن يسمح المناخ هنا بالتعاون، لأن شركات عديدة على استعداد لإنشاء خطوط إنتاج في مصر.

الصين مجتمع متواصل مع تاريخه

أكد السفير المصري في الصين " د. محمود عَلام " على أهمية الفهم المشترك بين البلدين، وأنَّ العالم الجديد لا يمكن أن تغيب عنه الحضارات الأم مثل الحضارتين الصينية والمصرية، كما أشاد بــ " الواقعية والتعامل مع الواقع " كأحد الرواسخ في الثقافة الصينية.

وأضح أنَّ الصعود الصيني بقوة جاء بعد تدمير الإنجليز للقصر الصيفي عام 1860م، لأن الفكر الصيني قائم على حقيقة الهوية وليس فكرًا تكتيكيًا.

وطالب " د. محمود " بضرورة صنع أدوات التواصل الفكري، والعمل على قضايا محددة بين البلدين، والتركيز على ما بيننا من صفات مشتركة، انطلاقًا من أهمية التحاور بين دول الشرق.

أمهات الكتب والحضارة المترسخة

دعت " د. تسو لان فانغ (هادية) " إلى المزيد من الترجمة المتبادلة بين الصين ومصر، بخاصة ترجمة أمهات الكتب، وأهمية توثيق حقوق الملكية الفكرية للأعمال المترجمة بين البلدين، والبحث في أدب الحضارات الإنسانية العميقة.

لجنة للترجمة عن الحضارة الصينية

وحثَّ مدرس اللغة الصينية بكلية الالسن جامعة عين شمس " الدكتور محسن فرجانى " على وجوب تخصيص لجنة أو قسم تابع للمركز القومي للترجمة يقوم بالترجمة المباشرة عن الصينية، حتى لا يضطر الباحثين إلى الإعتماد على المكتبة الغربية، لأن كثيرًا من المراجع تحتاج إلى المراجعة.

وأوضح أنَّ " نجيب محفوظ " تُرجم إلى الصين قبل حصوله على " نوبل"، ومن الأهمية وجود مشروع يضم المترجمين ومؤسسات تهتم بالفكر الصيني.

الكهانة عائق أمام بحث أسرار الكون

أوضحت " د. شيو وان (ريما) " أنَّ الثقافة الصينية دعامة في بناء العالم الجديد، كما تنطبق الحكمة كرياضة للنفس على بلاد كثيرة منها مصر، وأنَّ المناقشات حول تاريخ البلدين برهانًا على وجود العلاقات التبادلية، إلا أن الكهانة – بحسب تعبيرها – تعتبر عائقًا أمام البحث في أسرار الكون والحياة.

الاستثمار الصيني في الصعيد

وأشار " د. صلاح سليم طايع " إلى دور السفارتين المصرية والصينية في فك الحصار الإقتصادي، وأنَّ توجه رؤوس الأموال الصينية نحو صعيد مصر.

وأوصى عدد من الأساتذة المشاركين بأهمية الدراسات العلمية سبيلًا للمعرفة بين البلدين، فالصين لديها 70 جامعة تدرس اللغة العربية، كما أنَّ الصين قدَّمت نموذجًا على تآلف الثقافات، بينما أوضح آخرون أنَّ مصر لم تحصل سوى على 65 مليون دولار فقط من جملة الاستثمارات التي وجهتها الصين نحو العالم، وهذا ما جعل كلا البلدين يتجهان نحو الغرب، مؤكدين على ضرورة حل مشاكل الجمارك وقانون عدم الاستثمار.

وأشاد الكاتب " هشام العربي " بالرشاقة اللغوية والجسدية – بحسب تعبيره – للوفد الصيني.

جدير بالذكر أنَّه على هامش الملتقى قدَّم المجلس الأعلى للثقافة خصم 50 % على جميع إصداراته من الكتب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً