وصل ظهر اليوم الأحد، الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكويت في جولة خليجية، حيث بدأ الرئيس بزيارة الكويت، وتعقبها زيارة أخرى إلى البحرين، يلتقي خلالها الرئيس بالملك حمد بن عيسي آل خليفة.
وأجريت مراسم استقبال رسمية للرئيس السيسي في المطار الأميري بالكويت لدى وصوله إلى الكويت، بحضور أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، حيث عزفت الموسيقي السلامين الوطنين لمصر والكويت، كما صافح الرئيس وأمير الكويت حرس الشرف، وجرت مباحثات ثنائية للرئيس السيسي وأمير دولة الكويت بمطار الكويت الدولي بحضور الوفد المرافق للرئيس وكبار المسئولين بالكويت.
كما عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحاثت ثنائية مع أمير الكويت بقصر البيان، أعقبها جلسة مباحثات موسعة تضم وفد البلدين.
وفي سياق متصل قال محمد كمال، كاتب صحفي بالكويت، أن زيارة الكويت هي زيارة ضمن سلسلة زيارات يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى دول الخليخ، باعتبار أن هذه الكتلة الخليجية تمثل سند هام لمصر.
وأوضح أن هذه الزيارة تحمل أجندة سياسية واقتصادية، والأجندة السياسية تتحمور حول مناقشة أوضاع البلاد العربية مثل سوريا واليمن، بالإضافة إلى محاصرة ظاهرة الإرهاب وكيفية إيجاد حلول جذرية للقضاء على الإرهاب، سواء من ناحية التمويل أو التنظيمات، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأمور المتفق عليها من بعض قادة الدول العربية للقضاء على هذه المشكلة التي تؤرق اقتصاديات هذه الدول.
وأشار إلى أن الشق الاقتصادي يتمثل في بعض الأمور التي تربطها علاقة خاصة بين مصر والكويت، حيث أن حجم المعاملات الاقتصادية بين البلدين تقريبًا تتجاوز 12 مليار دولار.
وأوضح كمال أن هناك تعامل أو اتفاق أمني بين مصر ومجلس التعاون الخليجي، على اعتبار أن مصر لها دعم كبير في محاربة الإرهاب الذي يستولي على خيرات وثروات بعض الدول العربية، ويتم ذلك من خلال البحث عن الصيغة التوافقية لمحاصرة الأيدي الإرهابية، التي أصبحت مشكلة تؤثر على دول العالم أجمع وليس على الدول العربية فقط.
وأشار إلى أن الشبكة الدولية للتعاون، بدأها الرئيس السيسي، وهو أول من حذر من ظاهرة الإرهاب التي تطيل معظم دول العالم، عندما قال أن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم، وهذا هو ما أكده مع الرئيس الأمريكي، ومن المتوقع حدوث نفس السيناريو، في الزيارة المقبلة للرئيس الأمريكي ترامب لإقامة مناقشة مع قادة المملكة العربية السعودية أو أسرائيل، مشيرًا إلى أن الزيارة ستوضح بعض التوجهات التي ستسير بها الولايات المتحدة تجاه بعض الدول التي تمول الإرهاب.
ومن جانبه قال السفير أشرف حربي، مستشار مركز الخليج للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الزيارة جاءت في وقت هام جدًا، نظرًا لما تشهده الساحة العربية والشرق الأوسط بصفة عامة، سواء على الصعيد الأمني وهو الإرهاب، أو السياسي وهو النزاعات والمشاكل التي تواجه دول هامة في المنطقة وعلى رأسها سوريا وليبيا واليمن.
وأشار إلى أن التنسيق العربي المشترك، والتشاور السياسي الذي كانت مصر إلى حد ما خلال السنوات الأخيرة تتصدر الصورة، وذلك يرجع إلى النشاط الذي قام به الرئيس السيسي من جولات وزيارات، سواء إلى دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها السعودية والإمارات والكويت والبحرين، إلى جانب استقبال مصر لرؤساء وملوك وأمراء هذه الدول لمتابعة التعاون المشترك فيما بينهم.
وأوضح أن التشارو السياسي في هذه المرحلة هام جدًا، نظرًا لوجود تدخلات خارجية خاصةً من بعض دول الجوار مثل إيران، التي تظهر تدخلاتها واضحة في اليمن وسوريا، بالإضافة لتدخلها في الشأن البحريني، إلى جانب وجود المحور الجديد التي كانت تركيا ترغب في إقامته، ولكن تم كشفها في العام الماضي، عندما ظهر النزاع السوري.
وعلى صعيد آخر قال الشيخ محمد عبد الله الصباح، وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الكويتي، إن الشعب الكويتي يرحب بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مضيفًا أن الجميع ينظر إلى مصر على أنها قلب الأمة العربية.
وأوضح أن زيارة السيسي للكويت تأتي في ظل ظروف عربية وإقليمية دقيقة وبالغة الصعوبة، تتطلب منا جميعًا النظر إلي مصلحة البلاد العليا وصالح الشعبيين الشقيقين اللذين تربط بينهما وشائج الدم والقربة وعلاقات متينة ضاربة بجذورها عبر تاريخ مشترك من العطاء المتبادل٬ والتآزر والتلاحم بين شعبينا الشقيقين.
وأكد أن العلاقات بين الكويت ومصر علاقات تاريخية وطيدة وكانت دائما نموذجا لعلاقات الأخوة ووحدة المصير بين الأشقاء العرب وتميزها أجواء من الأخوة الحقيقية والتفاهم والحرص المشترك على دعم تلك العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتطويرها وستظل علامة مضيئة للتعاون العربي٬ لافًتا إلي أنها راسخة ومتجذرة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي وهي تزداد رسوخًا كل عام.
وأوضح وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الكويتى أن الزيارة لها أهداف على المستوى السياسي، من خلال قيادتي البلدين تحرصان على أن تكون العلاقة بين البلدين والشعبين على أعلى مستوى من التنسيق والتفاهم والتعاون، ودليل على ذلك مئات الزيارات المتبادلة بين المسئولين في البلدين والتي تستهدف دائما إبقاء شعلة العلاقات القوية متقدة ومضيئة٬ كما أن مواقف البلدين في جميع المحافل العربية والإسلامية والدولية متجانسة ومتطابقة وواضحة وشفافة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
