فشلت دعوة أخرى للتظاهر في السعودية، بتحقيق أي وجود على الأرض بأي من مناطق المملكة، لتضع مزيداً من الأسئلة التي يبحث السعوديون بشكل كبير عن إجابات لها، حول من يقف خلف تلك الدعوات في بلد لا يبدي أبناؤه أي استجابة.
وحددت آخر دعوة للتظاهر في السعودية الجمعة، موعداً للتجمع أمام عدة مساجد في مدن المملكة الرئيسة في سابع أيام شهر رمضان المبارك، تحت شعار "حراك 7 رمضان"، الذي كان طابعه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً هذه المرة على عكس دعوات سابقة.
وكما هو متوقع، لم تسجل أي من مناطق المملكة مشاركة في تلك الدعوات، لتنضم لدعوات سابقة فشلت هي الأخرى في حشد ولو شخص واحد معها، وكان آخرها دعوات للتظاهر في أبريل الماضي، تحت عنوان "تجمع العاطلين 30 أبريل".
ولا تبدي المملكة على الصعيد الرسمي أي اهتمام بمثل هذه الدعوات، في إشارة إلى أنها وهمية ولا تتجاوز حدود من يطلقها من خارج المملكة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها تتسبب بجدل واسع بين السعوديين حول كيفية التعامل مع تلك الدعوات سواء بالتجاهل التام أم بالرد عليها.
وتظهر بعض وسائل الإعلام، التي تمولها دول معادية للسعودية، اهتماماً غير مهني بمثل تلك الدعوات، بناءً على تدوينات من حسابات مجهولة بأسماء مستعارة تدعو لها وتتحدث عن أهدافها.
وحظيت دعوة التظاهر في اليوم السابع من رمضان بالفعل باهتمام من قبل وسائل إعلام إيرانية وأخرى قطرية، أسهبت في الحديث عن الحراك المزمع وأهدافه والتأييد الداخلي الذي يحظى به، مبينة أنه يأتي احتجاجاً على قمة الرياض الأخيرة ونتائجها.
ويقول مراقبون للشأن الخليجي، إن دعوات التظاهر المتكررة في السعودية تكشف عن كونها منظمة من قبل أجهزة استخبارات خارجية تابعة لدول معادية للمملكة، مستشهدين بعدم وجود أي تفاعل داخلي معها حتى ولو كان شخصاً واحداً داخل المملكة.
ويرى المراقبون، أن أحد المؤشرات التي يمكن من خلالها معرفة من يقف خلف تلك الدعوات، هو وسائل الإعلام التي تهتم بتلك الدعوات وتغطيتها كما لو كانت واقعاً بالرغم من كونها مجهولة المصدر.
وتواجه السعودية بالفعل، وهي أكبر بلد خليجي يمتلك مكانة سياسية واقتصادية ودينية عالمية، تحديات كبيرة من عدة دول في مقدمتها إيران، التي تشكل تهديداً مباشراً للرياض من خلال تدخلها عبر ميليشيات مسلحة في دول المنطقة بما فيها اليمن المحاذية لحدود المملكة الجنوبية.
ومن المرجح، أن تكون دعوات التظاهر جزءاً من حرب إلكترونية واسعة لا تقل شراسة عن حرب عسكرية على الأرض تخوضها إيران في عدة دول كالعراق وسوريا، وتشكل تهديداً مباشراً لأمن الرياض التي تقود جهوداً مضادة عسكرية وسياسية وأمنية لكبح جماح قادة طهران.