اعلان

عشوائيات وانفلات أمني.. أهالى "الرويسات" بشرم الشيخ يروون معاناتهم

أهالى الرويسات بشرم الشيخ

شرم الشيخ لها وجهان وجه جمالى وحضارى يعرفة جميع المسئولين فى مصر والسائحين على مستوى العالم، أما الوجه الآخر لا يعرفه الغالبية العظمى، فالوجه الآخر لشرم الشيخ هى منطقة الرويسات التى يطلق عليها "المنطقة الخطرة" وتنقسم إلى ثلاث مناطق هي المنطقة السكنية، والمنطقة الصناعية، ومنطقة الخردة. 

تحوم الشبهات حول المنطقة السكنية حيث انتشار العشوائيات بصورة مخيفة عقب الانفلات الأمنى فى 2011. أما المنطقة الصناعية الأكثر أمانا لأنها منطقة ورش ومحلات وكل ما يهم الصناعة بشرم الشيخ ومتطلبات الفنادق، والمنطقة الثالثة هي منطقة الخردة فهى فى حضن الجبل وتبعد حوالى 3 كيلو عن المنطقة السكنية، وكل المقيمين بها يعملون بفرز وجمع وبيع الخردة.

معاناة تجار الخردة يقطن منطقة الرويسات العشوائية آلاف الأسر فى منظر غير حضارى عبارة عن عشش ومبانى مخالفة وسرقة تيار كهرباء والتعدى على أراضي الدولة والإقامة بطريقة غير مشروعة وإزلات يوميا تسفر عن تشريد بعض الأسر المخالفة.

فهذه المنطقة مأوى للخارجين عن القانون، مباحث شرم الشيخ يوميا تنظم حملات للتطهير والقبض على العشرات من الخطرين من تجار المخدرات والهاربين من أحكام قضائية.

أما منطقة الخردة فهى الأكثر أمانا لأن من يعملون بها معلومون تماما لرجال الأمن، أما منطقة الرويسات ومنطقة الخردة تمثلان الوجه الآخر لشرم الشيخ. 

فهذه المدينة الجميلة التى يعرفها العالم كله بأنها مدينة السلام والجمال لم يرى الوجه الآخر للمدينة، فالمسئولون فى وادى وسكان هذه المنطقة فى واد آخر، بالرغم من أن تجار الخردة والعاملين بها معلومون لدى الجهات الأمنية ومتحرى عنهم وجميعهم تحت أعين رجال المباحث والمعروف عنهم انتمائهم وحبهم لبلدهم ودائما حائط صدى قوى لأى معتدى يحاول الدخول لشرم الشيخ عن طريق الجبل إلاّ أنهم مهمشين ليس لهم صوت ولا يجدون من يتحدث عنهم أو يحل مشاكلهم.

استغاثات عديدة أرسلها المقيمين والعاملين في منطقة الخردة إلى محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة واللواء محمود السولية رئيس مدينة شرم الشيخ يطالبون بالنظر إليهم وتلبية مطالبهم والحصول على أبسط حقوقهم والعيش حياة كريمة مثل كل البشر.

أطلق كل من صلاح أبوضيف، ومحمد غنيم، ومحمود كفاية، وخفاجة، وناصر عبدالفتاح، وعبدالملك، ومحفوظ سلامة، وخالد الشرشابى،وعادل أبو حسن العديد من الصرخات المدوية إلى كافة المسئولين لعل وعسى أن ينصفهم أى مسئول في مصر. 

العاملون في تجارة وفرز وجمع الخردة دفعت الظروف العديد منهم لترك أسرهم ومنازلهم والعمل بهذه المهنه بعد أن ضاقت بهم سبل الحياة ورفضوا الانتظار فى طابور العاطلين أو تراب الميرى فمعظم العاملين بهذه المهنة حاصلين على مؤهلات مختلفة، ودفعت الظروف أحد زوجات تاجر الخردة إلى الإقامة معه بالجبل منذ 20عاما وتتولى رئاسة مخزن الخردة ولم تمنعها ظروف العمل من تربية أبنائها أفضل تربية وحصلو على المراكز الأولى فى مراحل التعليم المختلفة.

"محمود كفاية" كبير تجار الخردة بشرم الشيخ يقول: "أقيم بأسرتى منذ 20عاما وأولادى بالتعليم ومن أوائل المدارس بشرم الشيخ وابنتى الكبرى بكلية حقوق الزقازيق وزوجتى حاصلة على معهد فنى تجارى وتقيم معى بعد زواجنا بعام واحد ومشاكلنا بسيطة جدا، تتلخص فى عدم الاعتراف بنا أو الاهتمام بمشاكلنا، ومشاكلنا تتلخص في عدم تركيب عدادات كهرباء وتوصيل المياه ورصف الطريق، تقنين الأوضاع. 

يضيف كفاية: "هذه المشاكل تؤرقنا وتجعل من حياتنا صعبة بالجبل، ونحن مجموعة نقيم منذ أكثر من عشرين سنة فى هذه المنطقة وتسمى منطقة الخردة وكنا لا نزيد عن 10 تجار ومعرفين بالاسم لكل جهات الأمن.

ويتابع "كفاية" حديثه لبوابة "أهل مصر": "بعد الثورة والانفلات الأمنى أصبحت مهنة تجارة الخردة مهنة اللي ملوش مهنة وللأسف زاد عدد التجار تقريبا إلى 50 تاجرا يقيمون بمنطقة الخردة منهم من يقيم بأسرته إقامة كاملة وأنا منهم ومنهم من يقيم مع العاملين بدون أسرته". 

وأوضح "كفاية: "إننا نقيم فى منطقة عشوائية إلا أن المسئولين اعتبرونا من كوكب تانى وحياة ثانية، حياتنا كلها عمل وتعب وناس "أرزاقية" ولم يتم توصيل المرافق إلينا بالرغم من أننى أقيم منذ 20 عاما تقريبا بهذه المنطقة". 

وأكد كفاية أن منطقة الخردة منطقة جبلية وعرة الحياة فيها مرار، بدون خدمات صعبة جدا بعيدة عن الكتلة السكنية ورغم ذلك أقمنا عليها مخازن لفرز وبيع الخردة منذ سنوات عديدة، ولا نمثل أى مشكلة للجهات الأمنية. 

وتابع الحاج "محمود كفاية" أقام مجلس مدينة شرم الشيخ العديد من القضايا على كل التجار وأنا منهم فقد تم إقامة ثلاث قضايا ضدى وحصلت فيها على البراءة فى عام 2009 و2010، 2011 وحتى الآن لم يتم تقنين وضعى والمساحة التى حصلت فيها على البراءة "ثلاثة آلاف متر"، وأنشأت شركة لتجارة الأدوات المستعملة وسجل تجارى وبطاقة ضريبية.

وعن وصف المنطقة بأنها مأوى للإرهاب قال الحاج محمود كفاية: "مين قال كدا كل عامل فى هذه المنطقة وكل تاجر معلوم تماما لرجال الأمن وهناك مرور شبه دورى عليهم ونحن لا نسمح لأى أحد أن يقيم بهذه المنطقة دون الإبلاغ عنه، وأن يكون له ملف لدى رجال الأمن فكل من يعمل فى مهنة الخردة تحركاته مرصودة ومعلومة لرجال الأمن". 

وأضاف: "نفسنا فى التقنين حيث جاء قرار من رئيس الوزراء لواضعى اليد قبل 2012 فرحنا بهذا القرار إلا أن رئيس المدينة رفض تقنين أوضاعنا بحجة أن شرم الشيخ تم استثناؤها من قرار رئيس الوزراء ورئيس المدينة يتعنت ويرفض تقنين أوضاعنا بالرغم من حصولى على حكم محكمة بالبراءة وعلى المحافظة تقنين وضعى إلا أن حكم المحكمة لم ينفذ حتى الآن؟.

مجدى محمد سعد 35 سنة يقول: "أعمل فى مهنة الخردة منذ عشر سنوات ونحن أربعة سائقين و9 بنات ولدى شقيق حاصل على ليسانس شريعة وقانون ولم يجد فرصة عمل فعمل سائق فى تجارة الخردة ولدينا 9 شقيقات وأقيم بشرم الشيخ ولم أحصل على أى شىء من المحافظة فلجأت إلى العمل سائق فى مهنة الخردة لكى أساعد والدى فى تربية شقيقاتى التسعة". 

ويستكمل "صلاح أبو ضيف" حديثه لبوابة "أهل مصر" أنا أقدم تاجر للخردة بالرويسات وأقيم بمنطقة الخردة من 23 عاما نفسنا فى تقنين أوضاعنا ومعاملتنا معاملة آدمية ويكفى أننا نقيم فى الجبل بدون أى خدمات ومهنتنا أبا عن جد ليس لنا مهنة غيرها. 

"محمود على" حاصل على دبلوم صنايع فنى تركيبات يقول: "أعمل فى الخردة من 12عاما وأتمنى العمل فى وظيفة حكومية حتى تتغير نظرة الناس إلينا ويعتقد بعض الناس أن من يعملون بالخردة "بصمجية" فأقول لهم إن 95%ممن يعملون بالخردة مؤهلات متوسطة وفوق متوسطة وعليا".

وأتمنى من المسئولين سرعة الاستجابة للشباب بإعطائهم قطع أراضى بالجبل لعمل مشاريع لهم. 

ويقول عزت الكهربائى: "نفسى أتجوز كاتب كتابى ولم أستطع الزواج لأن مهنة الخردة غير مضمونة تعمل يوم وآخر بدون عمل وتحتاج الإنسان بصحة قوية دائما لأنها شغلة عتالة وبالرغم من إنى حاصل على دبلوم صنايع قسم كهرباء، إلا أننى لم أجد فرصة عمل، فلجأت إلى العمل فى مهنة الخردة". 

ويقول محمدعبد العزيز: أقيم بشرم الشيخ منذ16عاما وأعمل بالخردة ومتزوج ولدى 3 أبناء ونقوم بشراء متر المياه ب25جنيها من أجل التشطيف وليس الشرب وأرجو من المسئولين النظر إلينا بعين العطف. 

ياسر عبدالبديع حاصل على دبلوم زراعة يقول: أعمل فى مهنة الخردة منذ حصولى على المؤهل وأتمنى من المسئولين توفير سبل الحياة الكريمة لنا لكى نعيش مثل باقى البشر فالمعيشة فى الجبل صعبة جدا فحياتنا عمل طوال اليوم لا وقت للفسح أو الخروج وحياتنا بالجبل لا تليق بآدمية الإنسان. 

ويضيف كل من محمود أنور، ومحمد فتحى عبدالغنى، وعمرمحمد عمر، وعبدالتواب وعلى يوسف إننا نعمل فى مهنة الخردة منذ زمن طويل وأفنينا أعمارنا بهذه المهنة ونتمنى أن نحيا حياة كريمة وأن نجد فرص العمل المناسبة لأن المهنة "غير مضمونة" وعواقبها أكثر من نفعها ونقيم بالجبل فى منظر غير آدمى وغير حضارى ولا يليق بإنسانيتنا.

ويقول اللواء محمود السولية رئيس مدينة شرم الشيخ إن منطقة الرويسات اغتصبت من بعض المواطنين والخارجين عن القانون فكان لابد من إعادة هيبة الدولة وإعادة الحق إلى أصحابة ونحن مسئولين مع رجال الشرطة للحفاظ على هيبة الدولة وتنفيذ القانون وما اتخذ بالقوة كان لابد من ردة بالقوة والقانون أيضا. 

وأكد السولية إن التطور السريع الذى تشهده المدينة جعلها مطمعا لكثير من البدو وسكان الوادى من واضعى اليد على أراضى الدولة والتى يبيعونها للمستثمرين والأجانب حيث اعتاد سكان الرويسات من واضعى اليد إقامة منازلهم دون الحصول على رخصة رغم علمهم بأن هذه الطريقة غير قانونية وتعتبر تعديا على أراضى الدولة وستتم الإزالات ولن يتم توصيل المرافق للمتعدين أبدا. 

وبالفعل تم إزالة العديد من المخالفات والتعدى على أرض الدولة من أجل إقامة منطقة حضرية لـ500 وحدة سكنية على الطراز الحديث تنفذها القوات المسلحة وهناك 600 قطعة أرض يتم ترفيقها للبيع بالمزاد العلنى لأبناء منطقة الرويسات.

وعن تجار الخردة يقول السولية لا يوجد منهم مشاكل فهم يقيمون بالمنطقة الجبلية خلف معسكر الأمن المركزى ولكن هذه المنطقة تحتاج إلى وقت حتى تصلها المرافق والخدمات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً