اعلان

في ذكرى ميلاد الشيخ راغب مصطفى غلوش الـ 79.. سافر للبلاد العربية لتلاوة القرآن برمضان على مدار 30 عام متتالية

يصادف اليوم الذكرى التاسعة والسبعون، لميلاد الشيخ راغب مصطفى غلوش، الذي ولد في الخامس من يوليو عام 1938، وكان من أشهر قراء القرآن الكريم في مصر، حصل على فرصة قراءة القرآن ورفع الأذان بدلًا من الشيخ طه الفشني، قارئ القرآن بمسجد الحسين، وعمل بالأذاعة المصرية كقارئ للقرآن بعد أن وافق محمد أمين حماد، مدير الإذاعة المصرية، وبعد أن انهي خدمته العسكرية، فوجئ بظهور اسمه وصورته في كل الجرائد المصرية، تحت لقب "عسكري ومقرئ"، وكان ذلك عام 1962، وتوفي غلوش عن عمر يناهز 77 عامًا فور نقله للمستشفي على آثر أزمة صحية.

ترصد "أهل مصر" قصة حياة الشيخ راغب مصطفي، أشهر قراء القرآن في مصر..

- نشأته:

ولد الشيخ غلوش، يوم 5 يوليو 1938، بقرية برما، مركز طنطا بمحافظة الغربية، ورغب والده منذ أن كان طفلًا، أن يلحقه بالتعليم الأساسي ليكون موظفًا كبيرًا، وكانت الكتاتيب كثيرة بالقرية والإقبال عليها ملحوظ وملموس، وكان والده كغيره من المصريين، يهتمون بتحفيظ أبنائهم القرآن ليكونوا علماء بالأزهر الشريف.

واقنع غلوش نجله راغب بالذهاب إلى الكتاب بعد إنتهاء اليوم الدراسي، ولكن الموهبة أعلنت عن نفسها فكان الطفل الصغير ابن الثامنة حديث أهل القرية وخاصة المحفظين والحفظة.

- بداياته مع القرآن:

عندما وصل عمره إلى الرابعة عشر، اشتهر بطنطا، لجمال صوته في قراءة القرآن، وتوالت إليه الدعوات من القرى والمدن القريبة من قريته، لقراءة القرآن لهم في المناسبات والصلاة، وفي شهر رمضان، وذلك عام 1953 وكانت المهمة شديدة الصعوبة في البداية، ولكن حبه الشديد لقراءة القرآن، ساعده في النجاح.

استطاع القارىء الشاب غلوش أن يصنع له مجدًا وهو صغير قبل أن يبلغ الثامنة عشرة حتى جاء حق الدفاع عن الوطن وطلب للتجنيد، فتقدم للتجنيد عام 1958، وكان عمره عشرين عامًا، وتم توزيعه على مركز تدريب بلوكات الأمن المركزي بالدراسة، وقال قي ذلك الوقت: "ونظرًا لإلتحاقي بقوات الأمن المركزي بالدراسة كنت أتردد دائمًا على مسجد الإمام الحسين، لأصلي وأتطلع لأن أقرأ ولو آية واحدة بأكبر مساجد مصر والقاهرة وأشهرها"، موضحًا أنه كان حريصًا على تقديم نفسه للمسؤولين عن المسجد حتى تتاح له الفرصة لقراءة عشرًا أو أرفع الأذان في هذا المسجد الكبير.

ولعب القدر دورًا في قصة نجاح القارئ الكبير غلوش، فتعرف بالصدفة على شيخ المسجد الراحل، حلمي عرفه، وقرأ أمامه ما تيسر من القرآن، وحاز صوته على اعجاب الشيخ، وبعد مرور أيام قليلة، لعب القدر مرة أخرى مع غلوش، وتحقق ما تمناه، وغاب الشيخ طه الفشني، المؤذن والقارئ في المسجد، وتسلم راغب غلوش مهمة الأذان وقراءة القرآن، بدعوة من الشيخ حلمي، أحد شيوخ المسجد.

- عمله بالإذاعة المصرية:

بعد قراءة القرآن بمسجد الحسين، تعرف غلوش على كبار المسؤولين بالدولة وتقرب منهم، وشجعوه على القراءة أمام الجماهير وكانوا سببًا في إزالة الرهبة من داخله، فوجهت له دعوات كثيرة لإحياء مآتم في القاهرة، استطاع فيها مقابلة مشاهير القراء بالإذاعة المصرية، منهم الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمود خليل الحصري وغيرهم من مشاهير القراء.

وطلب الشيوخ الحاضرين من محمد أمين حماد، مدير الإذاعة المصرية وأحد رواد مسجد الحسيني، أن يضم الشيخ الصغير، راغب غلوش في الإذاعة، ومنحه فرصة أن سيكون قارئ فيها.

- قارىء بالإذاعة برتبة شاويش:

بعد ذلك إنشغل غلوش بإنهاء إجراءات إخلاء طرفي من بلوكات الأمن، بعد أن أنهي مدة تجنيده، وحصل في ذلك الوقت على شهادة تأدية الخدمة الوطنية وأقيم له ولزملائه حفل بسيط في الوحدة الخاصة بالتجنيد، وفي ذلك قال: " لم أنس النتيجة النهائية لإعتمادي قارئًا بالإذاعة، ولم أتوقع ظهور النتيجة قبل شهرين أو ثلاثة على الأقل ولكنها ظهرت أثناء إنهائي إجراءات الخروج من الخدمة الوطنية بالأمن المركزي".

وفور وصوله قريته، فوجئ بخبر نزول اسمه وصورته في الجرائد المصرية، تحت لقب "شاويش ومقرىء"، وهذا ما جعله لا يستوعب الموقف من شده الفرحة، وشعر أن هذا الخبر هو بمثابة مكافأة على خدمته العسكرية.

- السفر إلى الخارج:

سافر الشيخ راغب إلى معظم دول العالم ومنها إيران، واستمر في السفر كل شهر رمضان على مدار 30 عامًا متتالية، وقام خلال تواجده بإيران، بتأدية الآذان الشيعي، وله تسجيلات كثيرة لتلاوة القرآن في البلاد العربية.

كما وجهت له دعوات من دول عربية لإحياء المناسبات الرسمية وخاصة في الكويت والإمارات والسعودية، ولكن في سنوات عمره الأخيرة، فضل البقاء في مصر في شهر رمضان.

- وفاته:

توفي الشيخ راغب غلوش، في الرابع من فبراير عام 2016، بعد شعوره بأزمة صحية مفاجأ، نقل على آثرها إلى أحدى المستشفيات، وتوفي على الفور، عن عمر يناهز 77 سنة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مؤتمر صحفي للدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء (بث مباشر)