كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية كواليس ما تم خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لواشنطن ولقائه الرئيس دونالد ترامب، بعد انتهاء الزيارة، عبر خطوات قد تكون مفاجئة يشارك فيها الرئيس لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تتضمن ممارسة ضغوط على الرئيس الإسرائيلي وتوطيد "العناق" العربي لإسرائيل.
وقالت الصحيفة في تقرير بعنوان "لقاء ترامب والسيسي.. مستشار الشرق الأوسط زار البيت الأبيض" أن الرئيس الأمريكي يسعى لتطبيق معادلة جديدة تقضي بأن على كل من يتلقى الأموال من الولايات المتحدة أن يدفع بالعملة السياسية.
وطرحت الصحيفة عدة أسئلة منها هل سيكون السيسي مستعدا لعقد قمة مشتركة مع نتنياهو؟ هل يمكن عقد قمة بمشاركة نتنياهو وعباس وملك الأردن والسيسي؟ هل الدول العربية وتحديدًا مصر والسعودية، على استعداد لصياغة مبادرة جديدة تتضمن ضم أجزاء من المستوطنات والقدس الشرقية لإسرائيل؟ هل ستوافق مصر على تدفئة علاقاتها مع إسرائيل؟ وكيف يمكن أن تساهم مصر في حل مشكلة غزة؟
وأضافت الصحيفة أن السيسي لا يحتاج تصريح خاص لدخول الولايات المتحدة، فلم تُدرج دولته في قائمة الست دول التي يُمنع مواطنيها من الحج لمكة الغرب، وهو معروف على أنه المفضل لدونالد ترامب.
و أكدت الصحيفة، أن الشرخ بدأ بين مصر والولايات المتحدة في عهد الرئيس حسني مبارك الذي تعامل بتشكك مع الرئيسين جورج بوش الابن وباراك أوباما، أما السيسي فلم يدعه أوباما أبدًا، وتطلب الأمر عامًا كاملًا حتى اعترفت الولايات المتحدة بشرعية ولاية السيسي.
وقالت الصحيفة إن السيسي لديه 3 تطلعات رئيسية من الولايات المتحدة زيادة المساعدات الاقتصادية السنوية، وزيادة المساعدات العسكرية بهدف الحرب على الإرهاب، وتصنيف الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي، ولترامب هو الآخر مطالبه حيث يسعى لتدخل مصري أكثر فاعلية لدفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ويريد ضمان أن مصر لن تتجه لروسيا وإيران.
وقالت الصحيفة إن الزيارة لواشنطن ليست فقط زيارة رسمية ودية، من النوع الذي "يغمس فيه الرئيسان البسكويت الجاف" في كأس شاي يتصاعد منه البخار، جاء السيسي لواشنطن بعد القمة العربية، التي أشرف على ما يحدث بها المبعوث الخاص لترامب جيسون جرينبلات، وبعدما تحدث ترامب مع الرئيس محمود عباس، والملك الأردني عبد الله والسعودي سلمان.
ودخل السيسي البيت الأبيض بصفته رئيسًا ومستشارًا، يريد أن يسمع منه ترامب، ليس فقط نصائح وتقديرات، بل أيضا مبادرات محتملة لدفع "الصفقة التاريخية" بين إسرائيل والفلسطينيين.
هل الدول العربية وتحديدًا مصر والسعودية، على استعداد لصياغة مبادرة جديدة تتضمن أجزاء من المستوطنات والقدس الشرقية كجزء من دولة إسرائيل؟ هل ستوافق مصر على تدفئة علاقاتها مع إسرائيل؟ وكيف يمكن أن تساهم مصر في حل مشكلة غزة؟ هذه فقط بعض المسائل الشائكة التي يتوقع أن تطرحها إدارة ترامب خلال زيارة السيسي للعاصمة الأمريكية.
زيارة السيسي هي جزء من جولة مشاورات يجريها ترامب مع زعماء من الشرق الأوسط، من شأنها أن تكشف عن خطة أمريكية أكثر تماسكا تجاه المنطقة، كتلك التي لا توقفها فقط تدابير بناء الثقة تجاه الفلسطينيين أو وقف البناء في المستوطنات.