"بأي ذنب قتلت".. جريمة بشعة أثارت جدلا بالشارع السكندري بعد أن تجردت أم أمريكية مقيمة بالإسكندرية من مشاعر الأمومة وأقدمت علي ذبح رضيعها الذي يبلغ من العمر عامين وفرت هاربة، وتركته غارقا فى دمائه، انتقاما من والده المصري.
ــ بداية الجريمة
وترجع وقائع القضية إلى نوفمبر 2012، عندما تجردت سيدة تدعي "فيرونيكا هارت تايلور" وشهرتها "فيرونيكا عمر" 25 سنة، أمريكية الجنسية من مشاعر الأمومة، وقامت بذبح طفلها، بعد أن انتابتها حالة من الهياج والغضب الشديدين، إثر خلافات مع زوجها المصري الجنسية.
الحكاية بدأت عندما تعرفت "فيرونيكا" على والد نجلها في نيويورك وبدأت بينهما قصة حب انتهت بزواجهما، وانتقالهما إلى الإسكندرية للاستقرار فيها، وبعد سنوات أنجبا طفلهما، بدأت الخلافات بينهما بسبب أسلوب تعامل الزوجة مع الآخرين والانفتاح الغربي على الأصدقاء، واستمرت سنوات الخلاف إلى أن أصبح الطريق مسدودا، وترك الأب المنزل تاركا رسالة لزوجته مؤكدًا لها أنه لن يعود مرة أخرى إلى المنزل.
ـــ أسباب ارتكابها
جن جنون الزوجة التي وجدت نفسها بمفردها في دوله غريبة عنها، ومرت الأيام ثقيلة عليها، لكن الأزمة سرعان ما انتهت بعد أن تدخل أقارب الزوج للصلح بين الزوجين، بإقناع الزوج بالعودة إلى منزله، وإقناع الزوجة بالتزام التقاليد الشرقية.
إنما مع الوقت تعقدت الأمور بين الزوجين مرة أخرى بسبب قوة شخصية الزوجة وتعمدها الاعتراض الدائم على تعليمات زوجها الذي حاول كثيرًا أن يفهمها أن هناك فرقًا بين الحياة في مصر والعيش في نيويورك، ففكرت الزوجة في الطلاق والعودة إلى بلادها، لكنها كانت تخشى والدتها التي طلبت منها أن تتحمل تبعات قرارها ولا تحاول أن تعود إلى أميركا.
وتأزمت الأمور بينهما مرة أخرى وفي أحد الأيام حزم الزوج حقائبه وغادر المنزل دون أن يترك لزوجته سوى رسالة يقول فيها: "الآن ستدفعين ثمن أفعالك الصبيانية، سأتركك إلى غير رجعة وعليك أن تنظمي حياتك بنفسك".
ضاقت الدنيا في الزوجة واستبد بها اليأس.. حاولت في الأيام التالية أن تتوصل إلى مكان زوجها لكن بلا جدوى، وبحثت عن عمل لكن الظروف لم تسعفها.. نظرت حولها لتجد ابنها الصغير عبد الرحمن، فاجتاحت نفسها مشاعر متناقضة وراحت تفكر جديًا في التخلص من ابنها حتى تنتقم من زوجها الذي تركها وهرب.
ـــ لحظة ذبح نجلها
وفي لحظة استسلمت فيها للشيطان، اتجهت الأم إلى المطبخ وانتزعت سكينًا وذبحت ابنها الذي كان ينظر إليها ببراءة ولا يدرك أن السكين التي تمسكت به والدته هي السلاح التي قررت أن تًنهي بها حياته.
وقامت قوات الأمن بالقبض عليها، وأدلت أمام النيابة باعترافات تفصيلية، وألقت بالاتهامات على زوجها الذي قادها إلى هذا المصير حيث قالت: "زوجي شاركني الجريمة بهروبه من المنزل وتركي وحيدة، وذبحت ابني بعد أن ضاقت بي الدنيا، ولم أجد سوى الانتقام من زوجي بهذه الوسيلة البشعة التي أندم الآن عليها بشدة".
اعترافات المتهمة:
اعترفت المتهمة خلال تحقيقات النيابة بارتكابها الجريمة قائلة: "نعم ذبحت طفلى من أجل إعادة زوجى إلى عش الزوجية.. لأنه كان يرفض الطفل الرابع فى حياتنا، فهو الذى دفعنى للتفكير فى التخلص منه بعد أن هجرنى وتركنى وحيدة فى البلد.. أنا غريبة في مصر ولم يقدر أننى تركت أسرتى وبلدى وأهلى كلهم من أجل أن أعيش معه ورغم ذلك تركنى وعلمت أنه سوف يتزوج من أخرى".
وتضيف "فيرونيكا" في اعترافاتها: "عندما اتصلت بوالد زوجي قام بسبى وطلب منى عدم الاتصال بهم مرة ثانية والابتعاد عن زوجي وأن أعتبره في عداد الموتى.. طلبت منه مصاريف من أجل أولادنا الأربعة لكنه رفض حاولت الاتصال بزوجي مرة ثانية هاتفيا، ولم يرد.. أرسلت له رسالة عبر الإيميل أقول له فيها أنني أريد مقابلته ولكنه رفض.. وكان يجب أن أتخلص من الطفل لأن زوجي كان دائم الشك فى سلوكي ولديه هاجس بأن الطفل ليس نجله، وهذا السبب دفعني إلي ذبحه لكى أتخلص منه ويعود لى زوجي مرة ثانية".
وتابعت المتهمة قائلة: "أنا تزوجت من زوجي في أمريكا عن قصة حب، ممكن يكون اسرتى شاهدت فيه إنه رجل معه فلوس وسوف يحل لنا مشاكلنا لكنى أنا شاهدت فيه الرجل الذى كنت أتمناه أن يكون زوجي مدى الحياة، وعلى الرغم من أنه يوجد به بعض العيوب لأنه غيور وشكاك إلا أنني اعتقدت أنه بعد أن يعيش فى أمريكا سوف يتغير ويتقدم تفكيره ولكن للأسف أوهمنى بذلك وظل تفكيره كما هو وشكه وغيرته التى أنهت حياتنا على الرغم أننا كان لدينا 3 أطفال ربكنه ظل كما هو خاصة بعد حملي فى الطفل الأخير.
وتضيف "فيرونيكا": "نشأت بيننا الخلافات وطلب منى الإجهاض إلا أننى رفضت وأنجبت الطفل وهددني بالطلاق فى حالة بقائه حيًا وبالفعل قام بتطليقي منذ 3 سنوات وأنا أحاول معه واصبر نفسى بأنه سوف يعود لى ولأطفالى لكن قلبه ازداد قسوة، وعندما علمت بأنه سوف يتزوج من أخرى لم أشعر بنفسى إلا وأنا أقرر التخلص من الطفل من أجل إعادة زوجى خاصة بعد أن رفض والده الحديث معى ورفض زوجى الإجابة علي الرسائل والتليفون وكانت رسالته الوحيدة لى "التخلص من الطفل من أجل العودة".
وتكمل: "فقررت على الفور أن أتخلص من الطفل وأحضرت سكين المطبخ وتناسيت تماما كل المشاعر وقمت بذبح طفلى وعندما شاهدت الدماء صرخت وحاولت الانتحار إلا أننى انتابني الخوف الشديد ولم أستطع أن أنتحر قمت على الفور بترك الطفل وهرولت مسرعة فى الشارع إلى السفارة الأمريكية طالبة منهم مساعدتي بعد أن تعللت بإقبالي علي الانتحار بسبب خلافات زوجية وظروف معيشية".
واختتمت المتهمة اعترافاتها قائلة: "قررت السفارة الأمريكية إيداعى داخل مصحة نفسية للعلاج وبقيت فيها قرابة شهر قبل أن يتعرف عليّ أحد المترددين لزيارة مريض ويبلغ عن أوصافي إلي قسم شرطة حلوان، إلى أن القى القبض على وتمت إحالتى لنيابة سيدى جابر ووجهت لى تهمتي القتل ومحاولة الانتحار".
ـــ صدور الحكم على المتهمة
قضت محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار محمود عبد العاطي مبارك، رئيس المحكمة، اليوم الأربعاء، بالسجن 10 سنوات لـ سيدة أمريكية تدعى "فيرونيكا هارت تايلور" وشهرتها "فيرونيكا عمر" بتهمة ذبح طفلها البالغ من العمر سنتان بسلاح أبيض انتقاما من طليقها.
وصدر الحكم بعضوية المستشارين أيمن إبراهيم حنفي، عبد العاطي مسعود شعلة، وأمانة سر محمد عثمان، وفي حضور عدد كبير من المحامين الحاضرين عن المتهمة.
وجاءت فيرونيكا، 33 سنة، أمريكية الجنسية، إلى مصر وأشهرت إسلامها وتزوجت من "محمد.أ.م" وسكنت بمنطقة سيدي جابر بالإسكندرية، وأنجبت طفلا أسمياه "عبد الرحمن"، وحدثت خلافات بينها وبين زوجها وانتهت العلاقة بينهما بالطلاق.
وتعود أحداث القضية 8297 جنايات سيدي جابر، ليوم 11 أكتوبر عام 2012، إذ قامت فيرونيكا بقتل المجني عليه "عبد الرحمن.م.أ" طفلها البالغ من العمر سنتان، عمدا مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيتت النية وعقدت العزم على قتله إثر خلافات سابقة بينها وبين طليقها والد المجني عليه، مستغلة وجود الطفل معها بذات المسكن الذي تعيش فيه، ووثقت يديه من الخلف وذبحت عنقه بالسلاح الأبيض، انتقاما من طليقها.