اعلان

"الجزائر وأمريكا" في مواجهة طوفان الحرائق.. آلاف الكيلو مترات أصبحت جرداء.. وارتفاع درجة الحرارة أبرز الأسباب

تمثل الغابات رئة العالم الحقيقية، فهي التي تزود الكرة الأرضية بالكمية الأكبر من الأوكسجين، بينما تخلصه من كميات هائلة من غاز ثاني أوكسيد الكربون، الذي يعتبر المسؤول المباشر عن تفاقم الاحتباس الحراري، لكن تعاني معظم دول العالم، من حرائق الغابات الهائلة التي تأكل آلاف الكيلو مترات، من الغابات التي يزيد عمرها على مئات السنين.

وتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى اندلاع حرائق الغابات، حيث يمكن أن تنتج بسبب تصرفات بشرية غير منضبطة، أوبفعل كوارث طبيعية مثل البراكين، وأيضا الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، لكن الثابت أن حرائق الغابات تسبب دمارًا شاملًا للنظام البيئي داخل الغابة وحولها، وقد تتسبب في مقتل مئات الأشخاص، بالإضافة إلى إفناء أعداد هائلة من الكائنات الحية التي تعيش في هذه الغابات.

ومع الارتفاع الشديد المتزايد في درجات الحرارة، وقعت العديد من حالات الحريق في الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، والتي نجم عنها خسائر كبيرة، في المحاصيل المثمرة، وإصابة عدد من الأشخاص، مما جعل الأجهزة الامنية في تلك الدول، تواجه ضغوطًا كبيرة في مواجهة هذه الحرائق من كل عام.

الجزائر

خلال الـ48 ساعة الماضية تم إخماد 97 حريقا، في الغابات تسببت في إتلاف أكثر من 1082.5، كيلو متر من الغابات، وتسببت في إتلاف محاصيل زراعية وأشجار مثمرة، وفقا لما ذكرته مديرية الحماية المدنية بالجزائر.

وجاء في البيان أن الحرائق تسببت أيضا في إتلاف "49 كيلو متر من محاصيل القمح و1633 شجرة مثمرة، ونظرا لخطورة الوضع فقد تم إطلاق المخطط الاستعجالي عبر عدد من الدوائر وتم تجنيد كل المصالح لحماية المواطنين وإنقاذ السكان المهددين بخطر النيران.

حريق 13 غابة

أدى الارتفاع الكبير في درجات الحرارة بالجزائر إلى وقوع 13 حريقا في غابات مجموعة من الولايات، واستطاعت قوات الحماية المدنية السيطرة عليها، في ظرفية ارتفعت خلالها الحرارة إلى 44 درجة بعدد من مناطق الجزائر.

وصرّح المدير العام للغابات بالجزائر، عبد الفتاح عبد المالك، إن مصالح إدارته سجلت وقوع 13 حريقا في ولايات شلف وغليزان وتيزي وزو وجيجل وبجاية وسكيكدة وأم البواقي ووالمدية، متحدثا للإذاعة الجزائرية أنه تمت السيطرة على الحرائق واتخاذ العديد من الإجراءات وتسطير جدول مداومة بتنسيق مع الحماية المدنية.

وسجّلت درجات الحرارة 40 درجة معدلا في البلاد، خاصة في المناطق الجنوبية التي ارتفعت درجة الحرارة بها إلى 44، بينما سجلت المناطق الساحلية درجة حرارة أقل نسبيا، وتشير التوقعات أن الحرارة ستنخفض في الجزائر بدءًا من غد الثلاثاء بعد خمسة أيام من الأجواء الساخنة.

وفي حصيلة سابقه ذكرت مديرية الغابات أن الحرائق تسببت في إتلاف أكثر من 1500 كيلو متر خلال الأسبوع الممتد من 6 إلى 12 يوليو، الماضي، بحسب ما أفادت الإذاعة الجزائرية.

وبتاريخ (27يونيو 2017 )إندلعت عده حرائق في مناطق مختلفة في الجزائر مما أدي إلي أتلاف مساحات شاسعه من الغابات ومواجهه القوات صعوبة في أخمادها حيث أستغرق إطفائها 3 أيام.

تزايد الحرائق

وتسبب حريقان نشبا بمنطقتي عين طارق وزمورة (ولاية غليزان) في إتلاف أكثر من 16.5 كيلو متر من الغابات.

وذكر رئيس مكتب الإحصاء الرقيب حميدي بلعزيز أن الحريقين تم إخمادهما، حيث اندلع أحدهما يوم الأحد بمنطقة "عين الدالية" بغابة "تافرنت" ببلدية عين طارق (90 كلم شرق غليزان) وقضى علي 15 كيلو متر.

كما شب حريق بمنطقة "أولاد يحي سيدي عبد العزيز" ببلدية دار بن عبد الله (زمورة) وأتلف أكثر من 1.5 كيلو مترمن الغابات، وهذان الحريقان قضيا علي أشجار الصنوبر الحلبي والضرو والعرعار.

وفي (25 مايو2017) شب حريق مهول بمستودع تابع لمصنع شركة "نوارة" في بلدية عين البنيان غرب العاصمة.

وأمتد هذا الحريق إلى أحد الأسواق بالحي المعروف باسم دبي وبعض البنايات المجاورة ما سبب حالة هلع وذعر وسط المواطنين وخلف خسائر مالية بسبب إحتوائه علي مواد كيماوية.

الولايات المتحدة الأمريكية

استطاعت فرق الإطفاء التى تكافح عشرات من حرائق الغابات المشتعلة عبر ولاية كاليفورنيا الأمريكية، احتواء عدة حرائق باستخدام الطائرات فيما حذر خبراء الأرصاد من استمرار الطقس الحار الجاف فى الغرب الأمريكى.

وفى شمال كاليفورنيا، طوق رجال الإطفاء أكثر من نصف حريق (وول فاير) الذى دمر أكثر من مئة مبنى منهم 44 منزلًا منذ أن اندلع الأسبوع الماضى.

وخفضت السلطات أوامر الإجلاء من مسار حريق "وول فاير" إلى تحذيرات غير أن أكثر من 600 منزل لا تزال مهددة بحسب إدارة الغابات والحماية من الحرائق فى كاليفورنيا. وشرد الحريق أربعة آلاف شخص ودمر 5800 فدان فى مقاطعة بوتى شمالى مدينة سكرامنتو.

وفى جنوب كاليفورنيا، تمكنت فرق الإطفاء من احتواء 65 بالمائة من حريق (ألامو) الذى دمر 29 ألف فدان تقريبا من الغابات شمال شرقى سانتا ماريا فى مقاطعة سان لويس اوبيسبو.

وأدى حريق فى مقاطعة سانتا باربرا إلى إجلاء آلاف المخيمين قرب بحيرة كاتشوما، وقال مسؤولون إنه جرى إجلاء عشرات السكان عندما اندلع الحريق.

أضرار حرائق الغابات

تؤدي حرائق الغابات الى تدمير النظام البيئي، وغالبا ما تقضي على كافة أنواع الحياة فيها، إما بموت الكائنات الحية أثناء الحريق، أو هجرتها للغابة التي لا يتبقى منها سوى الرماد، وبعض الأشجار المتفحمة، وهو ما يجعلها غير مناسبة لعيش كثير من أنواع الكائنات الحية.

ويمكن تلخيص أضرار حرائق الغابات فيما يلي:

تدمير كميات هائلة من الاخشاب الثقيلة ذات القيمة العالية والتي تصل اعمارها أحيانا الى مئات السنين وهو ما يتسبب في خسائر مادية مباشرة للدول التي تحوي تلك الغابات اذ تشكل اخشاب الغابات جزء مهم من المواد الخام لكثير من الصناعات مثل صناعة الأثاث والانشاءات.

التسبب في تسريع زحف التصحر نحو المناطق الخضراء اذ تشكل الغابات موانع ممتازة لحماية المناطق الخضراء من زحف الكثبان الرملية القادمة من المناطق الجافة كما تعمل على الحفاظ على التربة وتخصيبها وتمنع تدهور بينتها وبذلك تحميها من التصحر.

تدمير المناطق السكنية المتاخمة للغابات وتهجير الاف البشر والتسبب بخسائر في الأرواح والتي قد تكون كبيرة في بعض الحرائق.

تتسبب حرائق الغابات في انتاج كميات هائلة من غاز ثاني أوكسيد الكربون بالإضافة الى كميات أخرى لا تقل ضررا من دقائق الغبار التي تصل الى مناطق تبعد مئات الاميال عن منطقة الحريق ويمكن ان تسبب مشاكل صحية وبيئية، ونظرا لكميات غاز ثاني أوكسيد الكربون التي تطلقها فإن حرائق الغابات تعد احد العوامل التي تساهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الأهلي والاتحاد السكندري في نهائي دوري المرتبط للسلة (لحظة بلحظة)