كشفت صحيفة economist عن انتشار الجيش الإماراتي في إريتريا لهدف أكبر من مجرد مهمة قصيرة المدى دعماً للعمليات في البحر الأحمر.
ووفقاً للصحيفة فيبدو أن الإمارات تبني مهبطاً للطائرات على جزيرة ميون أو بريم، وهي جزيرة بركانية داخل حدود اليمن تقع في ممرٍ مائي بين إريتريا وجيبوتي في مدخل مضيق باب المندب الإستراتيجي.
ويربط هذا المضيق، الذي يبلغ عرضه 16 كيلومتراً عند أضيق نقطة، البحر الأحمر وقناة السويس بخليج عدن ثم بالبحر الهندي، وتمرّ عشرات السفن التجارية بهذا الطريق كل يوم.
وفي الوقت نفسه، شاركت القوات الإماراتية في هجومٍ جرى يوم التاسع والعشرين من يناير، بأوامر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقُتل في الهجوم أحد أفراد قوة العمليات الخاصة البحرية الأميركية، و30 آخرين، من ضمنهم نساء وأطفال، ومُسلحون تُقدر أعدادهم بـ14 مسلحاً.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية عمليات بناءٍ جديدة في مطارٍ كان مهجوراً، يربط ستراتفور بينها وبين الإماراتيين، بالإضافة إلى تطوير الميناء ونشر الدبابات والطائرات، بما في ذلك المقاتلات، والمروحيات، والطائرات بدون طيَّار.
وأشار تقرير سابق إلى سماح جمهورية "أرض الصومال" التي أعلنت انفصالها عن الصومال للإمارات بافتتاح قاعدة بحرية في مدينة بربرة والسماح بتحويل ميناءٍ يخدم جمهورية أرض الصومال إلى بوابةٍ للـ1000 مليون شخص من سُكَّان أسرع اقتصادات إفريقيا نمواً، إثيوبيا.
وبعد ثلاثة أسابيع، كشفت الإمارات وفقاً للصحيفة عن اتفاق آخر لاستئجار قواعد بحرية وجوية بجوارها لمدة 25 عاماً.
وإلى الشمال يُشتبه في شن الإمارات هجماتٍ جوية في ليبيا، والعمل في قاعدةٍ جوية صغيرة شرقي الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، بالقرب من الحدود المصرية.
وفي الوقت نفسه، يبقى تركيز الإمارات منصباً على الصومال؛ فقد أرسل الإماراتيون قواتهم العسكرية إلى دولة القرن الإفريقي من أجل المشاركة في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في تسعينيات القرن الماضي، بينما أنقذت وحدة مكافحة الإرهاب الإماراتية في 2011 سفينة تحمل علم الإمارات من القراصنة الصوماليين، وجرى استهداف هذه الوحدة بهجماتٍ شنها مسلحون على صلة بالقاعدة من حركة الشباب.
التوسع العسكري الإماراتي إلى الصومال ممكن أيضاً، بعد أن أبدى ترامب موافقته مؤخراً على توسيع العمليات العسكرية، بما في ذلك شن ضرباتٍ جوية أكثر عنفاً على حركة الشباب في الصومال،وبدأت الإمارات مؤخراً حملة كُبرى تستهدف جمع التبرعات من أجل المُساعدات الإنسانية هناك.
واليوم تستضيف الإمارات قواتٍ غربية في قواعدها العسكرية، من ضمنها قوات أميركية وفرنسية،ويُعتبر ميناء جبل علي في دبي أكبر مرسىً لسفن البحرية الأميركية خارج الولايات المتحدة.
قررت الإمارات في الأعوام الماضية تقوية جيشها، جزئياً بسبب مخاوف من صحوة إيرانية في المنطقة، وذلك بعد إبرام الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية ومُشاركة الجمهورية الإسلامية في حروب سوريا واليمن.