حين يخترق "مسمار" طبقات جلد إحدى قدميك، ويختلط بالدماء، قبل أن ترفع القدم المتضررة سريعا وتحاول تفقد "الخسائر"، فيما لا تفكر إلا في هذا الألم القوي الذي تركه "المسمار" قبل أن يغادر جسدك، إلى الأبد.
ولكن هناك شيئا أخطر بكثير من "ألم المسمار"، ألا وهو ذلك الميكروب الخفي الذي قد يقتلك خلال أسابيع معدودة.
"التيتانوس" أو مرض الكزاز وهو عبارة عن مرض ينتج عن التلوث بالإصابات والخدوش الكبيرة والجروح ببكتيريا تسمى بالمطثية الكزازية، وهذه البكتيريا توجد في التربة بالإضافة الى لعاب الحيوانات وفضلاتها وغبار البيوت وهي من البكتيريا اللاهوائية، حيث تصيب الجسم من خلال الخدوش والجروح وغيرها وتقوم بإطلاق مواد سامة تسمى ( ذيفان ) وتنتشر عن طريق الدورة الدموية وتصل الى الجهاز العصبي مما يسبب التشنجات العضلية بالإضافة الى شلل أنتانيا في الفكين والأطراف وعضلات التنفس، وفي الحالات التي لا يتم بها العلاج قد يؤدي الى تصلب شامل وتوقف التنفس والوفاة.
فعند الإصابة به تكون عند الاشخاص الذين لم يتم إعطائهم لقاح التيتانوس، حيث ان التطعيم ضد مرض الكزاز هو من التطعيمات الروتينية التي تعطى للاطفال الرضع والذين في سن المدرسة بالإضافة الى أنه ينصح بأخذ جرعة كل 10 سنوات للتعزيز، حيث يتم التطعيم من خلال عضلة الفخذ للأطفال وفي الذراع للبالغين.
الجروح الناجمة عن أدوات حادة ونظيفة كسكين المطبخ أو شفرة الحلاقة، تكون أقل عرضة للإصابة بالعدوى مقارنةً، بالجروح التي إخترقتها الاوساخ أو الأجسام الغريبة. لا داعي لتلقي إبرة التيتانوس في حالات الخدوش والحروق الخفيفة. لا تستطيع جرثومة الكزاز العيش مع وجود الهواء، لذلك فإن هذه الجراثيم قادرة على العيش والتكاثر عندما يتعرض الجلد للطعن أو الجرح، وعندها تنتقل للعيش هناك، حيث لا يصل الهواء.
- إبرة التيتانوس:
في حال لم تتلقوا سلسلة أساسية، مكونة من 3 إبر تيتانوس، من قبل، ينبغي عليكم مراجعة طبيبكم وإعلامه بالأمر. يتم إعطاء هذا اللقاح على 3 دفعات للأطفال في سن شهرين، 4 أشهر، 6 أشهر وجرعة معززة في سن سنة - سنة ونصف.
مع تلقي إبرة التيتانوس الأولى، يطور الجسم مناعة ضد الكزاز في غضون 3 أسابيع، تقل قوة المناعة ببطء على مر أشهر عديدة. بعد تلقي كل حقنة معززة، يطور الجسم مناعة أسرع وتدوم هذه المناعة لفترة أطول. إذا تلقيتم لقاح كزاز أولي، يتألف من 5 حقن، سوف يكون هذا اللقاح كافيًا لحمايتكم من الكزاز لمدة 10 سنوات على الأقل، بعد تلقي كل حقنة معززة. على الرغم من ذلك، إذا كان الجرح يحوي مادة ملوثة تحت الجلد، وهي غير مكشوفة للهواء، ولم تتلقوا حقنة معززة في الخمس سنوات الأخيرة، من المستحسن أن تتلقوا حقنة معززة للحفاظ على مستوى مناعة مرتفع، قدر المستطاع.
أحيانًا، تحتاجون لنوع اخر من إبرة التيتانوس، إذا لم تتلقوا اللقاح كما يجب. يطلق على هذا اللقاح اسم الغلوبين المناعي للكزاز (TIG: Tetanus Immune Globulin)، يتم استخدامه عندما لم يتم تلقي لقاح الكزاز بشكل كامل، وهنالك خطر كبير للإصابة بمرض الكزاز. يعتبر هذا اللقاح، مكلفًا أكثر، أشد إيلامًا وخطر حدوث رد فعل تحسسي عند تلقيه، أكبر، مقارنةً بالحقنة المعززة.
يعتبر لقاح الكزاز (إبرة التيتانوس) مهمًا جدًا، لأن جرثومة الكزاز شائعة، والمرض الذي تسببه شديد الخطورة. تأكدوا من أن جميع أطفالكم قد تلقوا اللقاح على دفعاته الثلاث، إضافةً إلى الحقن المعززة المطلوبة.
التحضيرات للتطعيم: لا يتطلب التطعيم تحضيرات خاصة. حيث يتوجب تعقيم منطقة الحقن فقط والانتظار حتى ينشف موضع الحقن.
بداية الفعالية للمطعوم: يتم انتاج الاجسام المضادة خلال فترة اسبوعين، وبعد مضي شهر من إعطاء جرعة اللقاح 3 الاولى تصل فعالية ونجاح اللقاح إلى نسبة 99%. حيث يتمتع الجسم بحماية قوية بعد أخذ جميع الجرعات. مدة الفعالية للمطعوم: تكون مدة الفعالية ما بين خمس الى عشر سنوات.
المخاطر للمطعوم: لا يوجد مخاطر من أخذ المطعوم ولكن تكون الآثار الجانبية خفيفة.
المطعوم أثناء الحمل: حيث لا يجب أخذ هذا اللقاح خلال الحمل، وخاصة في الشهور الأولى للحمل، إلا ان أخذ اللقاح ضد مرض الكزاز خلال الحمل لا يكون سبب لإنهاء الحمل.
التطعيم خلال فترة الرضاعة: لم يتم تأكيد حالات عن تأثير أخذ اللقاح ضد الكزاز خلال فترة الإرضاع. ولكن لا ينصح بالرضاعة عند أخذ اللقاح، إلا عند الحاجة.
تفاعل اللقاح مع أدوية أخرى:
- عندما يصاب الشخص بأمراض الحمى، فينصح بعدم التطعيم خلال هذه الفترة.
- إذا اصيب الشخص الذي يريد التطعيم بفرط حساسية للمطعوم في السابق.
- في حالة أخذ علاجات كبت المناعة، مثل علاج كيميائي.
- ينصح بإرجاء التطعيم ضد التيتانوس عند انتشار مرض شلل الأطفال.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
