اعلان

"أئمة الأوقاف": قوة الإيمان في السلم وبناء وتعمير الأوطان

قال الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الأوقاف بالأسكندرية، أن المديرية نظمت قافلة دعوية بغرب الأسكندرية لأداء خطبة الجمعة، وعقد مجالس دينية لشرح صحيح الدين الإسلامى الحنيف وتحدث أعضاء القافلة حول موضوع ( حرمة الاعتداء والتخريب وضرورة البناء والتعمير).

وأكد أئمة ودعاة الأوقاف بالأسكندرية، أن قوة الإيمان فى السلم وبناء الأوطان، فالله سبحانه وتعالى خلق الناس واستعمرهم في الأرض ليعمروها وينشروا الخير فيها، فكان الإصلاح هو سبيل أئمة المصلحين من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وهو منهجهم، فشعيب عليه السلام يقول لقومه: ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ﴾ [هود: 88]، وأوصى موسى عليه السلام أخاه هارون فقال: ﴿ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف: 142]، فالله عز وجل نهى عن الإفساد فقال سبحانه: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ﴾ [الأعراف: 56.

وبين دعاة الأوقاف أن الله عز وجل مع أهل الإصلاح، ويتولاهم وينصرهم ويعينهم على المفسدين، وقد أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين: ﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾ [الأعراف: 196] وقال جل وعلا: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 117] فالله عز وجل يعطي كل عبد على نيته، فهو جل وعلا يعلم من نيته الإفساد ومن قصده الإصلاح، قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ﴾ [البقرة: 220].

كما أن صور الاعتداء والتخريب في الأرض متعددة، على رأسها الاعتداء على الأموال والأرواح وإخلال الأمن، وهذا أمر يعرفه الجميع، ولكن من صور الاعتداء والتخريب التي يظن بعض الناس أنها ليست من الإفساد وهي منه: أكل أموال الناس بالباطل، والتعامل بالربا، وطلب الرشوة أو أخذها، والفساد الإداري في الأجهزة والإدارات المختلفة، وكذلك الاعتداء على حقوق الآخرين بسرقة أو نحوها، واحتكار المواد الغذائية وخاصة الضروري منها.

ووجه أئمة الأوقاف بالأسكندرية إلى ضرورة البناء والتعمير حيث قالو:-

المصلحون هم الذين يريدون مصلحة البلاد والعباد ويبحثون عنها، والمفسدون هم الذين يسعون لخراب البلاد والعباد.

المصلحون لا يرضون بالمنكرات في المجتمع، بل يسعون جاهدين لإزالتها وإقصائها، ويحاربون الشهوات المحرمة، وما نشاهده ونلمسه في واقعنا اليوم من الخير إنما هو بفضل الله عز وجل ثم بفضل البقية الباقية من أهل الإصلاح.

ومما ينبغي الإلمام به: أن يعلم كل فرد منا أنه لا يشترط لمن أراد أن ينضم للمصلحين أن يكون كاملا خاليا من كل نقص وعيب، طاهرا ظاهرا وباطنا، فهذا يصعب إدراكه، ومن طلبه فإنما يطلب المستحيل، وهذه مسألة يثيرها أهل الفساد؛ الذين يتصيدون على أهل الإصلاح، فإذا كان لدي نقص أو تقصير في جانب فإنه لا يمنعني من حب الخير ونشره والإصلاح، مع السعي لإصلاح أحوالي ما استطعت.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً