تتواصل المعارك التي يخوضها "حزب الله" ضد الجماعات الإرهابية في جرود بلدة عرسال عند الحدود اللبنانية- السورية، لليوم الثاني على التوالي، حيث تشهد تلك المنطقة الجبلية الوعرة عمليات قصف مدفعي مكثفة تتزامن مع غارات يشنها سلاح الجو السوري.
وانطلقت صباح اليوم السبت، المرحلة الثانية من "معركة تطهير جرود عرسال"، في ظل تقدّم ميداني لـ"حزب الله".
ومنذ إطلاق المعركة ضد المجموعات الإرهابية صباح أمس، حقق "حزب الله" اللبناني أهدافًا عسكرية مهمة، مكّنته من السيطرة على قوس يتمدد من مرتفع ضليل الحاج وتلة البركان الاستراتيجيتين (جنوب شرق) إلى منطقة وادي زعرور (جنوب شرق).
وقال مصدر ميداني لـ "سبوتنيك" إنّ "حزب الله" كثف وتيرة القصف الصاروخي والمدفعي في جرود عرسال مستهدفًا مواقع تابعة لجبهة النصرة وسيطر على وادي الدقيق ووادي الزعرور، طوال ليل أمس، وحتى ساعات الفجر الأولى.
وأضاف المصدر أنه بعد فترة هدوء قصيرة، تجددت عمليات القصف المركز لمواقع الإرهابيين، ليبدأ "حزب الله" عمليات اقتحام لعدد من التلال والمواقع التابعة لـ"جبهة النصرة" المعروفة حاليًا باسم فتح الشام.
وأعلن الإعلام "الإعلام الحربي" في "حزب الله" السيطرة على مواقع قرنة وادي الخيل ومرتفع قرنة القنزح في جرود عرسال بعد اشتباكات مع مسلحي "جبهة النصرة".
ولاحقًا، أكد "الإعلام الحربي" السيطرة على مرتفعات ضهر الصفا ومرتفع ضليل الخيل ومنطقة الازابة، في شرق عرسال، وسط اشتباكات مع ارهابيي "جبهة النصرة".
وفي وقت سابق قال "الإعلام الحربي" إنّ مقاتلي "حزب الله" سيطروا على عدد من المواقع المهمة، من بينها سهل الرهوة، ووادي دقيق، ووادي زعرور، الذي يضم ثلاثة مواقع مهمة لـ"جبهة النصرة" في جنوب شرق عرسال، في موازاة السيطرة على موقع تفتناز في جبل القنزح في جنوب جبهة جرود عرسال.
وفي جرود بلدة فليطة في القلمون الغربي، سيطر "حزب الله" والجيش السوري على تلة البركان، إلى جانب ثلاثة مرتفعات أخرى.
كما أفاد المصدر الميداني في حديثه إلى "سبوتنيك" بأن "حزب الله" سيطر على معظم منطقة الكسارات، التي تعدّ أحد المواقع المهمة للإرهابيين، ما يعني، من الناحية العسكرية، كسر خط الدفاع الأول لـ"جبهة النصرة". وفي حال استكملت السيطرة على منطقة الكسارات، فإنّ ذلك سيتيح لـ"حزب الله" الإشراف على منطقة وادي الخيل، وهي أحد أهم مواقع "جبهة النصرة"، والسيطرة ناريًا عليها.
وذكرت قناة "أل بي سي" المحلية أن قوة خاصة من "حزب الله" اقتحمت كهفًا كان يستخدمه أمير "جبهة النصرة" في عرسال أبو مالك التلي. ولكن لم يتسنّ تأكيد هذه المعلومات من جهة موثوقة.
الى ذلك، قال "الإعلام الحربي" إن قوة من "حزب الله" استهدفت بصاروخ قصير المدى النقاط الخلفية وخطوط الإمداد لـ"جبهة النصرة" في مثلث وادي العويني ووادي الخيل في جرود عرسال، ما أدى إلى حدوث دمار كبير في المكان المستهدف ووقوع عدد كبير من القتلى والجرحى بصفوف الإرهابيين.
وفي موازاة ذلك، شن الطيران السوري غارات على مواقع "جبهة النصرة" عند الطريق الفاصل بين القلمون وجرود عرسال.
رئيس تيار المستقبل سعد الحريري
© AP PHOTO HUSSEIN MALLA
الجيش اللبناني يقوم بعملية مدروسة في جرود عرسال
كذلك، استهدفت مدفعية الجيش اللبناني تحركات المسلحين في جرود عرسال، حيث تصدت لمجموعة من الإرهابيين في منطقة وادي الدم، كانت تحاول التسلل باتجاه مراكزه.
وتدور المعارك في مناطق وعرة للغاية، وتحوي مغاور كبيرة، وأنفاق وتحصينات، أقامها مسلحو "جبهة النصرة" خلال السنوات الماضية، الذي يتحصنون في المرتفعات، ويعتمدون بشكل أساسي على عمليات القنص، ويحاولون إعاقة تقدّم مقاتلي "حزب الله" من خلال زرع الألغام الأرضية أو تفجير العبوات الناسفة.
ولكن المصدر الميداني يؤكد أن تلك الأساليب لا تبدو مجدية في المعركة الحالية، خصوصًا أن "حزب الله" بات قادرًا على مواجهتها بسهولة، بالنظر إلى الخبرات القتالية التي اكتسبها في مناطق قتال مماثلة عند السلسلة الشرقية لجبال لبنان.
ونعى "حزب الله" ثمانية من عناصره قتلوا في معارك عرسال، يوم أمس، في حين لم يعرف بالتحديد عدد قتلى "جبهة النصرة".