جماعة إسلامية جديدة أعلنت عن نفسها منذ أيام، من خلال مقطعين فيديو على موقع "يوتيوب" يحمل كل منهم بيان تعريفي عن الجماعة، وأطلقت الجماعة على نفسها اسم"جماعة الصادعون بالحق"، يقودها المصري مصطفى كامل محمد، مؤسس الجماعة الجديدة، واحتوي المقطعين الذين تم بثهم على تعريف الجماعة وتاريخ انشاءها وأهدافها، وظهر بها عدد من قيادتها الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة.
وبدأ مصطفي كامل محمد، أمير جماعة الصادعون بالحق، البيان الأول بأية من سورة الأنعام "هَٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ"، ومن ثم أكمل قائلًا " نحن نعلن للجميع أننا جماعة من المسلمين، اهمها ما تراه وتسمعه في العالم، فلقد ظللنا نراقب ونعاين على مدي الأربعين عامًا الماضية، وبالتحديد منذ عام 1939هـ - 1973م، نراقب حال أمتنا التي كانت يومًا ما تنعم بدين الله، بالاسلام علمًا وتطبيقًا وسلوكًا، نراها الأن تعيش في شقاء وإنحلال اخلاق وفقر".
وحتوى الفيديو الثاني عن مفهوم التوحيد والأسلام الذي يريده الله سبحانه وتعالي من الناس هو الاستسلام الكامل، وأن إدعاء الحق في التشريع للبشر من قبل أفراد أو هيئات أو مجالس تشريعية، هو إدعاء الألوهية، التي هي حق الله وحده، وهذا هو مدلول الدين".
واختارت الجماعة اسم "الصادعون بالحق" لانه مستوحى من المرحلة الجديدة التي دخلت فيها، وهي مرحلة الصدع بالحق، وتعني الجهر بالحق والاستعداد لتحمل تبعاته مهما كانت، والاسم مأخوذ من المرحلة الثانية لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم حين قرر الصدوع بالحق.
أوضح الموقع الإخباري صومالي تايمز، أن التسجيلات التي بثتها الجماعة من خلال اليوتيوب، تعالج واقع بعيد كل البعد عن الإسلام وقبول أحكامه والعبودية لرب العالمين، فالتوصيف الحالي للمجتمع المستهدف هو أنه مجتمع اختار تشريعات الطواغيت الذين يحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله، وهذا المجتمع يختار الهيئات والبرلمانات التي تضع الدساتير، وتترك شرع الله القويم وهذا يتناقض مناقضة صريحة مع ادعائها للاسلام، ولن يكونوا مسلمين إلا بالتبرؤ من كل ما هم فيه وإعلان عبوديتهم لله من جديد، فإذا فعلت الأمة ذلك فقد خطت الخطوة الأولى للنجاة من شقاوة الدنيا والآخرة.
وأوضح الموقع أنه يبدو أن السبب الرئيس في اختيار توقيت الظهور هو المعاناة من صراع في البقاء، فقد بقيت فترة طويلة في الخفاء والتستر مما جعلها عديمة الفاعلية، ضعيفة التأثير، آيلة للسقوط والاضمحلال، وهذا الاختيار وإن كان يضعها في موضع المواجهة والابتلاء الا أنه يكسبها حضورا، ويبث في كيانها الحيوية، ويضعها أمام التحدي الحقيقي، وخصوصا في مصر حيث قبضة النظام الحقيقية.
وأشار الموقع ايضًا إلى أن البيان المرفوع على اليوتيوب يحتوى على أسماء العديد من الشخصيات القيادية التي تظهر وأكثرها مصرية فأمير الجماعة هو المصري، مصطفى كامل محمد، الى جانب العديد من الشخصيات ومن حيث الجنسيات التي ظهرت في تسجيل الاعلان فقد تألفت من أربع جنسيات: مصريون وهم الأكثرية وليبيا والصومال والكويت، ويبدو أن ثمة تنسيقا واتصالا قويا تبلور في مراحل سابقة بشكل متدرج انتهى بشكله الحالي وهو الاتفاق على تدشين المرحلة الجديدة رغم تبعاتها الأمنية.
وبالنسبة للشخصيات الصومالية التي ظهرت أسماؤها في التسجيل، الدكتور عثمان عبد الله روبله قيادي من حركة الأهلي في السبعينات وهو أكاديمي معروف، وينتمي الى قبيلة أبغال المشهورة، والشيخ محمد عبدي من مواليد 1958، رجل أعمال مثقف من نشطاء الجماعة القدماء، وينتمي الى المجيرتين عمر محمود.
وعلى صعيد متصل أكد عمرو علي، الخبير السياسي، في تصريح خاص لـ " أهل مصر" أن ظهور جماعة تدعي أنها تحارب التطرف وتدعو للرجوع إلى الأسلام مرة أخرى، ما هو إلا لفت انتباه إلى الجماعات الإسلامية التي تحاول أن تُحيي نفسها مرة أخري بعد ما حدث في لقاء القمة بين السيسي ونظيره الأمريكي ترامب، بخصوص الاتفاق على السعي في طريق محاربة الأرهاب الذي يدعي أنه يدعو للدين الإسلامي.
وأوضح أن مصر عليها أن تتخذ الإجراءات الأمنية المشددة حتى لا تؤثر عليها هذه الجماعة، مهما كان تأثيرها بسيط، وطالب بضرورة معرفة المنضمين إلى الجماعة وعدم السماح لهم باتخاذ أى موقف داخل مصر.
وطالب علي بضرورة عمل حملات توعية بخطورة هذه الجماعات المتطرفة، حتى لا يقع الشباب في الفخ، ويقنع بالتطرف الذي يدعون له.
ومن جانبه أوضح طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، في تصريح خاص، أن الفيديوهات التى تم بثها على موقع اليوتيوب من جانب جماعة الصادعون بالحق، لا تشكل أى أخطار على مصر أو الدول العربية، نظرًا لأن الجماعة مقامة منذ أكثر من 40 عامًا دون أن يدري بها أحد من الدول العربية، أو حتى أعلنت من قبل ما هو هدفها وسياستها.
وأشار إلى أن هذه الجماعة أوشكت على السقوط، حيث ظهر ذلك من عرض تاريخ الجماعة في الفيديوهات، وهذا ما أدى بها إلى الظهور في النور، بعد مرور فترة لا يستهان بها من التخفي والخوف من الاختلاط بالمجتمع أو بث رسالتهم وهدفهم، موضحًا أن الجماعة ستحظى بهجوم شديد من جانب الشعوب التي دفعت أرواح مواطنيها ثمن القضاء على الإرهاب، ولن يسمحوا بانتشاره مرة أخرى.