خسر عدد من الفنانيين أموالهم وأملاكهم، في ستينيات القرن الماضي، بعد أن أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قرارًا بتأميم الملكيات، وهي تحويل ملكية المشروعات والمؤسسات الاقتصادية من الملكية الخاصة إلى ملكية الشعب.
ووضعت الدولة يدها بموجب هذا القرار على العديد من الملكيات الخاصة، كان من ضمنها مشاريع وأملاك خاصة بالفنانيين، الأمر الذي أدي إلى موت البعض بعد خسارة أموالهم التي جمعوها بعد كفاح مرير، واختيار البعض الآخر البدء من جديد.
وترصد "أهل مصر" أبرز 3 فنانيين خسروا ثرواتهم وأملاكهم بعد قرار التأميم..
1- محمد فوزي:
استطاع الفنان محمد فوزي أن يجمع ثروة كبيرة من خلال مشواره الفني، وهذا ما دفعه إلى إنشاء أول شركة مصرية لإنتاج وصناعة الإسطوانات.وكان للفنان الراحل مواقف سياسية في دعم الدولة، حيث شارك في أحداث ثورة 23 يوليو عام 1952، ووصلت وطنيته بأن غنى للثورة.ولكن ذلك لم يمنع من تطبيق قرار التأميم على مصنع الإنتاج الخاصة به، الأمر الذي أدي إلى فقدانه لوظيفته، حيث كان يعمل مستشارًا فنيًا للمصنع.وحسبما روت الممثلة مديحة يسري في أحدي لقاءتها التليفزيونية: "فوزي لقى ضابط على مكتبه قاله إحنا استغنينا عن خدماتك، فرد فوزي متشكر، وبعدين راح البيت، جاله سرطان وتعب 4 سنين ومات سنة 1966".وولد محمد فوزي عام 1918، في محافظة الغربية، وقد عاني من الفقر الشديد أيام طفولته، حيث كان ابنًا لأب يعمل قارئًا للقرآن، متزوجًا من 3 نساء، وذلك حسبما ظهر في كتاب محمد السيد شوشة، الذي روي قصة حياة فوزي.بدأ فوزي عمله في الموالد والأفراح إلى أن سافر إلى القاهرة ونجح بعد معاناة أن يصبح فنانًا مشهورًا، بجانب نجاحاته في التمثيل، ولكن قرار التأميم حصد كل ثروته.
2- مديحة يسري:
خسرت الممثلة المتألقة مديحة يسري أموالها بسبب قرار التأميم، حيث فقدت الفيلا الخاصة بها في منطقة الهرم، المقامة على مساحة فدانين.وبعد أن تم تأميم فيلا الهرم، تم بيعها إلى وزير مالية سعودي متزوج من سيدة مصرية مقابل 25 ألف جنيه، وذلك حسبما كشفت مديحة في حوارها في برنامج "بوضوح"، مع الإعلامي الليثي.وأكدت في الحوار أنها لم تحصل على أي من محتويات الفيلا، ولكنها استطاعت الحصول على صورة رسمها لها الفنان التشكيلي، صلاح طاهر، ومصحف مكتوب بماء الذهب.لجأت مديحة يسري إلى بيع المصوغات الذهبية التي تمتلكها، وحولت مكتب كانت تمتلكه إلى شقة صغيرة، حتى تستطيع أن تعيش.
3- زكي رستم:
اختلف الأمر هنا قليلًا، فقرار التأميم طبق على ثروة وأملاك الفنان الذي ولد عام 1903، في قصر اللواء محمود رستم باشا، بمنطقة الحلمية، والمعروف عنه ا نتمائه إلى الطبقة الارستقراطية، حيث كان والده عضوًا في الحزب الوطني.كانت عائلة رستم، من أكبر ملاك الأراضي في مصر، وكان زكي رستم هو وريث العائلة، حيث حصل على العدد من الأطيان الزراعية، واتجه للتمثيل، ليس لجمع الثروات، بل لموهبته وحبه في هذه المهنة.وبعد وفاة رستم، حصلت الدولة على كل مراثه من الأملاك والأراضي الزراعية، بدلًا من ورثته من العائلة.