تتواصل المعارك لليوم الثاني على التوالي في جرود القلمون السورية وعرسال اللبنانية بين قوات الجيش السوري وحزب الله من جهة وبين ما تعرف بجبهة تحرير الشام (النصرة سابقا) من جهة أخرى.
وأكد مصدر أمني متابع للتطورات الميدانية لـ"سبوتنيك"، أن حزب الله مدعوما بسلاح الجو السوري يقترب بإتجاه النقاط الأساسية التي يتمركز فيها عناصر جبهة النصرة في جرود عرسال، لا سيما بعد أن شهد اليوم الأول من المعارك تقدما ملحوظا لعناصر الحزب إنطلاقا من جرود فليطا بإتجاه الحدود اللبنانية، وسيطرتهم على العديد من التلال الإستراتيجية المطلة على مواقع "النصرة"، الأمر الذي يضيق الخناق أكثر على المجموعات المسلحة ويحصرهم في بقعة جغرافية محدودة ومكشوفة.
وكانت آخر المواقع التي سيطر عليها في جرود عرسال هي جوار الشيح، ووادي كريدي، والضليل الأبيض، وسرج قويصف.
فيما يستخدم حزب الله أسلحة نوعية للمرة الأولى في معاركه عند سلسلة جبال الشرقية، بعد أن أظهر شريط فيديو تابع للإعلام الحربي للحزب، إستخدامه صاروخا ثقيلا قصير المدى، إضافة الى إقحامه سلاح الدبابات في أرض الميدان، ما يؤشر على أن المعركة لن تكون سهلة وسيسير بها حزب الله الى نهايتها، بحسب ما يؤكد مصدر مقرب من الحزب، "وهو الأمر الذي يظهر من خلال حجم الخسائر البشرية التي يتكبدها طرفا الصراع"، كما يقول.
فمن جانب حزب الله، نعت مواقع إلكترونية مقربة منه خمسة عشر عنصرا سقطوا منذ بدء المعارك يوم أمس.
في المقابل أظهر شريط فيديو للإعلام الحربي التابع للحزب صورا لعشرات الجثث من جبهة "تحرير الشام" ملقاة على أرض الميدان.
ومنذ ساعات فجر هذا اليوم تدور إشتباكات متقطعة تمكن خلال حزب الله من التقدم والسيطرة على أكثر من موقع إستراتيجي جنوب وشرق جرود عرسال، وتحديدا مناطق مرتفعات ضهر الصفا وضليل الخيل والازابة.
من جانبه صد الجيش اللبناني أكثر من محاولة تسلل وتحركات مشبوهة لعناصر "النصرة" تجاه بلدة عرسال.
هذا ويؤكد خبير عسكري لـ"سبوتنيك" أنه من الصعب التكهن بالمدة التي تحتاجها العمليات العسكرية لتطهير الحدود اللبنانية السورية من المجموعات المتطرفة، لا سيما وأن هذه المجموعات تتمركز في الجرود منذ سنوات وباتت على معرفة دقيقة بتفاصيل الأرض الجغرافية، إضافة الى إعتماد هذه الجماعات على حرب الكمائن وتفخيخ المواقع، وهو الأمر الذي يؤخر من مسألة حسم حرب الجرود.
ويضيف الخبير العسكري، أن حزب الله والجيش السوري وما أن ينتهيان من معركة جرود عرسال، سيتحضران لفتح جبهة جديدة مع تنظيم داعش الإرهابي المتمركز لناحية مناطق رأس بعلبك ومشاريع القاع المحاذيتين للحدود السوري، وهي جبهة لن تكون سهلة بطبيعة الحال مع تنظيم مجهز بالعدة والعتاد في تلك المنطقة، ويحمل بيديه ورقة ضغط هامة تتمثل بملف العسكريين المختطفين لدى تنظيم داعش.