في ثورة 1952، كان من أبرز الوجوه جمال عبد الناصر وأنور السادات ومحمد نجيب، إلًا أن هناك ظابط مصري كان له دور كبير في هذه الثورة لدرجة أنهم أطلقو عليه لقب "الجندي المجهول".
مولده:
ولد في قرية ريفية تسمى زاوية المصلوب التابعة لمحافظة بني سويف، تتبع "يوسف صدقي" خطى والده حيث أن أباه كان يعمل ضابطًا في الجيش وكان معروف عنه أنه دائمَا مايثور على الإنجليز، وكان رافضًا لحكمهم وسياستهم، إلًا أنه توفي وكان حينها صدقي في صباه، وانتقل صدقي إلى خاله، وكان ضابطًا في الجيش ومالبس خاله طويلًا وقدم استقالته اعتراضًا على سياسة الإنجليز.
دراسته:
أنهى يوسف صدقي مدة دراسته في الثانوية في 1930 ثم التحق بالكلية الحربية وتخرج منها برتبة ملازم أول يحمل ثأر أبيه على يديه. إلى أن تم تعيينه مدرسًا بالكلية الحربية متخصصًا في مادة التاريخ العسكري، والتحق بكلية أركان حرب، وتخرج فيها عام 1946.
وعندما اشتعلت حرب 1948 كان في طليعة القوات التي دخلت فلسطين، وكانت كتيبتة هي أكثر الوحدات المصرية توغلًا في الأراضي الفلسطينية، وتمكنت من الوصول إلى بلدة أشدود على مقربة من "تل أبيب"، واستطاعت الاحتفاظ بهذا الموقع حتى نهاية الحرب وانسحاب الجيش المصري إلى غزة.
دورة في الثورة:
يعتبر «صدّيق» أول من تحرك بجنوده في أحداث ثورة يوليو، فكان قائدًا ثانيًا لكتيبة مدافع الماكينة بمعسكر الهايكستب، وقبل التحرك خطب في جنوده، وقال لهم إنهم مقدمون هذه الليلة على عمل من أجل الأعمال في التاريخ.
تقدم «صدّيق» جنوده مستقلًا عربة عسكرية، ومن خلفه العربات المحمّلة بالجنود، وفي أثناء ذلك فوجيء بقدوم قائد الفرقة، اللواء «عبد الرحمن مكي»، فأمر باعتقاله، كما اعتقل قائد ثاني الفرقة الأميرالاي «عبد الرؤوف عابدين»، بعد محاولته وقف التحرك.
وبالمصادفة، اعتقل جنود كتيبة «صدّيق»، «جمال عبد الناصر»، و«عبد الحكيم عامر»، عن طريق الخطأ، ليلة الثورة، إلًا أن «صدّيق» أخلى سبيلهما بعد التعرف على هويتهما، ورفض توجيهات «عبد الناصر» بتأجيل ساعة الصفر، مصرّا على مواصلة التحرك للسيطرة على مقر القيادة المركزية للجيش.
ولعبت الصدفة دورًا في نجاح الثورة، فتسرب خبر تحرك كتيبة «صدّيق» وما يُدبر في الخفاء إلى الملك «فاروق»، الذي أمر قيادات الجيش الموالين له بوضع خطة للتصدي لتحرك «الضباط الأحرار».
أسرع «صدّيق» وجنوده إلى مقر قيادة الجيش، حيث يجتمع قياداته الموالين للملك، ونجح في اقتحام المبنى بعد معركة مع بعض الحرّاس، أسفرت عن مقتل أربعة جنود من الطرفين.
صعد «صدّيق» وجنوده إلى الطابق الثاني، واقتحموا غرفة الاجتماع بعد مقاومة بسيطة، وأعلن قيادات الجيش استسلامهم لـ «صدّيق»، ومن بينهم قائد الجيش، الفريق «حسين فريد»، فأمر «صدّيق» باعتقالهم.