الاكتفاء الذاتي من انتاج القمح حلما راود المصريين منذ عهد ما بعد الرومان، لكن كل الحكومات المتعاقبة فشلت في تحقيق هذا الأمر، رغم مروق النيل من جنوب البلاد لشمالها، وتوافر الأرض الخصبة، ليصبح الحلم سرابا مستحيل التحقق، في المقابل خبراء الزراعة أجمعوا على أن الاكتفاء الذاتي لن يتحقق طالما بقيت مافيا استيراد الأقماح، تتحكم في ملف الاستيراد.
الحاج على رجب، نائب نقيب الفلاحين، ونقيب محافظة كفر الشيخ يشرح أن عزوف الفلاحين عن توريد القمح للدولة هذا العام، بسبب درجة النقاوة التى نص عليها القرار الوزاري، تحديد 575 جنيها لإردب القمح درجة نقاة 23.5 قيراط،لا توجد في مصر، وهو مايجعل جميع الفلاحين يبيعون للحكومة بسعر 565 جنيها فقط ، لأن طريقة الحصاد البلدي المتبعة لدى المصريين لا تصل لدرجة النقاوة العالية، وبالرغم من هذا، يعتبر القمح المصري درجة أولى لمواصفات الجودة.
الدكتور أحمد العرجاوي نائب دائرة أبوحمص بمحافظة البحيرة، يقول إن فساد توريد القمح مستمر، طالما لم تتمكن وزارة الزراعة ووزارة التموين أيضا ؛ من وقف استيراد القمح من الخارج حتى الان ، ورجوع وزير التموين على المصيلحى في قرارة بوقف استيراد القمح لصالح الشركات الخاصة من الخارج ، أثناء توريد القمح المحلى، وهو ماينذر بإغراق السوق فى مقابل القمح المحلى المصرى أو غش وخلط القمح المحلى بالمستورد أثناء التسليم بالتلاعب فى الأرصدة المقرر طرحها بشون تخزين القمح رغم إثبات الكميات بالدفاتر والأذونات.
ويؤكد العرجاوى، أنه كثيرا ما يتضامن الموظف الفاسد مع تلاعب التجار بتوريد قمح مستورد للسلع التموينية على أنه قمح محلى، وذلك من خلال استيراد كميات مناسبة من القمح قبل موسم التوريد بشهرين وتخزينه لحين فتح موسم التوريد، ويستفيد التاجر من ذلك بفارق سعر القمح المحلي عن المستورد صاحب الدرجة الثانية فى النقاوة، ليبلغ فارق السعر ما يعادل 800 جنيها، ولم تستطع وزارة التموين حل الأزمة، خاصة أنها كانت تصدر قرارا بوقف استيراد القمح قبل موسم التوريد بيومين فقط، وعندما حاول وزير التموين وقف الاستيراد هذا العام اعتباراً من أوائل أبريل وحتى انتهاء التوريد ، لم يفلح وسرعان ما رجع فى قراره ؟!
النائب رفعت داغر، عضو مجلس النواب وعضو لجنة الزراعة يعلق على الأزمة بأن رجال الأعمال المتخصصين فى استيراد القمح إلى مصر؛ يضغطون بشدة لتنفيذ عدد من الاجتماعات مع المسؤلين عن الموافقات الاستيرادية للقمح الروسى، على الرغم من إصابته بالفطريات والاريجوت.
نقلا عن العدد الورقي.